ماذا لو صممت ميوتشا برادا تشكيلة لخط راف سيمونز، وصمم راف سيمونز تشكيلة لمارك جايكوبس، وصمم هذا الأخير تشكيلة لدار «برادا»؟ الجواب: إن الموضة ستصاب بالحمى، ووسائل التواصل الاجتماعي لن تتوقف عن الحديث عن الموضوع. لكن هذا تحديدا ما اقترحه راف سيمونز، في لقاء أجرته مجلة «سيستام ماغازين» معه ومع ميوتشا برادا، وكأن التغييرات التي تشهدها ساحة الموضة لا تكفي. وهي تغييرات تشمل دمج العروض الرجالية بالنسائية، وطرح كل ما يُعرض اليوم على المنصات للبيع في اليوم التالي مباشرة، فضلا عن تغيير بيوت الأزياء لمصمميها كما يُغير الرجل قمصانه. ومع ذلك، اقترح المصمم راف سيمونز هذه الفكرة، ووافقته عليها ميوتشا برادا، مع أنها مثيرة ومبتكرة من الناحية النظرية، لكنها من حيث التطبيق قد تُعوق الموضة أكثر.
ففي لقاء أجرته مجلة «سيستام ماغازين»، في عددها الثامن، مع كل منهما، اتفقا على أن هذا التناوب على تصميم تشكيلات لبعضهما بعضا، ولو لموسم واحد، من شأنه إثراء الموضة وإعطاؤها صبغة فنية، بما أن المتاحف تقوم بهذه العملية بنجاح منذ عقود. ليس هذا فحسب، بل أضافا أن هذه الطريقة يمكن أن تُحرر المصممين من بعض القيود التي باتت تكبلهم في الآونة الأخيرة بسبب متطلبات الأسواق العالمية.
في حين أنه لو تمت هذه العملية، فإنها ستخض الموضة حتما، لكنها في الوقت ذاته ستفتح الأبواب على مصراعيها للاستمتاع بها، وفتح جدل فكري مثير. وهذا ما أشارت إليه ميوتشا برادا في اللقاء، قائلة إن نسبة الإبداع تزيد عندما نحب عملنا ونستمتع به، مضيفة: «والمتعة عادة تأتي بمشاركة آخرين». ميوتشا برادا وراف سيمونز لم يتفقا فقط على إيجابيات هذه الفكرة التي تصب في صالح الموضة والمستهلك على حد سواء، بل أيضًا اتفقا على أن الإثارة المبالغ فيها التي باتت ترافق بعض عروض الأزياء، تغطي على التصاميم، وتجعل الكل يتكلم عن بهاراتها وديكوراتها عوض الكلام أو الانتباه إلى الأزياء نفسها. لهذا السبب وحده تحتاج الفكرة التي اقترحها سيمونز إلى بعض التروي، حسب رأي ميوتشا، لضمان انتباه الناس إلى الأزياء أولا، والطريقة التي ترجم بها كل مصمم رؤية المصمم الآخر، عوض الإثارة التي تثيرها الفكرة، والتي قد تُبسطها وتجعلها بمثابة سيرك إعلامي.
راف سيمونز.. ميوتشا برادا ونظرة جديدة للموضة
راف سيمونز.. ميوتشا برادا ونظرة جديدة للموضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة