اليمن يرفض أي أفكار خارج المرجعيات الثلاث

هادي: الانقلابيون لا يجيدون إلا التخريب

الرئيس هادي لدى استقباله رئيس الوزراء اليمني (يمين) بحضور الفريق علي محسن الأحمر في الرياض أمس (سبأ)
الرئيس هادي لدى استقباله رئيس الوزراء اليمني (يمين) بحضور الفريق علي محسن الأحمر في الرياض أمس (سبأ)
TT

اليمن يرفض أي أفكار خارج المرجعيات الثلاث

الرئيس هادي لدى استقباله رئيس الوزراء اليمني (يمين) بحضور الفريق علي محسن الأحمر في الرياض أمس (سبأ)
الرئيس هادي لدى استقباله رئيس الوزراء اليمني (يمين) بحضور الفريق علي محسن الأحمر في الرياض أمس (سبأ)

رفضت القيادة اليمنية «أي أفكار أو تناولات تطرح من أي جهة تتنافى مع مرجعيات السلام ممثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار 2216».
جاء ذلك، لدى عقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس اجتماعا لمستشاريه بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، كرّس لمناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية.
وأكد الرئيس اليمني خلال الاجتماع الذي ناقش أهم التطورات العسكرية والسياسية، حرصه الدائم على تحقيق السلام لحقن دماء اليمنيين ووضع حد لغطرسة الميليشيا الانقلابية المستخفة بحياة الشعب اليمني التي تستبيحها في أكثر من موقع ومكان تجاه الأبرياء من أبناء اليمن المسالمين، فضلا عن اعتداءاتهم المتكررة على الحدود الجنوبية للمملكة، بما فيها إطلاق الصواريخ باتجاه المدن السكنية.
وجدد الرئيس اليمني، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية، تأكيده «أنه من دعاة السلام المبني على الأسس والمرجعيات الوطنية والعربية والأممية».
وقال راجح بادي، المتحدث باسم حكومة هادي، إن أي اقتراح للسلام يجب أن يتوافق مع الخطط السابقة لتأمين مستقبل اليمن، أي المبادرة الخليجية التي تخلى بموجبها صالح عن الحكم، ومقررات مؤتمر الحوار العام بين الأحزاب السياسية عام 2014، وقرار مجلس الأمن الدولي عام 2015 الذي يدعو الحوثيين إلى تسليم سلاحهم والانسحاب من المدن الكبرى.
وقال بادي، إن «أي رؤية يجب أن تتطابق مع المراجع الثلاثة»، مشيرا إلى أن الحكومة لم تتلق بعد أي خطة من مبعوث الأمم المتحدة أو من المنظمة نفسها بعد.
يأتي ذلك غداة إعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بخريطة طريق تتعلق بتسوية سياسية شاملة، إلى الانقلابيين لإنهاء النزاع في اليمن، على أن يتقدم الوفد برده على المقترح في خلال الأيام القليلة المقبلة.
من ناحية أخرى، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إن الانقلابيين «يجيدون فقط تدمير البلد ونهب مقدراته غير عابئين بما وصلت إليه أوضاع البلد ومعيشة أبنائه». وجاء حديث هادي لدى استقباله أمس رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور أحمد بن دغر، الذي قدم له شرحا موجزًا عن نتائج زياراته ونزوله الميداني في عدد من المحافظات، منها عدن وحضرموت وأرخبيل سقطرى، ووقوفه على واقع الخدمات والاحتياجات التنموية والإنسانية التي يتطلع إليها المواطن الذي لا يزال يعاني آثار الحرب وتداعياتها بما خلفته من تدمير لمقومات الحياة وخدماتها الأساسية في قطاعات المياه والصرف الصحي والكهرباء والطرقات، فضلا عن الجوانب الصحية.
وتطرق رئيس الوزراء اليمني في الاجتماع الذي حضره نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر، إلى لقاءاته المكثفة مع السلطات التنفيذية والمحلية بتلك المحافظات؛ لما من شأنه توحيد الإمكانات والجهود والارتقاء بواقع المجتمع. مشيدا بالجهود المبذولة في هذا الصدد والمتصلة بالجانب الأمني، وما قطعته الأجهزة المختلفة بالتعاون مع المواطن من شوط متقدم في إرساء معالم الأمن والاستقرار، ومتابعة استئصال الخارجين عن القانون والفئات الضالة والإرهابية المتطرفة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.