راف سيمونز.. ميوتشا برادا ونظرة جديدة للموضة

من عرض «برادا» الأخير في ميلانو لربيع وصيف 2017  -  من عرض «راف سيمونز» لخريف وشتاء 2016  -  من عرض «برادا» الأخير في ميلانو لربيع وصيف 2017
من عرض «برادا» الأخير في ميلانو لربيع وصيف 2017 - من عرض «راف سيمونز» لخريف وشتاء 2016 - من عرض «برادا» الأخير في ميلانو لربيع وصيف 2017
TT

راف سيمونز.. ميوتشا برادا ونظرة جديدة للموضة

من عرض «برادا» الأخير في ميلانو لربيع وصيف 2017  -  من عرض «راف سيمونز» لخريف وشتاء 2016  -  من عرض «برادا» الأخير في ميلانو لربيع وصيف 2017
من عرض «برادا» الأخير في ميلانو لربيع وصيف 2017 - من عرض «راف سيمونز» لخريف وشتاء 2016 - من عرض «برادا» الأخير في ميلانو لربيع وصيف 2017

ماذا لو صممت ميوتشا برادا تشكيلة لخط راف سيمونز، وصمم راف سيمونز تشكيلة لمارك جايكوبس، وصمم هذا الأخير تشكيلة لدار «برادا»؟ الجواب: إن الموضة ستصاب بالحمى، ووسائل التواصل الاجتماعي لن تتوقف عن الحديث عن الموضوع. لكن هذا تحديدا ما اقترحه راف سيمونز، في لقاء أجرته مجلة «سيستام ماغازين» معه ومع ميوتشا برادا، وكأن التغييرات التي تشهدها ساحة الموضة لا تكفي. وهي تغييرات تشمل دمج العروض الرجالية بالنسائية، وطرح كل ما يُعرض اليوم على المنصات للبيع في اليوم التالي مباشرة، فضلا عن تغيير بيوت الأزياء لمصمميها كما يُغير الرجل قمصانه. ومع ذلك، اقترح المصمم راف سيمونز هذه الفكرة، ووافقته عليها ميوتشا برادا، مع أنها مثيرة ومبتكرة من الناحية النظرية، لكنها من حيث التطبيق قد تُعوق الموضة أكثر.
ففي لقاء أجرته مجلة «سيستام ماغازين»، في عددها الثامن، مع كل منهما، اتفقا على أن هذا التناوب على تصميم تشكيلات لبعضهما بعضا، ولو لموسم واحد، من شأنه إثراء الموضة وإعطاؤها صبغة فنية، بما أن المتاحف تقوم بهذه العملية بنجاح منذ عقود. ليس هذا فحسب، بل أضافا أن هذه الطريقة يمكن أن تُحرر المصممين من بعض القيود التي باتت تكبلهم في الآونة الأخيرة بسبب متطلبات الأسواق العالمية.
في حين أنه لو تمت هذه العملية، فإنها ستخض الموضة حتما، لكنها في الوقت ذاته ستفتح الأبواب على مصراعيها للاستمتاع بها، وفتح جدل فكري مثير. وهذا ما أشارت إليه ميوتشا برادا في اللقاء، قائلة إن نسبة الإبداع تزيد عندما نحب عملنا ونستمتع به، مضيفة: «والمتعة عادة تأتي بمشاركة آخرين». ميوتشا برادا وراف سيمونز لم يتفقا فقط على إيجابيات هذه الفكرة التي تصب في صالح الموضة والمستهلك على حد سواء، بل أيضًا اتفقا على أن الإثارة المبالغ فيها التي باتت ترافق بعض عروض الأزياء، تغطي على التصاميم، وتجعل الكل يتكلم عن بهاراتها وديكوراتها عوض الكلام أو الانتباه إلى الأزياء نفسها. لهذا السبب وحده تحتاج الفكرة التي اقترحها سيمونز إلى بعض التروي، حسب رأي ميوتشا، لضمان انتباه الناس إلى الأزياء أولا، والطريقة التي ترجم بها كل مصمم رؤية المصمم الآخر، عوض الإثارة التي تثيرها الفكرة، والتي قد تُبسطها وتجعلها بمثابة سيرك إعلامي.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.