الجيش التركي: «داعش» يقاوم مقاتلي المعارضة بصلابة

المرصد: المقاتلات الروسية تستأنف قصفها العنيف لشرق حلب

الجيش التركي: «داعش» يقاوم مقاتلي المعارضة بصلابة
TT

الجيش التركي: «داعش» يقاوم مقاتلي المعارضة بصلابة

الجيش التركي: «داعش» يقاوم مقاتلي المعارضة بصلابة

قال الجيش التركي، اليوم (الاربعاء)، إنّ مسلحي تنظيم "داعش"، في شمال سوريا يبدون "مقاومة صلبة" لهجمات مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا بعد ما يقارب شهرين على شن الجيش حملة لابعادهم عن الحدود.
وتتقدم قوات المعارضة بدعم من دبابات وطائرات تركية نحو معقل تنظيم "داعش" في دابق. وقال الجيش في بيان إنّ الاشتباكات والغارات الجوية على مدار 24 ساعة أسفرت عن مقتل 47 متشددًا. وأضاف "بسبب المقاومة الصلبة لجماعة داعش الارهابية، لم نتمكن من احراز تقدم في هجوم تم شنه للسيطرة على أربع مناطق" شرق بلدة أعزاز.
ويمر اليوم 50 يوما على بدء عملية "درع الفرات" التركية في سوريا ضد المتشددين على الحدود التركية.
وقال الجيش إنّ المعارضة المدعومة من تركيا سيطرت على نحو 1100 كيلومتر مربع كانت تحت قبضة التنظيم المتطرف منذ بدء العملية.
وأفاد الجيش في تقريره اليومي، بأنّ نحو 19 مسلحًا من تنظيم "داعش" المتشدد جري "تحييدهم" في حين سقط ثمانية قتلى من صفوف المعارضة المدعومة من تركيا. وبينما أصيب 22 من مقاتلي المعارضة لم تتعرض القوات التركية لأي خسائر بشرية.
وتابع الجيش أنّ الطائرات التركية دمرت خمسة مبان كان يستخدمها مقاتلو تنظيم "داعش" بينما "حيدت" طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة 28 متشددًا ودمرت ثلاثة مبان.
كما استهدفت العملية فصيلا مسلحا كرديا ترى تركيا أن وجوده على طول الحدود التركية يمثل تهديدا لها.
على الساحة الميدانية السورية، قال مسؤول بالمعارضة المسلحة والمرصد السوري لحقوق الانسان، إنّ المقاتلات الروسية استأنفت القصف العنيف لشرق حلب الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة يوم أمس، بعد عدة أيام من الهدوء النسبي.
وأفاد زكريا ملاحفجي من جماعة فاستقم ومقرها حلب لوكالة رويترز للأنباء، بأنّ الضربات الجوية تركزت على حي بستان القصر. وأضاف "القصف استؤنف بضراوة".
من جانبه، ذكر المرصد أنّ عدد قتلى القصف الذي استهدف حي بستان القصر والفردوس وأحياء أخرى، ارتفع إلى 25 قتيلا على الاقل بالاضافة إلى عشرات المصابين. فيما أفاد سكان وعمال انقاذ بأنّ 50 مدنيا على الاقل قتلوا جراء ضربات على الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة بالمدينة وقرى قريبة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وأضاف السكان أنّ الضربات في حي بستان القصر أصابت مركزا طبيا وملعبا للاطفال.
من جهة ثانية، قالت قوات النظام السورية التي تساندها فصائل مدعومة من إيران إنّها عززت سيطرتها على دوار الجندول المروري الذي يمثل تقاطع الطرق الرئيس على المشارف الشمالية لحلب.
وقلصت موسكو ودمشق الغارات الجوية في المدينة الشمالية الاسبوع الماضي. وقالت قوات النظام إنّ ذلك يعود لاسباب منها اتاحة الفرصة للمدنيين لمغادرة المناطق الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة. وأضاف النظام السوري أنّ بامكان المسلحين المتحصنين في حلب المغادرة مع عائلاتهم إذا ألقوا أسلحتهم. وندد المسلحون بهذا العرض ووصفوه بأنه خداع.
من جانبه، دعا البابا فرنسيس اليوم، إلى "وقف إطلاق نار فوري" في سوريا يستمر "على الاقل الوقت اللازم" لإجلاء المدنيين ضحايا عمليات القصف. قائلًا في اللقاء الاسبوعي في ساحة القديس بطرس "أجدد دعوتي بشكل ملح، وأناشد بكل قوتي المسؤولين التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري يفرض ويحترم، على الأقل الوقت اللازم لإفساح المجال أمام إجلاء المدنيين، وفي المقام الاول الأطفال العالقين تحت قصف دموي". مؤكّدًا أمام آلاف الحاضرين في الساحة "قربه من كل ضحايا النزاع غير الانساني في سوريا".
على الصعيد الدبلوماسي، تبدو المجموعة الدولية غير قادرة على التوصل إلى اتفاق يوقف حمام الدم في الاحياء الشرقية من حلب، حيث تحاصر قوات النظام أكثر من 250 ألف شخص منذ أكثر من شهرين.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».