البرلمان العراقي يحذر من أخطاء ووقوع ضحايا.. والعبادي يؤكد عدم السماح بالتجاوزات

النجيفي يقود مجموعة من 2500 مقاتل ويؤكد أن مذكرة الاعتقال لا تعنيه

البرلمان العراقي يحذر من أخطاء ووقوع ضحايا.. والعبادي يؤكد عدم السماح بالتجاوزات
TT

البرلمان العراقي يحذر من أخطاء ووقوع ضحايا.. والعبادي يؤكد عدم السماح بالتجاوزات

البرلمان العراقي يحذر من أخطاء ووقوع ضحايا.. والعبادي يؤكد عدم السماح بالتجاوزات

شنت القوات العراقية والبيشمركة، أمس الخميس، هجوما جديدا على مناطق يسيطر عليها «داعش» في محيط الموصل، في إطار الحملة لاستعادة ثاني مدن العراق.
وقال مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية إن القوات الكردية مدعومة بضربات من التحالف بقيادة الولايات المتحدة هاجمت قرى قرب بعشيقة فجر أمس، وأعلنت القيادة العسكرية العراقية في وقت لاحق استعادة السيطرة على بلدة برطلة ذات الغالبية المسيحية إثر معارك شرسة.
وقال الفريق الركن، طالب شغاتي، قائد جهاز مكافحة الإرهاب: «أعلن لأهالي برطلة والموصل السيطرة الكاملة على الناحية».
وأضاف أن «أهاليها ومساكنها وكنائسها وجميع مرافقها تحت سيطرة جهاز مكافحة الإرهاب، القوات العراقية البطلة بذلت جهدا كبيرا لطرد (داعش)».
وتبعد البلدة مسافة 15 كيلومترا عن الضفة الشرقية لنهر دجلة في الموصل وشهدت معارك شرسة مع أتباع «داعش».
من جهتها، أعلنت قيادة عمليات تحرير نينوى «تحرير قرية الخالدية وعين مرمية وطوقت قرية الصلاحية في المحور الجنوبي في الجانب الشرقي لنهر دجلة». كما تمكنت قوات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية من الوصول إلى تقاطع ناحية الشورى من القاطع الجنوبي للموصل وفرضت سيطرتها عليه.
وقالت العمليات المشتركة إن «القوات تمكنت من قتل 37 إرهابيا وفجرت أربع سيارات يقودها انتحاريون، وأزالت أربعين عبوة ناسفة».
وكانت قيادة البيشمركة أعلنت صباح الخميس شن «عملية واسعة النطاق» شمال وشمال شرقي الموصل.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن متمردين أكرادا إيرانيين من حزب حرية كردستان يشاركون في الهجوم، بعضهم في الصفوف الأمامية للقتال.
وقال الجنرال عزيز ويسي، قائد القوة الخاصة للبيشمركة «زيرفاني»، إن الهدف المباشر للعملية هو قطع بعشيقة عن الموصل ومهاجمة البلدة في وقت لاحق الخميس أو الجمعة.
وينتشر في بعشيقة مئات من الجنود الأتراك.
وقال المقاتلون الأكراد إنهم أسقطوا طائرتين مسيرتين كان تنظيم داعش يحاول إطلاقهما فوق ميدان المعركة لجمع معلومات عن انتشار القوات الكردية على الأرجح، وشوهدت إحدى الطائرتين من طراز «رافن آر كيو - 11 بي» الصغيرة التي تصنع عادة للجيش الأميركي، ولم تكن محملة بأي متفجرات على ما يبدو، وضمن دعايته المعتادة، أصدر «داعش» شريط فيديو يظهر جثتي اثنين من المقاتلين الأكراد فوق جسر في وسط الموصل.
في المحور الجنوبي هرب عشرات من الرجال والنساء والأطفال من قرية المدراج الواقعة جنوب الموصل، قسم منهم على الأقدام وآخرون على متن سيارات، وتدقق قوات الأمن في وثائق النازحين عندما يصلون إلى خطوط التماس ويبدأون بعمليات تفتيش للتأكد من أنهم لا يحملون متفجرات.
ويتوقع العميد الركن، قصي كاظم حميد، قائد فرقة التدخل السريع، أن يزداد عدد النازحين بالتزامن مع اقتراب القوات العراقية أكثر إلى المناطق المأهولة بالسكان، وقالت ليز غراند منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، الاثنين، إن الجيش العراقي يتوقع بدء موجة النزوح الكبرى في أقل من أسبوع.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي الخميس، أن القوات العراقية تتقدم «بأسرع مما هو متوقع» في معركة استعادة مدينة الموصل من «داعش».
وقال العبادي عبر الفيديو من بغداد بمناسبة افتتاح اجتماع في باريس تشارك فيه دول عدة حول المستقبل السياسي لثاني مدن العراق، إن القوات العراقية «تتقدم بأسرع مما كنا نتوقع ومما خططنا له» في اتجاه الموصل.
من جهتها، دعت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي إلى توخي الحذر على صعيد هذه المعركة الفاصلة. وقال عضو اللجنة محمد الكربولي، الذي يرأس كتلة الحل في البرلمان العراقي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجيش العراقي لم يصل بعد إلى خوض المعركة الحاسمة مع (داعش)، حيث لا يزال في مراحل العزل والتطويق والتقدم من 6 محاور، بما يتخللها من تحرير مدن وقرى وقصبات، ولكن من قبل قطاعات عسكرية هي ليست من قوات النخبة التي لا تزال تنتظر ساعة الصفر لاقتحام مدينة الموصل»، مبينا أن «غالبية المدن والقرى التي يجري تحريرها والتي بلغت مساحات كبيرة إنما تمت من قبل قطاعات عسكرية تابعة للجيش العراقي مع قوات البيشمركة الكردية والحشود العشائرية من أبناء تلك المناطق». ويقسم الكربولي أهم المحاور الحالية التي يجري فيها القتال، لكن ليس على مستوى معارك فاصلة، وهي «المحور الذي تمثله ميليشيا (الحشد الشعبي) باتجاه الحضر صعودا إلى قضاء تلعفر، حيث وجهة (الحشد) إلى تلك المنطقة ومحور سد الموصل والمناطق المحاذية له، حيث يتولى ذلك البيشمركة والحشد العشائري، لكن ما يلاحظ أن هناك اندفاعا غير مسبوق ووقوع ضحايا كان ينبغي ألا يقعوا، حيث إن من يطلب منه التقدم عدة كيلومترات يتقدم أضعافا مما يجعله يعطي تضحيات بالأرواح والمعدات، لأن (داعش) ينسحب بسرعة، كما أن المناطق غالبيتها غير مأهولة، حيث إن غالبية هذه المناطق كان يسكنها نازحون من الأنبار وصلاح الدين، ولكنهم تركوها، إما لأنهم عادوا إلى مناطقهم وإما أنهم ذهبوا نحو الموصل».
وأشار الكربولي إلى أن «المعركة القادمة والفاصلة سوف تكون عند بوابة الموصل، وفي وقت لم يعد أحد فيه يجادل بشأن ما بات عليه الجيش العراقي فإن الأسئلة التي تراود الجميع الآن هي، هل تدخل ميليشيا (الحشد الشعبي) والبيشمركة إلى داخل الموصل وكيفية تحديد ذلك»، مبينا أن «القرار الذي يعرفه الجميع وتعهد بموجبه العبادي هو عدم دخول ميليشيا (الحشد الشعبي) وقوات البيشمركة.
وكانت القوات العراقية أحكمت سيطرتها على الجانب الشرقي لنهر دجلة في القيارة، جنوب الموصل، بالإضافة إلى تقدمها في مختلف المحاور، بما في ذلك تحريرها الحمدانية وبرطلة وبعشيقة وعشرات القرى والمدن والقصبات في الطريق إلى مدينة الموصل.
من جهته، أكد أثيل النجيفي، محافظ نينوى السابق وقائد حرس نينوى الذي صدرت بحقه أمس الخميس مذكرة اعتقال بتهمة التعاون مع القوات التركية، في حديث له لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يخوض الآن الحرب ضد (داعش) بالتنسيق مع القوات العراقية وبالذات الفرقة 16 من الجيش العراقي، حيث لدي 2500 مقاتل يقاتلون الآن بإمرة الجيش، وبالتالي فإن صدور هذه المذكرة لا يعنيني الآن، وبعد الانتهاء من المعركة سوف أرى ما ملابساتها».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».