مقاتلات الجيش المصري توجه ضربة مركزة لمواقع الإرهابيين ثأرًا لمقتل 12 جنديًا

الأمن يحبط محاولة تهريب شحنتي أسلحة لشمال سيناء

مقاتلات الجيش المصري توجه ضربة مركزة لمواقع الإرهابيين ثأرًا لمقتل 12 جنديًا
TT

مقاتلات الجيش المصري توجه ضربة مركزة لمواقع الإرهابيين ثأرًا لمقتل 12 جنديًا

مقاتلات الجيش المصري توجه ضربة مركزة لمواقع الإرهابيين ثأرًا لمقتل 12 جنديًا

قال الجيش المصري، أمس، إن مقاتلاته شنت غارات مكثفة على مراكز ومخازن تسليح للجماعات الإرهابية الناشطة في سيناء، بعد نحو يوم من هجوم مسلح على كمين أمني في شمال سيناء قتل خلاله 12 جنديا مصريا. وقالت مصادر أمنية إن التقديرات الأولية لنتائج الغارات المركزة تشير إلى مقتل نحو مائة عنصر إرهابي.
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه الشرطة المصرية أن قطاع الأمن الوطني تمكن من ضبط شحنتي أسلحة قبل تهريبهما إلى شمال سيناء لاستخدامها من قبل «عناصر إرهابية» لتنفيذ عمليات عدائية.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة، في بيان، عن إقلاع عدة تشكيلات من القوات الجوية، فجر أمس، لاستطلاع مناطق الأهداف في شمال سيناء، وتأكيد إحداثياتها، وتنفيذ ضربة جوية مركزة استمرت لمدة 3 ساعات كاملة.
وأضاف بيان القيادة العامة للجيش المصري، الذي بثه التلفزيون الرسمي، أن هذه الضربات «أسفرت عن تدمير مناطق التمركز التي لجأ إليها الإرهابيون، ومخازن السلاح، وقتل العناصر الإجرامية المنفذة لعملية أمس والعناصر المعاونة لها، وتدمير مخازن أسلحتها و7 سيارات دفع رباعي تدميرا تاما».
وصاحب بيان الجيش تقرير مصور يوضح سير العمليات التي جاءت «ثأرا» لمقتل 12 جنديا، الجمعة الماضية، في هجوم على كمين جنوب منطقة بئر العبد التي ظلت بمنأى عن هجمات الإرهابيين طوال السنوات الماضية.
وأوضحت القوات المسلحة أن هذه الضربات جاءت «نتيجة لأعمال التمشيط، وبعد ورود معلومات استخباراتية مؤكدة، وبعد ورود معلومات من أبناء سيناء، وثأرا لدماء الشهداء».
وأضافت القيادة العامة، في بيانها، أنها «عازمة على القضاء على تلك العناصر الإجرامية، مهما بلغت الصعوبات، ومهما بلغت التضحيات».
وأعلنت ولاية سيناء (تنظيم أنصار بيت المقدس) مسؤوليتها عن الهجوم، زاعمة أن عناصرها قتلوا أكثر من 20 من رجال الجيش، وأصابوا آخرين، وأنها غنمت أسلحة وذخائر.
كان المتحدث العسكري قد قال، الجمعة، إن 12 من رجال الجيش و15 متشددا قتلوا في اشتباك دار في منطقة بئر العبد بشمال سيناء، وإن مصابين سقطوا من الجانبين.
ويسود شمال سيناء حالة من التوتر بسبب هجمات تشنها جماعة «أنصار بيت المقدس» المتشددة ضد قوات الجيش والشرطة. وقد غيرت الجماعة اسمها إلى «ولاية سيناء»، عقب مبايعتها تنظيم داعش في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014.
وتشن القوات المسلحة، بالتعاون مع الداخلية، حملات أمنية موسعة هناك لضبط المتشددين. وقد قتلت قوات الأمن في شهر أغسطس (آب) الماضي زعيم «ولاية سيناء»، أبو دعاء الأنصاري.
وفي غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية، أمس، أيضا إن قطاع الأمن الوطني تمكن من ضبط شحنتي أسلحة قبل تهريبها إلى شمال سيناء لاستخدامها من قبل «عناصر إرهابية» لتنفيذ عمليات عدائية.
وأضافت الوزارة، في بيان نشر على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن «معلومات توافرت تفيد باضطلاع عناصر إرهابية بالإعداد لتهريب شحنة أسلحة من إحدى المزارع الواقعة على حدود محافظتي الإسماعيلية والشرقية إلى شمال سيناء، تمهيدا لاستخدامها في تنفيذ مخططاتها العدائية».
وتابعت أن أجهزة الأمن تمكنت من ضبط الشحنة بالقرب من معدية سرابيوم، بمنطقة فايد بمحافظة الإسماعيلية، وكانت تتكون من سيارتي نقل محملتين بعدد من البنادق النمساوي والذخائر وتليسكوب.
وقالت الداخلية إن الشحنة الثانية كان «أحد العناصر الإرهابية يعد لتهريبها من أحد المخازن الواقعة بمحافظة بني سويف إلى شمال سيناء، تمهيدا لاستخدامها في تنفيذ مخططاتها العدائية».
وأشارت إلى أن أجهزة الأمن ضبطت الشحنة بنطاق مركز الواسطى، بمحافظة بني سويف، وكانت مكونة من سيارة محملة بعدد من بنادق الخرطوش وذخائر ومخدر الحشيش.
وأضافت أن أجهزة الأمن تمكنت كذلك من ضبط عدد من الأسلحة والذخائر في مخزن ببني سويف، قام بإخفائها سائق السيارة التي كانت تنقل شحنة الأسلحة الثانية.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.