تحفظات إسرائيلية حول انتخاب عون رئيسًا للبنان لعلاقاته الوطيدة مع طهران

مخابراتها لقبته بـ«المرن» إشارة إلى ولائه المتغير

تحفظات إسرائيلية حول انتخاب عون رئيسًا للبنان لعلاقاته الوطيدة مع طهران
TT

تحفظات إسرائيلية حول انتخاب عون رئيسًا للبنان لعلاقاته الوطيدة مع طهران

تحفظات إسرائيلية حول انتخاب عون رئيسًا للبنان لعلاقاته الوطيدة مع طهران

يثير تعاظم احتمال انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية في لبنان، تحفظات إسرائيلية مكشوفة، بدعوى أنه «قد يزيد من النفوذ الإيراني ويقوي (حزب الله)، وبذلك يزيد من الأخطار الأمنية لإسرائيل».
فحسب أوساط سياسية في تل أبيب، تجري القيادات الأمنية والسياسية في إسرائيل أبحاثا في الموضوع وتجري اتصالات مع فرنسا وروسيا، كما يبدو، لدراسة ما يمكن فعله بهذا الشأن. وترى هذه القيادات أن عون «إنسان متقلب ولكنه في السنوات الأخيرة واضح الولاء لجهة إيران وحلفائها، وهناك خوف من أن يتحول إلى أداة بأيديها ضد إسرائيل». ولهذا، يرون ضرورة أن يتم «توصيل رسالة واضحة له ليدرك قوانين اللعب مع إسرائيل ويتفادى الصدام معها».
وكانت جهات إسرائيلية ممن تعاملوا مع لبنان عن قرب من سبعينات إلى تسعينات القرن الماضي، حيث كان نفوذ تل أبيب قويا، قد رأوا في عون «شخصية براغماتية لا تفرط بأمن لبنان». ويستند هؤلاء إلى الأيام التي كان فيها عون على علاقة مع إسرائيل.
ويقول أحدهم، وفقا لخبيرة الشؤون العربية، سمدار بيري: «عون لم يخف أبدا رغبته في أن يكون رئيسا. طوال التسعينات، أدار غزلا متواصلا مع كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية لدينا، ومع اثنين من المسؤولين، المبعوثين إليه خصيصا. حجته العنيدة بأن لبنان بقيادته سيظهر الصداقة لإسرائيل، لم تكن مقنعة. في أوراق المخابرات العامة ألصقوا به الاسم الرمزي (المرن)، الذي أشار إلى ولائه المتغير مرة مع صدام حسين، ومرة مع رئيس النظام السوري، بينما حافظ طوال الوقت على اتصالات وثيقة مع (حزب الله)». وأضافت: «في لحظة معينة، عندما قرر الانضمام إلى المعسكر المعتدل في لبنان، اختطف عون الميكروفونات وطالب بإجراء علاج جذري لقوات جيش النظام السوري التي غزت لبنان». واستطردت: «لكن في اليوم الذي انتشرت فيه الكتائب في بيروت، فر إلى مجمع السفارة الفرنسية. وبعد عشرة أشهر نجح بتنظيم هروبه. وانغمس طوال عشر سنوات في ملذات باريس، وعندما طرد آخر الجنود السوريين من لبنان، عاد عون وأعلن بأنه لم يطرأ أي تغيير في خططه. في يوم من الأيام، أقسم، سأدخل إلى قصر الرخام في بعبدا. مع مليون ونصف المليون لاجئ من سوريا، وقوات (حزب الله) التي تقوم بدوريات في المطار، و(المرشدين) من الحرس الثوري و(المستشارين) من وكالات الاستخبارات العربية والغربية، فقد لبنان سيادته. والعيون تتعقب مخزون الصواريخ وشحنات الأسلحة التي يتواصل حضورها من طهران».
وقالت بيري: «بالنسبة لإسرائيل، هذا يعني صداعا ليس بسيطا، إيران ستوسع موطئ قدمها في لبنان، ولن يكلف أحد نفسه عناء مطالبة (حزب الله) بنزع السلاح وتسليمه للدولة. ولبنان سيرتفع لدينا درجة في مستوى التأهب العسكري».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.