تحت غطاء جوي كثيف من التحالف الدولي.. معركة تحرير الموصل تنطلق من 3 محاور

القوات الأمنية تتقدم من الجنوب والبيشمركة من الشرق و«حرس نينوى» من الشمال

قوات من الجيش العراقي تتقدم باتجاه جنوب الموصل أمس (أ.ف.ب)
قوات من الجيش العراقي تتقدم باتجاه جنوب الموصل أمس (أ.ف.ب)
TT

تحت غطاء جوي كثيف من التحالف الدولي.. معركة تحرير الموصل تنطلق من 3 محاور

قوات من الجيش العراقي تتقدم باتجاه جنوب الموصل أمس (أ.ف.ب)
قوات من الجيش العراقي تتقدم باتجاه جنوب الموصل أمس (أ.ف.ب)

بمشاركة 30 ألفا من عناصر القوات الأمنية العراقية وقوات البيشمركة والشرطة وميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران وقوات محلية دربتها تركيا، وبدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، انطلقت فجر أمس العملية العسكرية التي طال انتظارها لتحرير الموصل، ثانية كبرى مدن العراق، من سيطرة تنظيم «داعش» الذي احتلها في 10 يونيو (حزيران) 2014 واتخذها «عاصمة» لما سماها «دولة الخلافة».
وشنت قوات البيشمركة من محور الخازر (شرق الموصل) هجوما موسعا من ثلاثة اتجاهات بإسناد من طائرات التحالف الدولي، على المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش» في سهل نينوى، وتمكنت خلال عدة ساعات من تحرير 8 قرى، أي نحو مائتي كيلومتر مربع من التنظيم. وأعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عصر أمس في مؤتمر صحافي عقده في محور الخازر، وحضرته «الشرق الأوسط» أن «هناك تنسيقا كاملا مع بغداد»، وخاطب بارزاني أهالي الموصل بالقول: «نطمئنكم بأننا سنحافظ على أمنكم وممتلكاتكم خلال العملية، ولن نقبل بأن تتحول الموصل إلى حلب جديدة».
وواكبت «الشرق الأوسط» منذ بداية فجر أمس انطلاقة عملية تحرير الموصل، حيث استطاعت قوات البيشمركة ومنذ الساعات الأولى للعملية وبعد معارك ضارية أن تجتاز جدار الصد الأول لتنظيم داعش، وتمكنت من تحرير قرى بازكركان وكبرلي وشاقولي وبازخرة وبدنة الكبرى وبدنة الصغرى، وسيطرت على الطريق الرئيسي الرابط بين أربيل والموصل، حتى وصلت إلى تقاطع الحمدانية. ورغم استخدام التنظيم العبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، فإنه لم يتمكن من إيقاف تقدم البيشمركة، فيما وجهت طائرات التحالف الدولي ضربات قاضية لمواقع التنظيم وآلياته المفخخة أثناء المعركة.
وأعلنت القيادة العامة للبيشمركة في بيان أن «نحو أربعة آلاف من البيشمركة يشاركون في عملية في الخازر على ثلاث جبهات لتطهير القرى المحيطة التي يحتلها تنظيم داعش». وأضافت أن تقدم القوات الكردية جرى بالتنسيق مع القوات العراقية الاتحادية التي تتقدم في جنوب الموصل ومدعومة من طائرات قوات التحالف الدولي ضد المتشددين، بقيادة الولايات المتحدة. وقال مصدر في قوات البيشمركة إن 8 من قوات البيشمركة قتلوا، وأصيب عضو مجلس قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني شالاو كوسرت رسول، خلال الهجوم الذي شنته قوات البيشمركة على مواقع التنظيم في محور الخازر.
إلى ذلك، أفاد ضابط عراقي بأن قوات «حرس نينوى» التي يشرف عليها أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق، تقدمت نحو مناطق وانة وسد الموصل والكوير شمال وشرق الموصل. وقال الرائد سمير سالم، من قوات «حرس نينوى»، إن «كل قوات (حرس نينوى) انطلقت لمشاركة قوات الجيش العراقي وقوات البيشمركة في تحرير مدينة الموصل ومشارفها». وأضاف أن «قوات (حرس نينوى) تخوض الآن اشتباكات مع عناصر (داعش) في أكثر من محور تجاه شمال مدينة الموصل، وتمكنت من قتل وإصابة العشرات من (داعش) على الطريق الذي يربط مدينة الموصل بناحية (وانة) شمال غربي المدينة». وتضم قوات «حرس نينوى»، التي كان يطلق عليها «الحشد الوطني»، آلاف المتطوعين من أهالي الموصل، ومن بينهم عناصر الجيش والشرطة السابقة، وقد خضعوا للتدريب تحت إشراف القوات التركية في معسكرات شمال الموصل.
بدوره، أكد اللفتنانت جنرال الأميركي ستيفن تاونسند، قائد قوات التحالف الدولي ضد «داعش»، في بيان: «هذه العملية ستستمر أسابيع على الأرجح، وربما أكثر»، فيما قال آشتون كارتر، وزير الدفاع الأميركي، في بيان إن «هذه لحظة حاسمة في الحملة لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش». وتابع: «إننا واثقون بأن شركاءنا العراقيين سينتصرون في مواجهة عدونا المشترك وتحرير الموصل وباقي العراق من كراهية ووحشية تنظيم داعش».
وكان الجيش العراقي قد ألقى عشرات الآلاف من المنشورات على مدينة الموصل قبل فجر أمس لتنبيه السكان بأن الاستعدادات لعملية انتزاع السيطرة على المدينة دخلت مراحلها الأخيرة. وحملت المنشورات عدة رسائل؛ من بينها طمأنة السكان بأن وحدات الجيش والغارات الجوية «لن تستهدف المدنيين»، فيما نصحهم منشور آخر بتجنب مواقع مقاتلي التنظيم المعروفة. وفي إشارة لمخاوف السلطات من نزوح جماعي يعقد العملية، نصحت المنشورات السكان «بالبقاء في منازلكم وعدم تصديق إشاعات (داعش)».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.