رفع حالة الطوارئ لمواجهة الكوليرا في اليمن

منظمة الصحة العالمية: 644 حالة مشتبهًا بها.. و31 إصابة مؤكدة بالوباء

ممرضة تعالج مسنًا في مستشفى يعاني نقص المعدات والكوادر الطبية في اليمن (منظمة الصحة العالمية)
ممرضة تعالج مسنًا في مستشفى يعاني نقص المعدات والكوادر الطبية في اليمن (منظمة الصحة العالمية)
TT

رفع حالة الطوارئ لمواجهة الكوليرا في اليمن

ممرضة تعالج مسنًا في مستشفى يعاني نقص المعدات والكوادر الطبية في اليمن (منظمة الصحة العالمية)
ممرضة تعالج مسنًا في مستشفى يعاني نقص المعدات والكوادر الطبية في اليمن (منظمة الصحة العالمية)

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها رصدت 644 حالة يشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا في اليمن، أمام 31 حالة مؤكدة مختبريًا؛ بينها 3 وفيات في صنعاء وعدن، وقالت المنظمة في حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، إنها تدعم وزارة الصحة في اليمن لمنع انتشار الكوليرا بتعزيز الترصد، وتحسين التدبير العلاجي للحالات، وتوعية المجتمع.
وذكرت المنظمة أن ثلثي سكان اليمن لا يحصلون على المياه النظيفة ويعانون نقص خدمات الإصحاح، مما يفاقم خطر الإصابة بمرض الكوليرا.
وأضافت أنها دعمت أيضا مراكز التغذية العلاجية في اليمن لإنقاذ حياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، محذرة من أن أمراض الإسهال المائي الحاد متوطنة في اليمن، وهي ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعًا، خصوصا بين الأطفال الرضع وتلاميذ المدارس.
وفور وصوله إلى العاصمة المؤقتة عدن قادمًا من محافظة سقطرى، عقد رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد دغر، مساء أمس، بقصر معاشيق اجتماعا طارئا لمناقشة سبل مواجهة أزمة الكهرباء ومرض الكوليرا الذي بدأ ينتشر في عدن والمحافظات المجاورة، وضرورة توفير عيادات متنقلة لمواجهة الوباء، وتم اللقاء مع محافظ عدن بحضور عدد من وزراء الحكومة اليمنية.
وقال مصدر في مكتب رئاسة الوزراء اليمنية إن اللقاء شدد على رفع حالة الطوارئ في جميع مستشفيات الجمهورية لمواجهة مرض الكوليرا والوقاية منه وسرعة علاج الحالات المصابة بهذا المرض.
وعلى صعيد تطورات الوضع الصحي في عدن، أكد الدكتور عبد الناصر الوالي مدير مكتب الصحة العامة والسكان في عدن، أن عدد حالات الإسهال الحاد بمحافظة عدن منذ تاريخ 5 وحتى 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بلغت 180 حالة فقط، مشيرًا إلى أن عدد الحالات المؤكدة مخبريًا بأنها مرض الكوليرا 10 حالات فقط، بينما بلغ عدد الوفيات 9 حالات فقط من أصل 180 حالة إسهال.
ولفت مدير مكتب الصحة بعدن في بيان إلى أن الماء الملوث المستخدم من مصادر غير صحية (أنابيب تم العبث بها أو براميل ملوثة) كان من أهم أسباب الإصابة بالمرض، منوها بأن الإصابات تركزت في الأحياء الشعبية العشوائية في دار سعد والمعلا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن مياه الشرب في شبكة المياه آمنة ومعالجة وخالية من التلوث.
وأكد مدير مكتب الصحة بعدن عبد الناصر الوالي، وجود خطة محكمة لمكافحة الوباء، و«أيضًا هناك غرفة طوارئ على مدار الساعة للإشراف على متابعة تنفيذ الخطة تحت إشراف لجنة الطوارئ العليا برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي محافظ المحافظة، وعضوية جميع الجهات المختصة»، كما أكد وجود فريق استشاري في مكتب الصحة مشكل من خبراء فنيين وأكاديميين لمتابعة سلامة الإجراءات المتخذة، وفرق فنية محترفة للقيام بعملية الرصد والمتابعة.
وأشار مدير مكتب الصحة بعدن إلى وجود فرق اختصاصية طبية وصحية لاستقبال إصابات الإسهال الحاد، «كما توجد مراكز لاستقبال جميع حالات الإسهال مزودة بجميع الأدوية والمستلزمات الضرورية لعلاج جميع حالات الإسهال الحاد»، مضيفًا: «هناك احتياطي كاف في الوقت الحاضر من الأدوية والمحاليل والمستلزمات، ونعمل بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للحصول على ما يكفي للتعامل مع أي طارئ».
وزاد بالقول: «نسعى لتوفير العلاجات والمستلزمات الضرورية لعلاج الإسهال الحاد في جميع المراكز الصحية بالمحافظة حتى نخفف من حركة تنقل المرضى»، مجددًا تأكيده أن لجنة الطوارئ بمكتب الصحة في عدن في حالة انعقاد دائم لمتابعة المستجدات بالتواصل مع المنظمات الأهلية والإقليمية والدولية، مستطردا: «الوضع في عدن إلى الآن تحت السيطرة، ونستبشر خيرا، ونأمل في التعاون من الجميع».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.