التباطؤ الاقتصادي يلقي بظلاله على حجم الاستثمارات العالمية

أكبر المتأثرين قطاعا الطاقة النظيفة وأنشطة المنبع للنفط

التباطؤ الاقتصادي يلقي بظلاله على حجم الاستثمارات العالمية
TT

التباطؤ الاقتصادي يلقي بظلاله على حجم الاستثمارات العالمية

التباطؤ الاقتصادي يلقي بظلاله على حجم الاستثمارات العالمية

هبطت الاستثمارات العالمية بشكل ملحوظ في معظم القطاعات، نظرًا للتباطؤ الاقتصادي الذي أثر بالتبعية على إجمالي الإنفاق الاستثماري حول العالم، مما قلل من حجم الاستثمارات في الطاقة النظيفة إلى أدنى مستوى فصلي منذ 2013. مع توقعات بانكماش الاستثمارات النفطية أيضًا 22 في المائة هذا العام.
ويهدد تراجع الاستثمارات بزيادة الضغوط على الاقتصاد العالمي الذي يعاني أساسًا من تراجع معدلات النمو وانخفاض التضخم –في بعض الدول الكبرى - نتيجة قلة الإنفاق، وهو ما قد ينذر بزيادة العاطلين مما قد يهدد السلم المجتمعي العام.
وفي آخر دراسة بحثية نشرت نتائجها أمس الاثنين عن الطاقة النظيفة، أظهرت تراجع الاستثمارات في الطاقة النظيفة إلى أدنى مستوى فصلي منذ 2013 خلال الفترة بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) بسبب ضعف التمويل بقطاع طاقة الرياح البحرية في أوروبا وتباطؤ تمويل مشروعات في الصين واليابان.
وبلغت الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة المنخفضة الكربون 315 مليار دولار في عام 2015 لتشكل 17 في المائة من إجمالي الاستثمارات.
وفي العام الماضي اتفقت أكثر من 190 دولة خلال محادثات المناخ في باريس على الحد من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري للمساهمة في كبح الزيادة في درجات الحرارة العالمية إلى ما دون الدرجتين المئويتين.
وذكر تقرير لبلومبرغ نيو إنرجي فاينانس يوم الاثنين، أن إجمالي حجم الاستثمارات في الطاقة المتجددة وتقنيات الطاقة الذكية بلغ 42.2 مليار دولار في الربع الثالث بانخفاض نسبته 31 في المائة عن الربع السابق و43 في المائة مقارنة مع الربع الثالث من 2015.
وهبط تمويل الأصول في مشروعات الطاقة المتجددة على نطاق المرافق بواقع 49 في المائة على أساس سنوي إلى 28.8 مليار دولار في الربع الثالث. وهوت الاستثمارات الصينية 51 في المائة مقارنة مع الربع الثالث من العام الماضي إلى 14.4 مليار دولار في حين هبطت الاستثمارات اليابانية بنسبة 56 في المائة إلى 3.5 مليار دولار.
وفي منتصف الشهر الماضي، توقعت وكالة الطاقة الدولية تراجع الاستثمارات العالمية في أنشطة المنبع للنفط والغاز بنسبة 24 في المائة هذا العام بينما لا توجد علامات تذكر على تحسنها في 2017.
وذكرت وكالة الطاقة في تقرير أن الانخفاض المتوقع هذا العام يأتي عقب هبوط الإنفاق في القطاع بنسبة 25 في المائة في 2015 ليبلغ إجماليه 583 مليار دولار.
وأضاف: «إجمالي الانخفاض يتجاوز 300 مليار دولار على مدى العامين وهو أمر غير مسبوق» مشيرًا إلى أن انخفاض استثمارات أنشطة المنبع للنفط والغاز على مدى عامين متتاليين لم يحدث منذ 40 عامًا. وتابع: «علاوة على ذلك لا توجد علامات على أن الشركات تخطط لزيادة نفقاتها الرأسمالية في أنشطة المنبع في عام 2017».
وبلغ إجمالي الاستثمارات في قطاعات النفط والغاز والفحم 900 مليار دولار في 2015 بانخفاض 18 في المائة عن 2014.
وانخفض إجمالي الاستثمارات العالمية في جميع قطاعات الطاقة ثمانية في المائة إلى 1.8 تريليون دولار في العام الماضي بحسب تقرير الوكالة.
وكان أكبر انخفاض في الاستثمارات من نصيب قطاع أنشطة المنبع للنفط والغاز بأميركا الشمالية وهو ما ساهم أيضًا في تصدر الصين قائمة إجمالي استثمارات الطاقة بعدما تصدرتها الولايات المتحدة على مدى السنوات الثلاث السابقة.
وقال التقرير «الاستثمارات عند مستواها الحالي ربما لا تكفي للحفاظ على مستوى إنتاج النفط والغاز بما يشير إلى اتجاه الأسواق صوب تقلص المعروض.. من المرجح أن تستعيد أسواق النفط توازنها قبل أسواق الغاز حيث تكبح الاستثمارات في القطاعات المنخفضة الكربون الطلب على الغاز».
يأتي هذا في الوقت الذي تعهد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر الطاقة العالمي أمس الاثنين، بأن تواصل بلاده الاستثمار في إنتاج النفط وستظل موردًا للطاقة جديرًا بالاعتماد عليه في سوق النفط رغم الصعوبات الحالية التي تواجهها البلاد.



مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
TT

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

قال مجلس الوزراء المصري، في بيان، السبت، إن مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية وقعتا اتفاقين باستثمارات إجمالية 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

يأتي توقيع هذين الاتفاقين اللذين حصلا بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز قدرات مصر في مجال الطاقة المتجددة؛ حيث يهدف المشروع إلى دعم استراتيجية مصر الوطنية للطاقة المتجددة، التي تستهدف تحقيق 42 في المائة من مزيج الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وفق البيان.

ويُعد هذا المشروع إضافة نوعية لقطاع الطاقة في مصر؛ حيث من المقرر أن يُسهم في تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير فرص عمل جديدة.

وعقب التوقيع، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن الاستراتيجية الوطنية المصرية في قطاع الطاقة ترتكز على ضرورة العمل على زيادة حجم اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة إسهاماتها في مزيج الطاقة الكهربائية؛ حيث تنظر مصر إلى تطوير قطاع الطاقة المتجددة بها على أنه أولوية في أجندة العمل، خصوصاً مع ما يتوفر في مصر من إمكانات واعدة، وثروات طبيعية في هذا المجال.

وأشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمود عصمت، إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة موسعة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة، بما يعكس التزام الدولة المصرية في توفير بيئة استثمارية مشجعة، وجذب الشركات العالمية للاستثمار في قطاعاتها الحيوية، بما يُعزز مكانتها بصفتها مركزاً إقليمياً للطاقة.

وأشاد ممثلو وزارة الكهرباء والشركة الإماراتية بالمشروع، بوصفه خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مصر والإمارات في مجالات التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.