ائتلاف الإغاثة يعلن وصول مساعدات طبية يمولها مركز الملك سلمان

ائتلاف الإغاثة يعلن وصول مساعدات طبية يمولها مركز الملك سلمان
TT

ائتلاف الإغاثة يعلن وصول مساعدات طبية يمولها مركز الملك سلمان

ائتلاف الإغاثة يعلن وصول مساعدات طبية يمولها مركز الملك سلمان

أعلن ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز استمراره في توزيع المساعدات الطبية للمستشفيات، بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية، وإشراف اللجنة الطبية العليا بالمحافظة.
وتشمل المساعدات الطبية أدوية ومستلزمات طبية خاصة بالعمليات الجراحية، بالإضافة إلى محاليل ومضادات حيوية وأدوية خاصة بعلاج الفطريات والطفيليات، وذلك استكمالا للمشروع العاجل لدعم مستشفيات مدينة تعز الذي دشنه الائتلاف الأسبوع المنصرم، والذي يهدف إلى توزيع 12 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية لـ12 من مستشفيات مدينة تعز بالإضافة إلى 7 مراكز صحية في مديريات مختلفة من المحافظة، في الوقت الذي يعاني الوضع الصحي في مدينة تعز من شح في المواد الأساسية ومستلزمات العمليات الجراحية، بالإضافة إلى تهديد الوضع القائم لعدد من المستشفيات بالإغلاق في أي لحظة نتيجة نفاد مخزون أدويتها.
وفي حين تعاني تعز من تفاقم الوضع الإنساني جراء استمرار ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة منذ أكثر من عام ونصف العام، وتمنع دخول المواد الغذائية والطبية والدوائية وغيرها، منعت الميليشيات من دخول وفد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، خلال الهدنة التي لم تلتزم بها الميليشيات، إلى مدنية تعز.
وأكدت اليونيسيف، لـ«الشرق الأوسط»، في تصريح سابق، أن «قافلة مساعدات محملة بالمساعدات الإنسانية كانت متجهة إلى تعز السبت الماضي لم تتمكن من الدخول بسبب تأخيرات على الحواجز العسكرية».
وقالت جولييت توما، مديرة الإعلام بمكتب المنظمة الإقليمي، إن «اليونيسيف» تتابع عملها مع كل أطراف النزاع، من أجل تأمين الوصول إلى تعز وغيرها من المناطق في اليمن لتقديم المساعدات الإنسانية للأطفال المحتاجين والعوائل.
وأضافت أن المنظمة «تناشد كل أطراف النزاع بتأمين وصول المساعدات الإنسانية لكل الأطفال المحتاجين بجميع أنحاء اليمن، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للأطفال بطريقة مشروعة».
من ناحيته، شدد محافظ تعز اليمنية، علي المعمري، على أن وقوف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في وجه المنظمات الأممية وعرقلة إيصال المساعدات أثناء هدنة ترعاها الأمم المتحدة، يمثل تحدًيا حقيقًيا لحالة الحصار، مشيًرا إلى أن الهدنة الأخيرة لا وجود لها على الأرض، إذ لم تكن أكثر من تقارير على ورق.
وأوضح محافظ تعز، في اتصال سابق مع «الشرق الوسط»، أن ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية لا تلتزم بالهدنة، وما حدث من منع للمنظمات الدولية من الوصول إلى المدينة تعبير صارخ عن الحالة المخيبة التي وصلت إليها الأوضاع في محافظة تعز.
وقال المعمري: «إذا كانت المنظمة التي تتبع الأمم المتحدة وأثناء هدنة ترعاها الأمم المتحدة تحاول الدخول إلى المدينة عبر طريق طويل يستغرق 4 ساعات، بدلاً عن 20 دقيقة، ثم تفشل في الدخول، فنحن نعتبر أن هذا يمثل تحديا حقيقيا وتعبيًرا صارًخا عن حالة الحصار وعن حالة الهدنة المزعومة، وهذه الحالة تؤكد فقط أن الهدنة لم تكن أكثر من تقارير حبر على ورق، ولا وجود لها حقيقة على الأرض». وطالب محافظ تعز بتفعيل الدور الدولي والمنظمات الدولية في تقديم أكثر مما يتم على أرض الواقع.
ولفت إلى أن كثيرا من المنظمات الدولية تخلط بين ما هو إنساني وما هو سياسي، وهذا الخلط هو الذي يجعل بعض الأمور تتضخم، في حين بعض الأشياء الكبيرة تختفي دون انتباه.
وأكد المعمري أهمية أن تمارس المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني نشاطها باستقلالية ودون الانحياز السياسي، مشيًرا إلى أن مشكلة الدول الكبرى أنها تبحث عن عناوين دون الخوض في التفاصيل الضامنة للنجاح.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.