منفذ البقع.. الطريق إلى «صعدة»

منفذ البقع.. الطريق إلى «صعدة»
TT

منفذ البقع.. الطريق إلى «صعدة»

منفذ البقع.. الطريق إلى «صعدة»

أحرزت القوات اليمنية الشرعية تقدما نحو تحرير محافظة صعدة معقل ميليشيا الحوثي الانقلابية الذي تتخذ منه مركزا رئيسيا لها منذ التسعينات، وذلك بعد أن تمكنت والمقاومة الشعبية من تحرير منفذ البقع من سيطرة ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية وتكبيدهم خسائر فادحة، حسب ما أعلن عنه الجيش اليمني منتصف الأسبوع الجاري.
ويبعد "البقع" الذي يعد من أهم المنافذ الحدودية البرية لليمن مع السعودية نحو 150 كلم عن محافظة صعدة "مركز المحافظة الإداري"، و 100 كلم عن منطقة نجران السعودية، ويقابله في الجانب السعودي منفذ "الخضراء" التابع للمنطقة.
واستطاعت القوات اليمنية من خلال خطط استراتيجية تحرير عدد كبير من المديريات والمراكز التابعة لمحافظة صعدة، وتسعى إلى السيطرة على كافة مديرياتها في وقت قياسي، وسط تفاعل وتعاون من أهالي المحافظة ووقوفهم بجانب الحكومة الشرعية لإنهاء الانقلاب وردع المتمردين.
وتندرج تلك العمليات العسكرية في صعدة التي تعد محورا مهما في خطة الحكومة الشرعية لاستعادة العاصمة صنعاء التي تبتعد نحو 242 كيلو مترا عن المحافظة، وإنهاء الانقلاب الغاشم، بعد تضييق الخناق على الميليشيات الغير جادة في الوصول إلى حل سياسي ينهي معاناة الشعب اليمني جرّاء الحرب التي أشعلوها منذ انقلابهم على الشرعية مطلع العام الماضي، ونسفهم للعملية السياسية ومشاورات السلام بتشكيلهم مجلس سياسي، والذي يعد خرقا واضحا للمبادرة الخليجية والدستور اليمني ومخالف للقرار الأممي 2216.
وشكّلت الانتصارات المتوالية والعمليات العسكرية الناجحة بقيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ضغوطا على ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خاصة بعد تحرير "البقع"، ما أجبرت الانقلابيين على التخبط وتصعيد حدة الخلافات فيما بينهم، وإطلاق صواريخ بشكل عشوائي وهستيري في عدد من المحافظات اليمنية، كما أطلقت صواريخ على المدمرة الأميركية "ماسون" في باب المندب، وفقا لوزارة الدفاع الأميركية، التي قالت إن المدمرة تعرضت لعدد من الهجمات خلال 4 أيام، وسجلت (الأربعاء) ثلاثة هجمات على الأقل، متوعدة بالرد في الزمان وبالأسلوب المناسبين.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أعرب مؤخرا عن أسفه لتداعيات التصعيد الإنقلابي الذي تمارسه القوى الانقلابية التابعة للحوثي وصالح والذي كان آخره محاولة استهداف الناقلة الأميركية "ماسون" في المياه الدولية بباب المندب، وقبلها استهداف السفينة الإماراتية، مؤكدا أن "تلك الممارسات تعزز يوما بعد يوم قناعة المجتمع الدولي بخطورة تلك العصابات والقوى وأفعالها الإرهابية التي لا تكترث بمناحي السلام الوطني وتأثيره على السلام والاستقرار الإقليمي والدولي".
وجددّ هادي حرص الحكومة الشرعية الجاد والدائم لإحلال السلام الذي يضع حدا للحرب ومعاناة الشعب اليمني، نتيجة للحرب الظالمة التي تفرضها الميليشيا.
وأكد سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ماثيو تولر، أن "محاولات الانقلابيين الاعتداء البائس على البارجة الأميركية تشير إلى مدى الاستخفاف والاستهتار بزعزعة استقرار المنطقة والملاحة الدولية".



موسكو تندد بتصريحات «معادية» على خلفية تسميم نافالني

المعارض الروسي ألكسي نافالني خلال مظاهرة في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)
المعارض الروسي ألكسي نافالني خلال مظاهرة في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

موسكو تندد بتصريحات «معادية» على خلفية تسميم نافالني

المعارض الروسي ألكسي نافالني خلال مظاهرة في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)
المعارض الروسي ألكسي نافالني خلال مظاهرة في موسكو (أرشيفية - أ.ف.ب)

قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، إنها لاحظت صدور عدة تصريحات «معادية لروسيا» فيما يتعلق بموضوع صحة المعارض الروسي ألكسي نافالني، وذلك بعد أن قالت ألمانيا إنه تعرض للتسميم بغاز نوفيتشوك للأعصاب.
وكتبت وزارة الخارجية في بيان «فيما يتعلق بهذه التصريحات المتجرئة أن... (غاز نوفيتشوك) جرى تطويره هنا، أصبح لزاما علينا أن نقول ما يلي: لعدة سنوات، لجأ مختصون في العديد من الدول الغربية والهيئات المتخصصة التابعة لحلف شمال الأطلسي إلى استخدام هذه المجموعة واسعة النطاق من المركبات الكيميائية».
واندلعت أزمة جديدة بين روسيا والغرب، بعدما أكدت ألمانيا هذا الأسبوع وجود «أدلة قاطعة» على أن أبرز خصوم سيد الكرملين فلاديمير بوتين تعرض للتسميم بغاز الأعصاب نوفيتشوك الذي طُور خلال الحقبة السوفياتية.
وأبدى قادة غربيون وكثير من الروس قلقهم البالغ حيال ما قال حلفاء نافالني إنه أول استخدام يتم الكشف عنه لأسلحة كيميائية ضد قيادي في المعارضة الروسية على أراضي البلاد.
ومَرِض المحامي البالغ 44 عاما عندما كان على متن رحلة جوية الشهر الماضي، وخضع للعلاج في مستشفى في سيبيريا قبل إجلائه إلى برلين. وما زال في غيبوبة اصطناعية منذ أسبوعين.
ونفى الكرملين أن تكون روسيا وراء ما حصل له، وقال المتحدث باسم بوتين الجمعة إن موسكو ثابتة على موقفها. وصرح ديمتري بيسكوف لصحافيين «تم التفكير في كثير من النظريات، بما فيها التسميم، منذ الأيام الأولى. بحسب أطبائنا، لم يتم إثبات هذه النظرية».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «لا شيء لدينا لنخفيه». واتهم أمام صحافيين، الغرب بطرح مطالب «متعالية»، لافتاً إلى أن وزارة العدل الألمانية لم تتشارك حتى الآن أي معلومات مع المدعين الروس. وأضاف «حين نتلقى جواباً سنرد».
وطرحت شخصيات مؤيدة للكرملين العديد من النظريات المفاجئة في الأيام الأخيرة، بما فيها احتمال أن يكون نافالني تعرض للتسميم بأيدي الألمان أو أنه سمم نفسه.
والجمعة، قال خبير في علم السموم لصحافيين روس إن صحة السياسي المعارض قد تكون تدهورت بسبب نظامه الغذائي أو الضغط النفسي أو الإجهاد، مشددا على أنه لم يُعثر على آثار سم في العينات التي أخذت منه في مدينة أومسك بسيبيريا حيث خضع للعلاج ليومين قبل نقله إلى ألمانيا.
وقال ألكسندر ساباييف إن «المريض لجأ إلى الحمية لخسارة الوزن»، مشيرا إلى أن «التدهور المفاجئ (في صحته) قد يكون نجم عن أي عامل خارجي حتى مجرد عدم تناول وجبة الفطور».
ونفت روسيا في الماضي مسؤوليتها عن هجوم بنوفيتشوك استهدف العميل المزدوج الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في إنجلترا عام 2018 إلى جانب عدد آخر من الحوادث المشابهة.
في بروكسل، دعا حلف شمال الأطلسي إلى تحقيق دولي بشأن تسميم نافالني وطالب موسكو بكشف تفاصيل برنامجها لغاز نوفيتشوك لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بعد اجتماع طارئ عقده «مجلس شمال الأطلسي» أن جميع الدول متفقة على إدانة الهجوم «المروع» الذي تعرض له نافالني.
وقدمت ألمانيا، حيث يخضع نافالني للعلاج، إيجازا لباقي الدول الـ29 الأعضاء بشأن القضية بينما أشار ستولتنبرغ إلى وجود «إثبات لا شك فيه» أنه تم استخدام نوفيتشوك ضد المعارض.
وقال ستولتنبرغ إن «على الحكومة الروسية التعاون بالكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن تحقيق دولي محايد».
وطالبت فرنسا وألمانيا مجدداً روسيا الجمعة بتفسيرات بشأن تسميم نافالني. كما طالبتا بـ«تحديد» هوية المسؤولين عن الهجوم و«إحالتهم على العدالة».
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب من جهته الجمعة أنه لم يرَ أي أدلة حتى الآن على تسميم نافالني، مضيفاً في الوقت نفسه أنه ليس لديه سبب للتشكيك فيما قالته برلين التي تؤكد أن لديها «أدلة قاطعة» في هذه القضية.
وصرح ترمب «لا أعرف ما حدث تحديداً. أعتقد أنه أمر مأساوي، إنه فظيع، وينبغي ألا يحدث». وقال في مؤتمر صحافي «لم نرَ حتى الآن أي دليل» على تسميم نافالني، متعهدا في الوقت نفسه بأن الولايات المتحدة ستدرس هذا الملف بجدية بالغة.
ودعا مسؤول الشؤون الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل موسكو في وقت سابق للتعاون مع تحقيق دولي بشأن عملية التسميم مشيرا إلى أن التكتل الذي يضم 27 دولة لا يستبعد فرض عقوبات عليها.
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن استخدام سلاح كيميائي يعد أمرا «غير مقبول على الإطلاق في أي ظرف كان ويشكل خرقا جديا للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان الدولية».