فيينا تشيد ناطحة سحاب خشبية بحلول عام 2018

الأطول في العالم.. وكلفتها 65 مليون يورو

ناطحة سحاب صديقة للبيئة مصنوعة من الخشب
ناطحة سحاب صديقة للبيئة مصنوعة من الخشب
TT

فيينا تشيد ناطحة سحاب خشبية بحلول عام 2018

ناطحة سحاب صديقة للبيئة مصنوعة من الخشب
ناطحة سحاب صديقة للبيئة مصنوعة من الخشب

شهد حي البحيرة «SeeStadt» الجديد على ضفاف نهر الدانوب بالعاصمة النمساوية فيينا، وضع حجر الأساس لتشييد أطول ناطحة سحاب عالمية من الخشب.
كانت عمليات البناء قد بدأت مباشرة بهدف أن يتم التسليم في خريف 2018، فيما أشارت تقارير إلى وجود منافسة وإقبال واسع على الحجوزات للفوز بموقع قدم، خاصة أن أحياء فيينا القديمة تشتهر بكونها تقليدية البناء؛ تنعدم فيها ناطحات السحاب، عدا بضعة مباني معدودة بمدينة الأمم المتحدة بالحي الحادي والعشرين.
وحسب الخريطة والصور التي وزعت للمبنى، فمن المقرر أن يصل طوله إلى 84 مترا، ويتكون من 24 طابقا، منها فندق ومطعم ومركز تجميل، بالإضافة إلى مكاتب، ولن تضم البناية أية شقق سكنية.
وحسب التقديرات الموضوعة، يكلف المبنى 65 مليون يورو، مما يعتبر تكلفة أعلى مما لو تم بنائه من مواد البناء التقليدية المعروفة.
هذا ويعتبر خشب شجر التنوب Spruce، أو شجر الراتنج، المادة الرئيسية، ويكون نسبة 76 في المائة من المواد المستخدمة في تشييد المبنى. ويتبع التنوب الفصيلة الصنوبرية، ويضم أكثر من 35 نوعًا، ويجئ اختياره لكونه مادة خضراء متينة وصديقة للبيئة، مما يوفر ما يقدر بـ2800 طن من الانبعاثات الضارة لغاز ثاني أكسيد الكربون، بالمقارنة مع انبعاثات ناطحة مماثلة تشيد من الخرسانة والحديد الصلب، أي ما يعادل الانبعاثات التي تطلقها قيادة سيارة لمسافة 40 كيلومتر يوميا لفترة 1300 سنة.
من جانبها، لن تستخدم مادة الحديد في غير «صبة» المبنى التحتية لضمان ثباته واستوائه، كما يدخل الحديد في بناء المصاعد الكهربية فقط لا غير.
من جانب آخر، أعلن أن فريق متخصص من رجال الإطفاء سوف يعمل يدا بيد مع المعماريين والمهندسين حتى تتم تجربة ومراجعة كل سبل السلامة أولا بأول، إذ يعتبر الحريق أهم المهددات التي قد تواجه المبنى، وكذلك لضمان تصميم خطط ووسائل إخلاء سريع كاحتياط مضمون.
يذكر أن المبنى عند اكتمال بنائه وافتتاحه بعد عامين لن يستمتع طويلا بشهرة كونه الأطول عالميا، إذ تخطط العاصمة البريطانية لندن لبناء ناطحة خشبية بارتفاع 300 متر، مما سوف يسبق الناطحة النمساوية بمراحل.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».