قطار الحجاز في فلسطين ينطلق من جديد

لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الإسرائيلية التركية الأردنية

قطار الحجاز في فلسطين ينطلق من جديد
TT

قطار الحجاز في فلسطين ينطلق من جديد

قطار الحجاز في فلسطين ينطلق من جديد

دشنت وزارة المواصلات الإسرائيلية، أمس، مشروع سكة القطار الذي يربط حيفا بمنطقة بيسان على الحدود مع الأردن، والذي كان جزءا من مسار سكة حديد الحجاز الذي أقيم في عهد الدولة العثمانية، قبل نحو 111 سنة، وتم تعطيله مع قيام إسرائيل بسبب الحرب والنكبة الفلسطينية.
وقد شارك في مراسم تدشين المشروع، وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي اعتبر إعادة إحياء شبكة سكة حديد الحجاز حدثا تاريخيا، لافتا إلى أن خط القطار الذي يربط حيفا بمنطقة المرج وصولا إلى الحدود الأردنية، يشكل رافعة للسلام الاقتصادي مع الأردن وبقية الدول العربية وتركيا. وتحفيزا منها لتشجيع السفر بالقطار في مساره بمنطقة حيفا والمرج وإلى منطقة المركز، قررت وزارة المواصلات أن السفريات للمواطنين ستكون بالمجان لمدة أربعة أشهر، حيث يشمل مسار السكة أربع محطات بين حيفا وبيسان على أن يكون السفر مجانا فيما بينها وكل من يستقل هذه المحطات متوجها إلى مركز البلاد.
وتمتد سكة القطار التي كلفت نحو مليار دولار على طول ستين كيلومترا، إذ تنطلق من خليج حيفا وتسافر لتتوقف في ست محطات، آخرها في بيسان على بعد خمسة كيلومترات من الحدود الأردنية. وقال الوزير كاتس، إن الحكومة أودعت للمصادقة مشروعا إضافيا لمد شبكة القطار الإسرائيلي حتى معبر الكرامة الحدودي بين الضفة الغربية والأردن. وبحسب هيئة الموانئ والمطارات الإسرائيلية، فمنذ عام 2011 تضاعفت الحركة التجارية عبر ميناء حيفا بسبب الحرب الدائرة في سوريا، حيث امتنعت شركات النقل الدولية عن استعمال الموانئ السورية والطرقات البرية لشحن البضائع للدول العربية وآسيا وأوروبا. في المقابل، سجل ارتفاعا بنسبة 65 في المائة بالتداول التجاري وشحن البضائع بين إسرائيل والأردن عبر معبر الشيخ حسين.
وتحصل تركيا على حصة الأسد في تصدير هذه البضائع؛ إذ إنها تستخدم ميناء حيفا لصادراتها إلى العالم العربي عبر إسرائيل والأردن. واعتبر مسؤولون إسرائيليون هذا الخط «نجاحا لجهود الحكومة تعميق العلاقات بين إسرائيل وتركيا والأردن والعالم العربي». وأكدت أن وزارة المواصلات تنوي إعادة تفعيل بقية خط الحجاز في فلسطين من جديد، وذلك باتجاه الحدود مع سوريا ولبنان، بتكلفة ما يزيد على 5 مليارات دولار.
المعروف أن خط سكة حديد الحجاز، من تركيا إلى مكة المكرمة، كان يشتمل على خط ثانوي في فلسطين متفرع عن الخط الرئيسي في منطقة الشام، يمتد من الجليل حتى القدس، ومن حيفا حتى بيسان.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.