قلق في الجمهوريات السوفياتية من مواطنين إرهابيين يقاتلون في سوريا

جريمة قتل الطفلة الروسية ليس عملاً إرهابيًا.. وأذربيجان تقتل متشددين وتعتقل آخرين

المواطنة الأوزبكية جولتشيخرا بوبكولوفا التي قتلت طفلة روسية أقرت بارتكابها الجريمة  («الشرق الأوسط»)
المواطنة الأوزبكية جولتشيخرا بوبكولوفا التي قتلت طفلة روسية أقرت بارتكابها الجريمة («الشرق الأوسط»)
TT

قلق في الجمهوريات السوفياتية من مواطنين إرهابيين يقاتلون في سوريا

المواطنة الأوزبكية جولتشيخرا بوبكولوفا التي قتلت طفلة روسية أقرت بارتكابها الجريمة  («الشرق الأوسط»)
المواطنة الأوزبكية جولتشيخرا بوبكولوفا التي قتلت طفلة روسية أقرت بارتكابها الجريمة («الشرق الأوسط»)

أقرت جولتشيخرا بوبكولوفا، المواطنة الأوزبكية التي قتلت طفلة روسية، بارتكابها الجريمة، وذلك خلال جلسة المحاكمة التي جرت أخيرًا، وقالت خلالها المتهمة: «أجل أنا أعترف بذنبي»، وفق ما قال مرتجها الخاص للصحافيين. وبناء عليه وجه القضاء الروسي اتهامات لها بموجب الجزء الثاني من الفقرة 105 في قانون الجنايات الروسي (قتل طفل). وكانت بوبكولوفا قد أقدمت على ارتكاب جريمة قتل شنيعة، حين فصلت رأس طفلة صغيرة ابنة لزوجين عملت عندهما بوبكولوفا كمربية منذ 3 سنوات، ووضعت رأس الطفلة في كيس أسود، وحملته معها، ومن ثم أشعلت النيران في الشقة قبل أن تلوذ بالفرار. وعندما وصل رجال الدفاع المدني لإطفاء الحريق عثروا في الشقة على طفلة دون رأس، في هذه الأثناء كانت بوبكولوفا قد وصلت إلى منطقة قرب محطة مترو في موسكو، ويظهر في تسجيل كاميرات المراقبة كيف رفعت الكيس الأسود، وأخذت تلوح برأس الطفلة وسط الشارع وأمامها رجال بوليس، وتصرخ «الله أكبر»، زاعمة أنها قتلت الطفلة انتقامًا، وقالت إنها تكره الديمقراطية، مدعية أن الله أمرها بقتل تلك الطفلة انتقامًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب «القصف الروسي»، مدعية فيما بعد أنها كنت تنوي الذهاب إلى سوريا.
ويوم أمس قال المحامي الذي عينته المحكمة للدفاع عن المربية القاتلة، إن موكلته لم تقدم على جريمتها تحت تأثير الجماعات المتشددة أو بدوافع إرهابية، مشيرًا إلى أن التشخيص الطبي كشف عن معاناتها من اضطراب نفسي مزمن وانفصام شخصية. وفي وقت سابق أعلنت لجنة التحقيق الروسية أنها لم تجد فيما قامت به جولتشيخرا مؤشرات على دافع إرهابي، وبناء عليه اكتفت المحكمة بتوجيه اتهامات لها بارتكاب جريمة قتل. إلا أن هيئة الأمن الفيدرالية لم تكن موافقة على استنتاجات النيابة العامة وكانت تصر على النظر إلى ما قامت به المربية على أنه «عمل إرهابي». وذكرت بعض المصادر أن هيئة الأمن أخذت تحقق في احتمال ارتباط جولتشيخرا مع متطرفين، وساد اعتقاد لدى بعض المحققين بأن زوج جولتشيخرا الطاجيكي قد يكون عضوًا في واحدة من الجماعات الإرهابية المحظورة في روسيا، وأن الزوجة قامت بارتكاب تلك الجريمة متأثرة بأفكار زوجها. لكن يبدو أن وجهة نظر لجنة التحقيق والنيابة العامة جاءت مقنعة للقضاء، الذي يواصل النظر في القضية بموجب تهمة القتل لا «العمل الإرهابي».
ويبدو أن التوجه لوصف ما قامت به المربية الأوزبكية جولتشيخرا عمل إرهابي يعود إلى التحذيرات المستمرة من احتمال وقوع أعمال إرهابية في الجمهوريات السوفياتية السابقة، ينفذها مقاتلون شاركوا إلى جانب «داعش» الإرهابية في القتال في سوريا والعراق، والحذر من هذه المسألة لا يقتصر على الأمن الروسي، ذلك أن أجهزة الأمن في الجمهوريات الأخرى تتعامل مع تلك التحذيرات بمنتهى الجدية والحزم.
إلى ذلك أعلنت السلطات في جمهورية أذربيجان أمس عن القضاء على شخصين يشتبه أنهما على علاقة بالمجموعات الإرهابية. وقالت هيئة أمن الدولة الأذربيجانية، إنه «بموجب معلومات تم الحصول عليها تم اتخاذ قرار بالقيام بتدابير وقائية»، وتؤكد أنها تمكنت من قتل شخصين يشتبه بأنهما إرهابيان.
وفي التفاصيل من العاصمة الأذرية باكو كان كل من ف. روستاموف، وآ. غولفييف وآخرين، يعدون لتنفيذ عمليات إرهابية وهجمات مسلحة، وكانوا يراقبون الأشخاص الذين سينفذون الهجمات ضدهم، ووزعوا المهام على المجموعة التي كانت تنوي زرع الخوف والهلع بين المواطنين. وبناء عليه شهدت عدة مناطق في أذربيجان عمليات أمنية، وأثناء واحدة من عمليات التوقيف حاول أحد المتهمين تفجير قنبلة يدوية، بينما أخذ الآخر يطلق النار من مسدس بحوزته. وقد تمكنت الأجهزة الأمنية من اعتقال مشتبه به، وقتل اثنين.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.