الميليشيات الشيعية تغلق دمشق القديمة لإحياء {عاشوراء}

المعارضة تطلق معركة «غزوة عاشوراء» شمال اللاذقية

الميليشيات الشيعية تغلق دمشق القديمة لإحياء {عاشوراء}
TT

الميليشيات الشيعية تغلق دمشق القديمة لإحياء {عاشوراء}

الميليشيات الشيعية تغلق دمشق القديمة لإحياء {عاشوراء}

بينما تمكنت فصائل سورية معارضة من استعادة السيطرة على عدة قرى في ريف اللاذقية ضمن معركة أطلقتها يوم أمس باسم «غزوة عاشوراء»، كانت الميليشيات الشيعية في دمشق تبلغ سكان حي باب توما المسيحي والأحياء المحيطة بإغلاق الطرقات أمام حركة السيارات لمدة 24 ساعة يومي الثلاثاء والأربعاء لتأمين حركة المشاركين في ذكرى عاشوراء.
وأعلنت عدة فصائل مقاتلة معارضة في الساحل السوري يوم أمس الثلاثاء معركة أطلقت عليها اسم «غزوة عاشوراء»؛ بهدف السيطرة على جبل الأكراد. ومن الفصائل المشاركة في المعركة «فيلق الشام، جبهة فتح الشام، شام الإسلام، صقور الشام، اللواء العاشر، الفرقة الساحلية الأولى»، وتمكنت تلك الفصائل من استعادة السيطرة على تلة الملك، وبيوت الجنزري، ونحشبا، وتلة بركان، وتلة الدبابات، ورشا. فيما أعلن «فيلق الشام» أسر عنصر من قوات النظام خلال المعارك، كما أعلنت جبهة «فتح الشام» تدمير مدفع شيلكا لقوات النظام في تلة غزالة بجبل الأكراد، بالتزامن مع تحرك عناصرها نحو المناطق التي خسرتها الفصائل قبل أسابيع في كنسبا وسلمى.
واستخدمت فصائل المعارضة في معركتها التي جاءت بالتزامن مع ذكرى عاشوراء التي يحتفل بها الشيعة، صواريخ غراد، وقذائف هاون، ومدفعية ثقيلة. وتحاول الفصائل المشاركة في هذه المعارك استعادة السيطرة على جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي من قوات النظام والميليشيات التابعة لها.
وفي العاصمة دمشق قامت الميليشيات الشيعية والدفاع الوطني التابع للنظام التي تتولى حراسة دمشق القديمة، بتبليغ سكان أحياء باب توما المسيحي والعمارة والأمين والشاغور ومحيط الجامع الأموي بإدخال سياراتهم قبل السادسة من مساء أمس الثلاثاء حيث ستحظر حركة السير مدة 24 ساعة لإحياء الأيام الأخيرة من طقوس عاشوراء. وتشهد تلك المناطق منذ عدة أيام استنفارا أمنيا غير مسبوق مع حملات تفتيش دقيقة للمارة لا سيما في محيط مقام السيدة رقية في حي العمارة الواقع خلف الجامع الأموي. كما يشهد حي زين العابدين ذو الغالبية الشيعية على سفح جبل قاسيون استنفارا مماثلا مع إغلاق لبعض الطرق المؤدية للحي بهدف تأمين تلك المناطق والفسح في المجال للأحياء طقوس المناسبة في الشوارع. مع الإشارة إلى أنه قبل وصول بشار الأسد إلى السلطة في سوريا خلفا لوالده حافظ الأسد كان يحظر الاحتفالات الدينية في الشوارع. وتشهد طريق السيدة زينب تكثيفًا أمنيًا أكثر من المعتاد كان الشيعة السوريون والشيعة الزوار القادمون من العراق وإيران ودول أخرى في منطقة السيدة زينب التي يشهد الطريق إليها تكثيفا أمنيا أكثر من المعتاد منذ أيام.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.