مركز الملك سلمان يدعم مستشفيات تعز والميليشيات تستولي على قافلة إغاثية بالمسراخ

الشرعية تتقدم في الجبهة الغربية وتستعيد مواقع هامة في الربيعي

مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة في مدينة تعز المحاصرة (واس)
مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة في مدينة تعز المحاصرة (واس)
TT

مركز الملك سلمان يدعم مستشفيات تعز والميليشيات تستولي على قافلة إغاثية بالمسراخ

مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة في مدينة تعز المحاصرة (واس)
مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة في مدينة تعز المحاصرة (واس)

حققت قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) في محافظة تعز، جنوب العاصمة صنعاء، تقدما كبيرا في جبهات القتال بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي والموالين لها من قوات المخلوع صالح الانقلابية.
وأعلنت قوات الشرعية تمكنها من تحقيق تقدم جديد في جبهة الضباب في الربيعي، غرب مدينة تعز، وسيطرتها على تباب موكنة وقرية موكنة في أطراف منطقة الربيعي، الأمر الذي من شأنه سيساعد على تأمين غرب جبل هان الاستراتيجي التي تستميت الميليشيات الانقلابية في استعادته، وكذا شرق جبل المنعم والخلوة وتأمين تبة الصياحي.
ويأتي ذلك بعد انتهاء الهدنة الأممية في اليمن المقررة بـ72. السبت في تمام الساعة 11:59 بتوقيت اليمن، خرقت فيها ميليشيات الانقلاب وقف إطلاق النار منذ الدقائق الأولى مع منعها فتح منافذ تعز أمام المنظمات الإنسانية والمساعدات لأهالي تعز، بما فيها منع وفد اليونيسيف الدخول إلى المدينة، وسط مساع أممية لتمديد الهدنة.
وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات ما زالت مشتعلة في جميع الجبهات، من قبل ومنذ سريان الهدنة التي لم تعرفها تعز المدينة والريف جراء استمرار قصف الميليشيات الانقلابية وهجومهم على مواقع الجيش والمقاومة خاصة في الجبهة الشرقية والغربية التي احتدمت بشكل أكبر».
وأضافت: «لم تقف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بقصفها على المدنيين في الأحياء السكنية في مدينة تعز وقرى المواسط وحيفان، جنوب المدينة، بل وصل إلى زراعة الألغام على الطرقات وفي الأحياء السكنية التي باتت قريبة من سيطرة قوات الشرعية ودحر الميليشيات منها، وآخرها مقتل اثنين من المدنيين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح مختلفة، وصفت بعضهم بالخطرة، جراء انفجار لغم بسيارة بحول اصنج أسفل التبة السوداء بقرية مانع في الضباب، غرب المدينة»، مشيرين إلى استمرار ميليشيات الحوثي والمخلوع الدفع بتعزيزات إلى المحافظة.
وعلى الصعيد الميداني أيضا، كثف طيران التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، من تحليقه المستمر على سماء تعز، وشن غاراته المباشرة والمركزة على مواقع وتجمعات الميليشيات الانقلابية في مناطق متفرقة وكبدتهم الخسائر البشرية المادية، وذلك بعد انتهاء المدة الزمنية بالهدنة الأممية المقررة بـ72 ساعة. على الجانب الصحي، قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية، وبإشراف من اللجنة الطبية العليا في محافظة تعز، مساعدات طبية لمستشفيات تعز. وأعلن ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز، أنه وزع المساعدات الطبيبة لمستشفيات الروضة والمظفر والتعاون، بدعم وتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة ومنظمة الصحة العالمية. وشملت المساعدات الطبية أدوية ومستلزمات طبية خاصة بالعمليات الجراحية، بالإضافة إلى محاليل ومضادات حيوية وأدوية خاصة بعلاج الفطريات والطفيليات.
وقال مختص الإدارة الطبية في ائتلاف الإغاثة الإنسانية، إن «عملية التوزيع للأدوية والمستلزمات الطبية ضمن مشروع الإغاثة العاجلة لمستشفيات مدينة تعز مستمرة، وما زال المشروع مستمرا حتى تتسلم كافة المستشفيات والمراكز الصحية التي حددتها اللجنة الطبية العليا بالمحافظة لحصصها من المساعدات الطبية».
وعبر القائم بأعمال مدير مستشفى المظفر عن شكره لمركز الملك سلمان للإغاثة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الطبية العليا وائتلاف الإغاثة الإنسانية، على الجهود الإغاثية المستمرة في تزويد مستشفيات مدينة تعز بالأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية.
ويأتي هذا التوزيع استكمالاً للمشروع العاجل لدعم مستشفيات مدينة تعز الذي دشنه الائتلاف الأسبوع المنصرم، والذي يهدف إلى توزيع 12 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية لـ12 من مستشفيات مدينة تعز بالإضافة إلى 7 مراكز صحية في مديريات مختلفة من المحافظة، في الوقت الذي يعاني الوضع الصحي في مدينة تعز من شح في المواد الأساسية ومستلزمات العمليات الجراحية، بالإضافة تهديد الوضع القائم لعدد من المستشفيات بالإغلاق في أي لحظة نتيجة نفاد مخزون أدويتها.
وعلى صعيد متصل، دعت منظمة «آن» للتنمية، الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، إلى الضغط على الميليشيات الانقلابية في اليمن «للإفراج عن القافلة الإغاثية التي سيرتها في وقت سابق إلى سكان مديرية المسراخ، جنوب تعز، ومحاسبة المسؤولين عن احتجازها».
وقالت المنظمة إنها «منذ احتجاز القافلة في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، فضلت منظمة آن للتنمية، إفساح المجال لجهود الوساطة، حرصا على مصلحة 400 عائلة نازحة كان من المفترض استفادتها من المواد الإيوائية والإغاثية الممولة من المانحين، على أمل استجابة المسؤولين الحوثيين لمطالب الشركاء الدوليين، في إخلاء سبيل القافلة الإغاثية وتمكينها من الوصول إلى المناطق المستهدفة في مديرية المسراخ».
وأضافت: «على الرغم من حصول المنظمة على الموافقات المسبقة من الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين، فإن مسؤوليها رفضوا الإفراج عن الشحنة، ما يعكس النية المبيتة لمصادرة القافلة الإغاثية بعيدا عن أهدافها الإنسانية، ومضاعفة آلام مئات المدنيين النازحين الذين كانوا بانتظار فريق الغوث الإنساني التابع للمنظمة، الذي أمضى أشهرا مضنية في متابعة وتسيير القافلة».
وأعربت عن أسفها الشديد لفشل كافة الجهود من أجل إقناع سلطة الحوثيين بمحافظة تعز بالإفراج عن قافلتها الإغاثية بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من احتجازها في نقطة أمنية تابعة للجماعة عند المداخل الشرقية لمدينة تعز، بينما كانت في طريقها لتخفيف معاناة مئات السكان في مديرية المسراخ.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.