اتهامات لـ«داعش» بارتكاب مجازر.. وتحذيرات دولية من انتهاكات «الحشد الشعبي»

الميليشيات المدعومة من إيران تستعد لدخول معركة الموصل

عناصر نسوية من البيشمركة يساعدن نازحات من قرى قريبة من الموصل وصلن أمس إلى مخيم للنازحين في منطقة الخازر شرق المدينة (رويترز)
عناصر نسوية من البيشمركة يساعدن نازحات من قرى قريبة من الموصل وصلن أمس إلى مخيم للنازحين في منطقة الخازر شرق المدينة (رويترز)
TT

اتهامات لـ«داعش» بارتكاب مجازر.. وتحذيرات دولية من انتهاكات «الحشد الشعبي»

عناصر نسوية من البيشمركة يساعدن نازحات من قرى قريبة من الموصل وصلن أمس إلى مخيم للنازحين في منطقة الخازر شرق المدينة (رويترز)
عناصر نسوية من البيشمركة يساعدن نازحات من قرى قريبة من الموصل وصلن أمس إلى مخيم للنازحين في منطقة الخازر شرق المدينة (رويترز)

أبدى زعماء قبائل وسياسيون امتعاضهم من ازدواجية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بين ما يقوله وما يفعله، بعد إعلان أحد قادة ميليشيات الحشد الشعبي عن صدور أوامر منه بتحرك قوات الحشد للمشاركة في معركة تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش.
وقالت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في إفادة صحافية أمس، إن الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، عبر عن قلقه العميق من تقارير بأن أفرادا في هذه الميليشيات في مناطق إلى الجنوب من الموصل «شرعوا في أعمال قتل ثأرية وتعهدوا على شاشات التلفزيون بأن العين بالعين مع من اتخذوا جانب (داعش)». ونقلت عنها وكالة رويترز قولها أن بعض السكان لا يستطيعون أيضا العودة إلى قراهم بسبب ما بدا منهم من تأييد لتنظيم داعش.
وحسب أحمد الأسدي، المتحدث باسم «الحشد» فإن التقدم باتجاه مدينة تلعفر الخاضعة لسيطرة «داعش» على بعد 55 كيلومترا إلى الغرب من الموصل سيبدأ في غضون أيام أو ساعات. وأضاف أن عملية قطع الطرق الغربية للموصل حاسمة في المعركة ضد «داعش». وتابع أن هذا أهم وأخطر خط لأنه يربط الموصل بالرقة وهو طريق الإمداد الوحيد لتنظيم داعش. وقالت مصادر عراقية وعسكرية إن هناك نقاشا بشأن قطع الطريق من وإلى الموصل من عدمه. ومن شأن ترك الطريق مفتوحا أن يمنح مقاتلي الدولة الإسلامية فرصة للتقهقر، الأمر الذي يحتمل أن ينقذ المدنيين داخل المدينة الذين قد يحاصرون في معركة دامية حتى النهاية.
إلى ذلك، أعلنت شامداساني أن مقاتلي تنظيم داعش أسروا «عشرات الآلاف» من الرجال والنساء والأطفال من مناطق حول الموصل ويستخدمونهم كدروع بشرية في المدينة مع تقدم قوات الحكومة العراقية. وأضافت أن ما يقرب من 8000 أسرة يضم كل منها ستة أفراد تقريبا محتجزة في مناطق منها منطقة الشورى. وتابعت: «استراتيجية داعش الوضيعة الخسيسة هي محاولة استغلال وجود رهائن مدنيين لجعل نقاط معينة أو مناطق أو قوات عسكرية بمأمن من العمليات العسكرية واستخدام عشرات الألوف من النساء والرجال والأطفال كدروع بشرية فعليا». وتابع: «كثير ممن رفضوا الامتثال أطلق عليهم النار فورا». ومضت قائلة أن التقارير التي أكدتها الأمم المتحدة: «ليست شاملة بأي حال لكنها تدل على حدوث انتهاكات».
وحسب شامداساني فإن التنظيم المتشدد قتل ما لا يقل عن 232 شخصا يوم الأربعاء بينهم 190 ممن عملوا من قبل في قوات الأمن العراقية و42 مدنيا رفضوا الانصياع للأوامر.
إلى ذلك، قال الشيخ فهران حواس الصديد، أحد زعماء عشائر شمر في العراق، لـ«الشرق الأوسط» إن هناك «مؤامرة كبيرة تحاك ضد أبناء المحافظات السنية الهدف منها إيذاء هذا المكون بقدر المستطاع، وهذه المؤامرة تم تنفيذ فصول كثيرة منها في محافظات صلاح الدين وديالى وبغداد والأنبار وبابل، بعد أن نفذت الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران والحكومة سلسلة من الجرائم والانتهاكات ضد أبناء هذه المحافظات تمثلت بالقتل والخطف والاعتقال والتعذيب وسرقة الأموال ونهب ممتلكات الناس وحرق الدور والمحال التجارية وهدم المساجد واليوم يبدو هناك تحرك نحو مدينة الموصل التي أعطى رئيس الوزراء العراقي الضوء الأخضر لميليشيات الحشد التي تضم فصائل هدفها الانتقام من أبناء السنة فقط بحجة انتمائهم لـ(داعش)». وأضاف الصديد «إن العالم بأسره أصبح يعلم بأن الحشد الشعبي ارتكب الكثير من الانتهاكات والجرائم بحق أبناء السنة والجميع مستغرب لإصرار الحكومة المركزية على التمسك بالحشد رغم الصورة التي عرفها العالم به، فلقد ارتكب الحشد سلسلة من الجرائم بحق المدنيين العزل وكانت آخر هذه الانتهاكات ما فعلته عناصره في مدينة الرطبة قبل يومين فقط حيث تم هدم مسجدين وحرق وتدمير عدد كبير من منازل السكان وحرق ونهب المحال التجارية ومولدات الطاقة الكهربائية فلماذا كل هذا الإصرار على التمسك به».
من جانبه، قال زعيم عشائر السادة البكارة في الموصل وعموم العراق، الشيخ جمعة أحمد الدوار، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيا الحشد الشعبي ومنذ اليوم الأول لتقدم قوات الجيش العراقي وقوات عشائر الموصل في معارك تحرير مدينة الموصل، وهي تنتظر أن تسنح لها فرصة الدخول للقرى والمناطق المحيطة بالمدينة وبالفعل تمكنت بعض الفصائل التابعة لميليشيات الحشد أن ترتكب الجرائم بحق المدنيين في عدد من القرى والبلدات عند شرق الموصل وجنوبها، وقاموا بقتل عدد من المدنيين العزل واعتقال المئات من أبناء عشيرتنا في مناطق البعاج وعين الجحش وقرى وبلدات أخرى في أطراف مدينة الموصل عند المحورين الشرقي والجنوبي، ونشرت ميليشيا الحشد أكثر من 25 ألف من عناصرها في تلك المناطق وهي مجهزة بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ولديها عدد كبير من الصواريخ الإيرانية الصنع وكذلك راجمات وهاونات تم صناعتها في إيران إضافة إلى وجود عدد كبير من العناصر الإيرانية التابعة لفيلق القدس بين صفوف ميليشيات الحشد».
وأضاف الدوار «إننا نحمل رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي كامل المسؤولية في انتهاك أرواح أبنائنا واعتقال وتعذيب أهلنا في الموصل لأنه من أعطى الضوء الأخضر لتلك الميليشيات بانتهاك أرواح المدنيين العزل الذين كانوا يعانون من إجرام (داعش) الذي تحول إلى إجرام الميليشيات وبأبشع الطرق».
وأشار الدوار إلى أن «انتهاكات الحشد لم ولن تنتهي على ما يبدو، حيث شهدت بعض القرى إعدامات لعدد من مواطنيها بحجة انتمائهم لتنظيم داعش وتم الإعدام أمام أنظار العائلات التي سبب مشهد الإعدام حالة من الذعر بين النساء والأطفال». وتابع: «نحن طالبنا من قبل بعدم مشاركة الحشد لأن له تاريخا أسود في مناطقنا ومدننا ونحن لسنا بحاجة إليه فمدننا تتحرر من دون مشاركة الحشد، ثم من بعد التحرير تدخل عناصر الحشد إلى مدننا المحررة لترتكب الانتهاكات بحق الناس والممتلكات والمساجد بداعي الثأر والأحقاد، بينما كان هدفها من تشكيل قوات من عشائرنا هو لحماية كل طوائف وأهمها حماية الأقليات وإشاعة التعايش والسلم الاجتماعي».



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.