نجوم الصف الأول وسلسلة أفلامهم.. داوني يقود عدديًا وبايل نوعيًا

لم يقو فيلم «المحاسب»، بطولة بن أفلك، على الحفاظ على القمة التي وصل إليها في الأسبوع الماضي لنجده في هذا الأسبوع وقد هبط إلى المركز الرابع. ‬
واحتل مكانه فيلم «جاك شولدر: أبدا لا ترجع» Jack Shoulder: Never Go Back الذي يتولى بطولته توم كروز والذي ينجز المهمة الأولى بإيراد ضعيف إلى معتدل يُعلن عنه في غضون الساعات القليلة القادمة.‬
وينافس كل من الفيلمين شريطين من أفلام «هات إيدك والحقني» المنفّذة برخص التكاليف ورخص الإبداع: «أويجا» في المركز الثالث و«بوو» (Boo!) في المركز الثاني.‬ هذا الثاني ينهل من ماكينة إنتاجية وإخراجيه صاحبها اسمه تايلر بيري يهوى إنتاج وإخراج وبطولة أفلام كوميدية كشأن هذا الفيلم. «أويجا» فيلم رعب هو الثاني في السلسلة ولو أن حكايته تقع قبل حكاية الفيلم السابق (2014) زمنيًا. كلفته لم تتعد ستة ملايين دولار.‬ فما هي الأسباب؟
‬* إخفاق مبدئي‬
على خلافهما، فإن «جاك شولدر» و«المحاسب» من بطولة ممثلين معروفين، نجمين من الفئة المطروحة دائمًا على مشارف كل عمل تشويقي، واقعيا كان أم خياليا. ‬ في «جاك شولدر» يتقدّم توم كروز (54 سنة) للعب أحد مسلسليه السينمائيين. فقد سبق له أن ظهر في الفيلم التمهيدي «جاك شولدر» سنة 2012 الذي أخرجه كريستوفر ماغواري. ذلك كان اقتباسًا لإحدى روايات لي تشايد (عنوانها «طلقة واحدة») وحققت من النجاح (214 مليون دولار) ما يكفي للتجربة الثانية المتمثلة في الفيلم الجديد الذي تسلم مهامه (بفاعلية أقل) إدوارد زويك.‬
المسلسل الثاني هو «مهمة: مستحيلة» الذي أنجز منه خمسة أفلام أولها، وما زال أفضلها، الذي ورد سنة 1996 من إخراج برايان دي بالما وخامسها عرض في العام الماضي من إخراج كريستوفر ماغواري. السادس من هذه السلسلة في التحضير سيكون للمخرج نفسه بينما يتوارد أن توم كروز سيفتح باب مسلسل آخر هو «توب غن 2» الذي سيكون تابعًا لأحد الأفلام التي أطلقته في الثمانينات تحت العنوان ذاته وقام بإخراجه سنة 1986 توني سكوت.‬
في المقابل، وإلى أن قبل بطولة «باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة»، الذي عرض في مطلع صيف هذا العام، تحرر بن أفلك (44 سنة) من الأعمال المسلسلة. كل فيلم من أفلامه التي تصل إلى نحو 77 فيلما كان حكاية منفصلة من تُربتين ملائمتين واحدة مستقلة والأخرى مؤسساتية. حالفه النجاح في أكثر من فترة، كما حالفه إخفاق شديد في الفترة الفاصلة بين مطلع هذا القرن ونهايته بعدد من الأفلام غير المهمة مثل «غيغلي» و«فتاة جيرسي» و«كليركس 2» (لم يظهر في الجزء السابق من هذا العمل الباهت). ‬
لكن أفلك حاول البدء بسلسلة أفلام يتصدى فيها دور «سوبرهيرو» آخر غير باتمان، في عام 2003 ظهر في «العفريت» (Daredevil) لمارك ستيفن جونسون، لكن الفيلم غاض في أميركا (سجل نصف مليون دولار) وربح قليلاً حول العالم (179 مليون دولار) وتوقف إثر ذلك.‬
* مسلسل المخرج الواحد‬
أداء الأدوار المسلسلة سبيل لبعض الممثلين الذين لجأوا إليها لأن نجاحاتها تحميهم من فقدان الصف الأمامي في زمن لا يبدو أن الجمهور الشاب (أكثر من نصف المرتادين لصالات السينما) يكترث لمن يقود البطولة بقدر ما يكترثون لما تفعله المؤثرات الخاصّـة والعناصر الإنتاجية الملازمة للفيلم. ‬
جوني دب (54 سنة) قام بقيادة مسلسل واحد أساسًا. بعد حقبة ناجحة وغنية بالأدوار امتدت من مطلع التسعينات وحتى مطلع العقد الأول من هذا القرن، وافق على بطولة «قرصان الكاريبي: لعنة اللؤلؤة السوداء» سنة 2003 وبه باشر سلسلة ناجحة شملت حتى الآن أربعة أفلام آخرها سنة 2011 والخامس دخل مرحلة ما بعد التصوير ليصار لعرضه في العام المقبل (بعنوان «قراصنة الكاريبي: الموتى لا يسردون حكايات»).‬
في عام 2013 قام ببطولة «ذا لون رانجر» الذي كان تمهيدًا لسلسلة جديدة لكن إخفاق الفيلم (تكلف 215 مليون واكتفى بـ255 مليون دولار إيرادًا) أوقف الخطة في مهدها. لكن من ينظر إلى اختيارات جوني دب خارج إطار هذا التقليد سيجد من بينها مسلسلا من نوع آخر هو تعدد الأعمال التي قام بها لحساب المخرج تيم بيرتون.‬
هذه بدأت بفيلم «إدوارد سيزرهاندز» سنة 1990 وشملت منذ ذلك الحين على «إد وود» (1994) و«سليبي هولو» (1999) و«تشارلي ومصنع الشوكولا» (2005) و«عروس جثة» (2005) ثم «سويني تود: الحلاق الشيطاني لشارع فليت» (2007) و«أليس في ووندرلاند» (2010) و«ظلالات داكنة» (2012) و«أليس في أرض العجائب» (2010) الذي أدّى نجاحه إلى جزء ثان منه لم يخرجه تيم بيرتون بل اكتفى بإنتاجه هو «أليس من خلال المنظار» الذي حققه (بإخفاق) جيمس بوبن وتم عرضه هذا العام.‬
بدوره، لم يتوان مات دايمون عن قبول الظهور في مسلسل تشويقي آخر وبنجاح يوازي النجاح الذي حققه توم كروز في مسلسله «مهمّة: مستحيلة».‬

* ضد الوكالة‬
مات دايمون (46 سنة) في الواقع ظهر في مسلسلين ورد أولهما سنة 2001 بعنوان «أوشن 11». فيه ظهر لجانب جورج كلوني وبراد بت وكايسي أفلك (شقيق بن) وجوليا روبرتس وأندي غارسيا. كل هؤلاء عادوا في «أوشن 12» سنة 2004 وفوقهم دون شيدل الذي صاحبهم إلى الجزء الثالث سنة 2007.‬
المسلسل الثاني، وهو الأشهر والأفضل، هو مسلسل جاسون بورن الذي خرجت منه خمس نسخ قام ببطولة أربع منها بدءًا بـ«هوية بورن» (2002) وصولاً إلى «جاسون بورن» (2016). لكن، وتبعًا للإيرادات، هو الوحيد بين كل من سبق الذي أنجز النجاح الأكبر من فيلم منفرد (هو «المريخي») وليس من فيلم مسلسل.‬
المشترك بين مسلسل جاسون ومسلسل «مهمة: مستحيلة» أنهما يدوران حول جهاز السي آي إيه الذي يحاول التخلص من بطله. هذا يتضح في سلسلة جاسون بورن أكثر مما يتضح في سلسلة «مهمة: مستحيلة» ولو أن الفيلم الأخير من هذه السلسلة شمل، كما الفيلم الأول منها، محاولة التخلص هذه على أساس إرسال توم كروز ورفاقه في مهام لا ينتظر العودة منها. ‬
هؤلاء، بالإضافة إلى جورج كلوني وبراد بت، لعبوا متناغمين كون بعضهم (دايمون، بت، كلوني، أفلك) أصدقاء متعاونين، وكونهم جميعًا من أكثر ممثلي التسعينات والفترة الحالية نجاحًا رغم كبوات معينة من حين لآخر هذه الأيام. لكنهم ليسوا الممثلين الوحيدين بالطبع الذين لجأوا إلى المسلسلات لكي تقيهم شر البطالة أو - على الأقل - شر العودة إلى الصفوف الخلفية. هناك بالطبع روبرت داوني جونيور الذي هو أكثرهم وجودا في المسلسلات وأعلاهم إيرادًا فيها. نجده في «آيرون مان» (ثلاثة أجزاء حتى الآن) وفي كل المشتقات المماثلة التي تنتجها شركة مارڤل من «كابتن أميركا» إلى «المنتقمون» إلى جانب أنه سيظهر أيضًا في الفيلم القادم من سلسلة «سبايدر مان: العودة للوطن». اسمه سيكون ألمع من الممثل الذي يستلم شخصية سبايدرمان من توبي ماغواير وهو توم هولاند، والفيلم مبرمج أيضًا للعرض في الصيف المقبل.‬
كل أبطال مسلسلي «المنتقمون» و«كابتن أميركا» كرروا الظهور في مسلسلات من كريس برات وسكارلت جوهانسن (التي لديها أيضًا مسلسل «رجال إكس» لتملأ وقت الفراغ) وكريس همسوورث وكريس إيفانز.‬
من يقف بعيدًا عن هذه الشلّـة كرستيان بايل (42 سنة) أنجح من مثل شخصية باتمان فنا وإيرادًا. بعد ثلاثة أفلام من هذه السلسلة، وعندما أيقن أن مخرجها كريستوفر نولان سيقلع عنها انسحب بايل تاركًا فراغًا كبيرًا. مثل توم هانكس وماثيو ماكونوهي يفضل بايل الأدوار المنفصلة عن المسلسلة لكنه إذ أمّ شخصية باتمان حفر على الشاشة بصمته الخاصّة أكثر مما فعل مايكل كيتون وجورج كلوني والآخرين.‬

** شباك تذاكر نجوم الأفلام ذات الأجزاء IN THE BOX‬
إذ لعب كل من بن أفلك وتوم كروز وجوني دب وروبرت داوني جونيور ومات دامون العدد الأكبر من مسلسلات الأفلام، من المثير إلقاء نظرة على الإيراد الأعلى لكل من هؤلاء داخل وخارج سينما المسلسلات (الإيرادات تشمل كل أنحاء العالم):‬
* بن أفلك: ‬
- الفيلم الأْعلى إيرادًا لمسلسل: «باتمان ضد سوبرمان» (2016): 873 مليون دولار.‬
- الفيلم الأعلى إيرادًا لفيلم منفرد: «أرماغادون» (1989): 554 م. د.‬
* توم كروز: ‬
- الفيلم الأْعلى إيرادًا لمسلسل: «مهمّـة: مستحيلة 5» (2015): 682 مليون دولار.
- الفيلم الأعلى إيرادًا لفيلم منفرد: «حرب العالمين» (2005): 593 م. د.
* جوني دب: ‬
- الفيلم الأْعلى إيرادًا لمسلسل: «قراصنة الكاريبي 2» (2006): مليار و66 مليون دولار.
- الفيلم الأعلى إيرادًا لفيلم منفرد: «أليس في أرض العجائب» (2010): مليار و15 م. د.
* روبرت داوني جونيور: ‬
- الفيلم الأْعلى إيرادًا لمسلسل: «المنتقمون» (2012): مليار و520 مليون دولار.
- الفيلم الأعلى إيرادًا لفيلم منفرد: «رعد استوائي» (2008): 188 م. د.
* مات دامون: ‬
- الفيلم الأْعلى إيرادًا لمسلسل: «إنذار بورن» (2007): 443 مليون دولار.
- الفيلم الأعلى إيرادًا لفيلم منفرد: «المريخي» (2015): 630 م. د.