نشاط مكثف في الأمم المتحدة للتغلب على الفيتو الروسي.. وإنقاذ حلب

موسكو تسعى لتبرئة النظام من المسؤولية عن الهجمات الكيماوية

نشاط مكثف في الأمم المتحدة للتغلب  على الفيتو الروسي.. وإنقاذ حلب
TT

نشاط مكثف في الأمم المتحدة للتغلب على الفيتو الروسي.. وإنقاذ حلب

نشاط مكثف في الأمم المتحدة للتغلب  على الفيتو الروسي.. وإنقاذ حلب

في غضون ذلك، واصلت موسكو مساعيها لتبرئة النظام السوري من الهجمات الكيماوية، وبعد تشكيكها في التقرير السابق، سارعت وزارة الخارجية الروسية إلى التشكيك في نتائج التقرير الجديد. وأمس تعمد ميخائيل أوليانوف، مدير دائرة وزارة الخارجية الروسية لعدم انتشار ونزع السلاح، التشكيك بالنتائج في تصريحات كان قد أقر في مستهلها بأن الوزارة لم تدرس التقرير بعد، بينما جاء التشكيك بنتائجه بناء على «انطباعات أولية» لا أكثر حسب قوله، زاعما أن «المرة الماضية التي تم تحميل دمشق المسؤولية فيها أيضا عن هجوم كيماوي جرت برهنتها بصورة سيئة جدا، ولا ترتكز على قاعدة أدلة».
أما التقرير الجديد، فإن الخارجية الروسية تقوم بتحليله حاليا، حسب قول أوليانوف، الذي عد أن «الانطباع الأولي يولد شعورا بالحاجة إلى شيء ما أكثر دقة، وبوقائع أكثر إقناعا، وحقائق أكثر من تلك التي وردت في التقرير».
وفي خطوة أخرى يرى مراقبون أنها لا تخرج عن سياق محاولات موسكو الدفاع عن النظام السوري، تلوح في الأفق معالم مواجهة جديدة بين روسيا والدول الأخرى في مجلس الأمن على خلفية مشروع القرار الجديد حول الوضع في مدينة حلب الذي طرحته نيوزيلندا.
وعقب جلسة الاستماع الأولى المغلقة لنص مشروع القرار، أمس، قال فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة إن «الجلسة شهدت نقاشات مبدئية، أظهرت عدم توافق في عدد من النقاط بين وجهات نظر أعضاء مجلس الأمن الدولي»، وعليه يرى تشوركين أن «آفاق مشروع القرار غير واضحة، والأمر لا يقتصر على تبنيه فحسب، بل وحتى على إمكانية العمل عليه»، أما سبب هذا الموقف كما يوضحه تشوركين فهو «عدم توافق نص مشروع القرار بالشكل المطلوب مع النهج المبدئي لروسيا».
تأتي هذه التطورات في وقت تستمر فيه دراسة الأفكار التي عرضها الخبراء العسكريون من روسيا والولايات المتحدة وعدد آخر من القوى الإقليمية المؤثرة في الملف السوري خلال عملهم في جنيف، وهو ما أكده سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، الذي قال أمس، إن «العمل على تلك الأفكار التي بحثها الخبراء في جنيف الأسبوع الماضي لم ينته بعد، وما زال مستمرًا»، لافتا إلى وجود بعض العراقيل، بينها الوضع في شرق حلب. وأوضح ريابكوف أن الموضوعات التي يبحثها الخبراء سرية جدا، محملا بعض الأطراف مسؤولية ما وصفه بـ«تخريب متعمد للمحادثات»، وسعيها لنسف الاتفاقات التي توصلت إليها روسيا والولايات المتحدة والدول الأخرى خلال المحادثات في لوزان.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».