للمرة الأولى.. مجلس السراج يعقد مشاورات تشكيل حكومته الجديدة

في وقت أعلن فيه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، في بيان مقتضب أمس أنه سيعقد جلساته التشاورية الخاصة بالتشكيل الحكومي الجديد بمدينة غدامس، خلال الأسبوع المقبل. علمت «الشرق الأوسط» أن المبعوث الأممي لدى ليبيا مارتن كوبلر سيعود إلى ليبيا بعد الاجتماع المشترك المقرر اليوم (الثلاثاء) بين الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة حول إمكانية التوصل إلى حلول في ليبيا.
وأشارت المصادر إلى أن التركيز خلال الاجتماع الثلاثي سينصب على تفعيل الحوار بين جميع الأطراف، من أجل تفعيل اتفاق الصخيرات وإنقاذه من حالة الانهيار.
وستستضيف جامعة الدول العربية اليوم اجتماعا ثلاثيا برئاسة الأمين العام أحمد أبو الغيط حول سبل دفع عملية التسوية السياسية للأزمة الليبية، وذلك بمشاركة كل من الرئيس التنزاني الأسبق «جاكايا كيكويتي» الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا، ومارتن كوبلر الممثل الخاص لسكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس بعثة الدعم الأممية في ليبيا.
وأوضح محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم أمين عام الجامعة أن هذا الاجتماع يهدف في المقام الأول إلى توحيد وتنسيق الجهود العربية والأفريقية والأممية الرامية إلى تشجيع الحوار السياسي بين كافة الأطراف الليبية وتأمين الدعم الدولي والإقليمي اللازم لاستكمال تنفيذ الاستحقاقات التي نص عليها الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد.
وأضاف المتحدث أن الاجتماع الثلاثي يأتي أيضًا في إطار متابعة النتائج التي توافقت عليها الدول والمنظمات العربية والغربية والإقليمية التي شاركت في الاجتماع الوزاري الذي عقد حول ليبيا يوم 22 سبتمبر (أيلول) الماضي على هامش أعمال الشق رفيع المستوى من الدورة الحالية الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كما يأتي للبناء على ما أفضى إليه الاجتماع الوزاري لدول جوار ليبيا الذي عقد في العاصمة النيجيرية نيامي الشهر الحالي.
وأشار عفيفي إلى أن الأمين العام والممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي والممثل الأممي الخاص سوف يصدرون بيانا مشتركا عقب اجتماعهم يحدد سبل الارتقاء بمستوى التنسيق القائم بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة حول الملف الليبي، وسيكون بمثابة خريطة طريق لتحركات واتصالات المنظمات الثلاثة في المرحلة المقبلة لتشجيع جهود تحقيق الوفاق الوطني في البلاد، وهي الجهود التي تعتزم الجامعة العربية الاضطلاع بدور رئيسي فيها، وخاصة مع قيام الأمين العام بتسمية ممثله الخاص الجديد إلى ليبيا على النحو الذي أقره اجتماع مجلس الجامعة الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة سبتمبر الماضي.
وعلى صعيد متصل، تشهد مدينة شرم الشيخ المصرية اجتماعا سياسيا موسعا يضم شخصيات سياسية عامة في جلسة عصف ذهني حول تصحيح مسار الحل في ليبيا، وسوف يشارك السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية في هذا الاجتماع، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وبينما تتواصل الجهود العربية والدولية للبحث عن مخرج للأزمة السياسية، لم يقدم المكتب الإعلامي للسراج المدعوم من بعثة الأمم المتحدة، أي تفاصيل حول الجلسة التشاورية التي تعتبر الأولى من نوعها للمجلس الرئاسي داخل البلاد منذ وصوله إلى العاصمة طرابلس نهاية شهر مارس (آذار) الماضي.
وعقد المجلس سلسلة اجتماعات في تونس على مدى الأشهر القليلة الماضية، وقدم نسختين من الحكومة الجديدة إلى مجلس النواب الموجود بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، لكن المجلس رفضها وصوت على رفض منحها الثقة.
ويسعى السراج لإقناع مجلس النواب مجددا بالموافقة على حكومته، لكنه منح وزراءه تفويضا لممارسة أعمالهم في العاصمة طرابلس في مواجهة حكومة الإنقاذ الوطني التي يترأسها خليفة الغويل والموالية للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في العاصمة طرابلس.
إلى ذلك، قام السراج أمس يقوم بجولة تفقدية لعدد من مدارس منطقة طرابلس المركز وسوق الجمعة، لمتابعة مجريات اليوم الدراسي الأول.
من جهة أخرى، أعلن أنتونيلو دي رينتسيس سونينو المتحدث باسم العملية صوفيا التابعة للاتحاد الأوروبي، عن مواصلة الاتحاد الأوروبي تدريب خفر السواحل الليبي هذا الأسبوع بعد أيام من مزاعم عن مهاجمة سفينة تابعة له لقارب يحمل مهاجرين مما أدى إلى غرق أربعة منهم.
ونقلت وكالة رويترز عن سونينو قوله «الهدف هو بدء التدريب هذا الأسبوع وسيبدأ التدريب هذا الأسبوع».
وانتشلت جماعة سي ووتش الإنسانية الألمانية أربع جثث بعد هجوم يوم الجمعة الماضي، ويقول أعضاء الجماعة إن قاربا يحمل شعار خفر السواحل الليبي نفذه.
ووصلت جثث المهاجرين الأربعة إلى باليرمو في صقلية أمس على متن سفينة الإنقاذ النرويجية سييم بايلوت التي حملت 1100 مهاجر تم إنقاذهم إلى جانب 13 جثة أخرى.
ونفى متحدث باسم القوات البحرية الليبية في طرابلس يوم السبت أن تكون القوات هاجمت قارب المهاجرين لكنه أقر بأن عناصرها اعتلت القارب المطاطي.
وبمساعدة مهربين يتخذون من ليبيا قاعدة لهم شق نحو 150 ألف شخص حتى الآن هذا العام طريقهم إلى إيطاليا في قوارب لا تصلح للإبحار. ولقي أكثر من 3100 حتفهم أو اختفوا خلال الرحلة.
وللمساعدة في الحد من تدفق اللاجئين وافق الاتحاد الأوروبي في وقت سابق هذا العام على تدريب خفر السواحل الليبي الذي يفتقر حاليا للأفراد والعتاد لمراقبة منطقة ساحلية يتجاوز طولها 1700 كيلومتر.
وسيبدأ التدريب بما يصل إلى 100 شخص هذا الأسبوع ويهدف الاتحاد الأوروبي لتدريب نحو ألف من أفراد خفر السواحل الليبي في المجمل.
وقال مصدر حكومي في إيطاليا وهي واحدة من الدول التي تشارك في التدريب: «واقعة الأسبوع الماضي تظهر لنا أن هناك حاجة لمزيد من التدريب وأنه يجب القيام بذلك قريبا».
وتدعم الحكومات الغربية حكومة السراج في طرابلس على أمل أن تتمكن من توحيد الفصائل المتناحرة وتساعد في تنسيق أفضل للجهود الخاصة بمحاربة الإسلاميين المتشددين ومهربي المهاجرين الذين استفادوا من الفوضى في ليبيا لتحقيق مكاسب.
من جهة أخرى، نفت الوكالة المكلفة مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي أن تكون الطائرة التي تحطمت أمس عند إقلاعها من مطار مالطا الدولي، ما أدى إلى مقتل خمسة فرنسيين من رجال الجمارك كانوا على متنها، كانت متوجهة إلى ليبيا. وكان مسؤولون في مطار فاليتا أعلنوا تحطم الطائرة التي كانت تقل خمسة أشخاص بعد ثوان من إقلاعها، وقال المطار في بيان إن «الأشخاص الخمسة الذين كانوا على متن الطائرة قتلوا»، من دون أن يوضح هويتهم أو وجهة الطائرة.
وأعلنت الحكومة المالطية في بيان أن الركاب الخمسة هم خمسة رجال فرنسيين من رجال الجمارك، موضحة أنه كان يفترض أن يقوموا برحلة مراقبة في إطار مكافحة تهريب المهاجرين والمخدرات وأن يعودوا بعد ساعات.