المبعوث الأممي إلى ليبيا: حكومة الوفاق الوطني مستمرة

تونس تنفي تقارير عن وجود قاعدة عسكرية أميركية على أراضيها لضرب «داعش»

المبعوث الأممي إلى ليبيا: حكومة الوفاق الوطني مستمرة
TT

المبعوث الأممي إلى ليبيا: حكومة الوفاق الوطني مستمرة

المبعوث الأممي إلى ليبيا: حكومة الوفاق الوطني مستمرة

دافع رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر عن حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج، معتبرا أن ولاية مجلسها الرئاسي مستمرة، وأن ما يشاع عن انتهائها بحلول نهاية العام الحالي مجرد ادعاءات لا أساس لها.
وتزامنت تصريحات المبعوث الأممي إلى ليبيا مع نفي سلطات تونس معلومات أميركية عن استخدام الولايات المتحدة قاعدة جوية تونسية لشن عمليات ضد تنظيم داعش في مدينة سرت الليبية، من خلال استخدام طائرات من دون طيار.
وقال وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، الذي نفى وجود قاعدة عسكرية أجنبية في بلاده: «إن زمن القواعد العسكرية انتهى، وتونس بلد ذو سيادة، ولن تكون فيها قاعدة عسكرية أجنبية».
وعبر موقعها الإلكتروني الرسمي نفت وزارة الدفاع التونسية ما تم تداوله في عدد من وسائل الإعلام الأجنبية بخصوص وجود قواعد أميركية في تونس، واستعمال التراب التونسي لضرب أهداف بليبيا. وأكدت الوزارة في بيانها ما سبق أن أعلنت عنه في شهر مارس (آذار) الماضي بأن التعاون العسكري الثنائي بين تونس والولايات المتحدة يشمل قيام عسكريين أميركيين بتدريب أفراد القوات المسلحة التونسية على استعمال معدات عسكرية متطورة ومنظومات استعلام ومراقبة، اقتناها الجيش التونسي بهدف تعزيز منظومة المراقبة الحدودية، وكشف أي تحركات مشبوهة على الحدود، وذلك في إطار المجهود الوطني لمقاومة الإرهاب.
لكن مسؤولين أميركيين قالوا في المقابل إن الطائرات تخرج من تونس منذ أواخر يونيو (حزيران) الماضي، وهي الآن جزء من هجوم أميركي لدعم القوات الليبية التي تقاتل لطرد «داعش» من مدينة سرت.
ويوسع استخدام القاعدة التونسية، التي كانت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أول من تحدث عنها، القدرات العسكرية الأميركية لجمع المعلومات عن هذا التنظيم المتطرف، وقال مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه إن طائرات من دون طيار تابعة لسلاح الطيران يشغلها حاليا أميركيون وتستخدم حاليا للمراقبة فقط.
وأوضح الكولونيل في الجيش الأميركي مارك تشيدل المتحدث باسم القيادة الأميركية في أفريقيا أنه «يوجد عسكريون أميركيون يعملون مع قوات الأمن التونسية في مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات من مصادر متعددة وتشمل منصات جوية»، وأضاف تشيدل أن تونس، التي تعد شريكا وثيقا لواشنطن في مكافحة الإرهاب، طلبت معدات عسكرية إضافية وتدريبا من واشنطن بعد هجمات مميتة نفذها متشددون العام الماضي، وتسلمت أكثر من 250 مليون دولار في شكل مساعدات أمنية.
من جهته، أعلن المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص»، التي تشنها قوات موالية للحكومة السراج، أن طلائع المشاة التابعة لهذه القوات تقدمت أمس في منطقة الجيزة البحرية آخر معاقل «داعش» بمدينة سرت، وذلك بعد قصف مركز بالمدفعية الثقيلة والدبابات لمواقع «داعش». ونفى ناطق باسم سلاح الجو التابع لهذه القوات أيضا توقف الغارات الأميركية على سرت، مشيرا في المقابل إلى أن الطيران الأميركي شن أربع غارات جوية استهدف خلالها عناصر «داعش» في نفس المنطقة.
إلى ذلك، أعلن أيوب قاسم، المتحدث باسم حرس السواحل الليبي، فقدان أكثر من 90 مهاجرا بعد غرق قاربهم قبالة ساحل غرب ليبيا أول من أمس في محاولة لبلوغ أوروبا، مشيرا إلى أن القارب غادر فجرا من مدينة القره بوللي على بعد نحو 50 كيلومترا شرقي طرابلس. وأضاف أن 97 مهاجرا غير شرعي لا يزالون مفقودين أو غرقوا، حيث ارتفع عدد الوفيات المسجلة في البحر المتوسط بشكل حاد هذا العام، حيث غرق أكثر من 3740 مهاجرا في الطريق إلى أوروبا.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.