كومبيوترات سحابية ونظم ذكية لمدن آمنة وترفيه رقمي لمائة ألف مستخدم في آن واحد

مستقبل الحوسبة الشخصية، وإنترنت الأشياء، والسيارات الذكية، ودور التقنية في رفع مستويات أمن المدن، وتجارب الترفيه الجماعي.. أهم الجوانب التقنية التي تحدثت عنها شركة «هواوي» الصينية أثناء زيارة «الشرق الأوسط» لمقرها في مدينة شنزن وتجوالها في مرافق تطوير الأجهزة الشخصية والمنزلية ونظم المؤسسات والحكومات.
* جيل خامس للاتصالات
في البداية كشفت الشركة عن تطوير معدات شبكات الجيل الخامس للاتصالات 5G و4.5G وتوجهاتها في المنطقة العربية، والسعودية على وجه التحديد، حيث بدأت بالعمل مع كبرى شركات الاتصالات في السعودية لإطلاق شبكات الجيل الرابع والنصف (خطوة تطورية انتقالية من الجيل الرابع إلى الخامس) قبل إطلاق الجيل الخامس بحلول عام 2020، التي تعد برفع سرعات الاتصال لتقاس بالغيغابت بدلا من الميغابت (الغيغابت الواحد يعادل 1024 ميغابت) ولتكون سرعة 10 غيغابت في الثانية هي السائدة، التي من شأنها تجهيز البنية التحتية لتقنية إنترنت الأشياء ونقل البيانات الضخمة للمؤسسات والحكومات بسرعات فورية دون التأثير سلبا على سرعة تحميل البيانات الشخصية.
وتُقدر الشركة أنه بحلول عام 2020، سيكون هناك مليارا جهاز متصل بالإنترنت، ومليار وأكثر من مليار عدّاد ذكي متصل، وأن معدل الاتصال بالإنترنت سيكون مليون اتصال في كل كيلومتر مربع وبفارق نقل زمني يبلغ واحد مللي ثانية، أي إنه يفسح المجال للانتقال من عالم عروض الدقة العالية إلى عالم الواقع الافتراضي في كل شيء.
وكشف مسؤولون في «هواوي» عن تقنيات وحدات الجيل الرابع الجديدة للمناطق ذات الكثافة السكانية العالية جدا، مثل ملاعب كرة القدم التي تتسع لنحو مائة ألف مشاهد، حيث سيستطيعون الاتصال بالإنترنت عبر الأبراج الصغيرة المحلية التي تسمح للمشاهدين الجالسين في الملاعب الرياضية، ولكن في أماكن بعيدة، بمشاهدة تسجيلات الأهداف وضربات الجزاء على أجهزتهم الجوالة بالدقة العالية ومن أي كاميرا يختارونها، جميعهم في آن واحد، دون التأثير سلبا على جودة وسرعة الاتصال. وتبلغ كمية البيانات المنقولة في ساعتي مباراة كرة القدم نحو 660 غيغابايت، وتم تطبيق هذه التقنية في ملاعب في ألمانيا وبريطانيا والبرتغال وروسيا وهولندا والصين وأوزبكستان.
* كومبيوترات سحابية
يمكن تطبيق التقنية نفسها في المطارات المزدحمة لإيصال بيانات الرحلات ومساعدة المسافرين في الوصول إلى بوابات المغادرة بسرعة، أو في المتاجر الضخمة. وأكدت الشركة أنه تم تبني هذه التقنية في «دبي مول» بسرعة مائة ميغابت في الثانية، وفي أكثر من 30 ألف مطعم للوجبات السريعة و51 ألف سوق تجارية وألف مقهى في تايلاند لرفع العدد الأقصى لمستخدمي الشبكة بنحو 8 أضعاف، مع القدرة على عرض المواقع الجغرافية للمطار أو المتجر وفقا لكثافة استخدام البيانات، الأمر الذي يساعد في تحليل تجربة الاستخدام وتطويرها بشكل أفضل.
وعرض ممثلو «هواوي» الكومبيوترات الشخصية السحابية، التي هي عبارة عن علبة صغيرة تصل فأرة المستخدم ولوحة المفاتيح والشاشة بالأجهزة الخادمة السحابية، بحيث لا يحتاج المستخدم إلى استثمار مبالغ كبيرة في تطوير كومبيوتره كل بضعة أعوام، بل رفع قدرة المعالجة والذاكرة والتخزين سحابيا، وبشكل فوري. كما استعرضت «هواوي» نظم المدن الآمنة، التي هي عبارة عن كاميرات مراقبة ذكية مرتبطة بكومبيوترات عالية الأداء تسمح لرجال الأمن بتتبع الحالات المشتبه بها بسهولة وفعالية كبيرة، بحيث يمكن إملاء الأوامر صوتيا لتحويلها إلى أفعال فورية دون هامش خطأ بشري، مثل محاولة الاتصال بصانع قرار لمعرفة الخطوة التالية في عملية اختطاف أو سطو مسلح، مثلا، ليجد النظام أن هاتفه الجوال مغلق، ومن ثم يبحث عن رقم منزله، وإن لم يجب أحد، فسيتصل النظام بأهل المسؤول، ومن ثم يحاول تحديد آخر موقع له والوصول إليه في ذلك الموقع، كل بذلك بجملة «اتصل بمدير العمليات». وأكدت الشركة، التي يعمل نحو 79 ألف موظف في مراكز البحث والتطوير التابعة لها، أنه تم تبني هذا النظام في مدينة عربية دون ذكر اسمها.