يحمل كل عام معه مجموعة جديدة من المطاعم اليابانية، لكن خلال فصل الخريف الحالي، سوف تفتتح ثلاث سلاسل مطاعم يابانية شهيرة فروعًا لها في نيويورك، لكل منها طابع متخصص غير اعتيادي.
لا تشتهر سلسلة «إيتشيران» Ichiran، التي تقدم شعرية الـ«رامين»، والتي توجهت إلى بوشويك في بروكلين، كثيرًا بما تقدمه من طعام بقدر ما تشتهر بما تطلق عليه «تناول الطعام في ظل قدر قليل من التفاعل». يمكنك تناول الطعام في «كابينة تركيز النكهة» دون ضجر التحدث مع رفيق، أو تلقي ترحيب من المضيف، أو حتى شكر النادل. يتم توجيه التحية عند الوصول من خلال الإشارة برفق وهدوء إلى كابينة الجلوس المتاح. ويجلس أي من رواد المطعم في مساحة ضيقة تشبه مقصورة الدراسة داخل مكتبة في عزلة تامة.
ويقوم مقدم خدمة غير مرئي بأخذ الطلبات، وتقديمها. وبحسب النظرية، يتيح هذا الحرمان الحسي الاجتماعي الاستمتاع الكامل بالحساء (عظام الخنزير فقط)، والشعرية (الرفيعة غير الملتوية)، والطبقة العلوية للطعام.
كذلك يشجع المطعم على تناول الـ«رامين» على الطريقة اليابانية، السريعة، حتى لا يزداد نضج الشعرية، وبصوت مرتفع، مع التهامها، دون القلق من إزعاج الرفيق، أو التسبب في بلله.
إضافة إلى 30 كابينة، سيكون هناك حجرة قريبة لتناول الطعام تضم طاولات، حيث يتم طلب الطعام، وتقديمه بالطريقة التقليدية المعهودة.
أما في «إيكيناري ستيك» في إيست فيليدج، سيكون هناك تغيير بسيط يتمثل في عدم وجود مقاعد، فالهدف هو مساعدة العملاء على تناول شريحة ضخمة من اللحم بالطريقة الأميركية في أقل وقت ممكن. لذا بدلا من تصور مطعم لتناول شرائح اللحم، يمكنك تصور كوخ لتقديم شرائح اللحم. وتعني كلمة «إيكيناري» باللغة اليابانية «فجأة»، وهي تعيد تخيل شريحة اللحم كخيار من خيارات الأطعمة السريعة، سيتم تناوله سريعًا وبعفوية مثل شطائر البرجر بالجبن، أو الفلافل.
سيكون هناك في فرع نيويورك 40 مكانًا للوقوف، حيث يطلب العميل شريحة اللحم بالأوقية (الحد الأدنى هو 12 أوقية)، ثم يحدد مدى نضجها، والمكان الذي تقطع منه، حيث يختار بين الضلع، والخاصرة، والظهر. وفي غضون دقائق، يحصل على شريحة اللحم على طبق حار جدًا. ويقدم مع الطبق نكهات مثل صوص الوسابي الحار، وصوص الصويا، والصوص الحريف، وصوص شريحة اللحم المعد خصيصًا في المطعم، ثم يتم تقطيعها لتتناولها، وترحل. في وقت الغداء ستكون هناك وجبة متاحة مكونة من شريحة لحم وزنها 14 أوقية، مع السلطة، والحساء مقابل 18 دولارا؛ لكن لن يكون هناك سبانخ بالكريمة، أو بطاطا في الفرن.
ونختتم بنغمة هادئة تدعو للاسترخاء تقدمها لنا سلسة المطاعم الصغيرة الفخمة «تسورو تونتان»، التي افتتحت فرعها الأول في أميركا في شارع 16 في مكان ظل مقهى «يونيون سكوير» يشغله لفترة طويلة. إنه أول مطعم في المدينة يركز فقط على شعرية الـ«أودون» السميكة البيضاء الرطبة، ويتيح فرصة تناولها داخل المطعم. الآنية التي يقدم فيها مطعم «تسورو تونتان» الحساء ثقيلة، ومصنوعة يدويًا، وهي من الأواني الفخارية اليابانية، مما يقدم لمسة من بين لمسات تقليدية كثيرة.
قال جوجي أويماتسو، مدير السلسلة في الولايات المتحدة، إن شعرية الـ«أودون» هي الأقرب إلى قلب المطبخ الياباني الأصلي مقارنة بشعرية الـ«رامين» الشهيرة الحديثة نسبيًا. وأكد أن لشعرية الـ«أودون» تاريخ يمتد لنحو 1.200 عام في اليابان، بينما لا يتعدى تاريخ شعرية الـ«ريمين» 100 عام، معترفًا أن النوعين قد وصلا إلى اليابان من المطبخ الصيني. بدلا من حساء لحم الخنزير، والدجاج الباهظ الثمن، يتم منح حساء الـ«أودون» نكهة باستخدام سمك البينيت المدخن المملح، والكومبو، وهو نوع من أعشاب البحر، وكلاهما مشتق من النكهة المالحة اللذيذة الطبيعية.
مع ذلك لم تكن شعرية الـ«أودون» محصنة من زحف العولمة، لذا في «تسورو تونتان»، يتم تقديم الشعرية بالصوص الكريمي مع مكونات فاخرة باهظة الثمن مثل الكافيار، وفطر البحر، وجبن البارميزان.
«إيتشيران» 374 جادة جونسون أفينيو (مورغان أفينيو)، بوشويك، بروكلين، يفتتح في أكتوبر (تشرين الأول).
«إيكيناري ستيك» 90 شارع إيست 10 (الجادة الثالثة)، يفتتح في نوفمبر (تشرين الثاني).
«تسورو تونتان» 21 شارع إيست 16، مفتوح.
* خدمة «نيويورك تايمز»