محطة قطار الحرمين بمكة المكرمة تستوعب 20 ألف راكب في الساعة

اعتماد نظام «إي تي سي إس» العالمي للتشغيل

توقعات بنقل 114 ألف مسافر يوميًا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مرورا بجدة ورابغ خلال فترة التشغيل الأولية (تصوير: أحمد حشاد)
توقعات بنقل 114 ألف مسافر يوميًا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مرورا بجدة ورابغ خلال فترة التشغيل الأولية (تصوير: أحمد حشاد)
TT

محطة قطار الحرمين بمكة المكرمة تستوعب 20 ألف راكب في الساعة

توقعات بنقل 114 ألف مسافر يوميًا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مرورا بجدة ورابغ خلال فترة التشغيل الأولية (تصوير: أحمد حشاد)
توقعات بنقل 114 ألف مسافر يوميًا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مرورا بجدة ورابغ خلال فترة التشغيل الأولية (تصوير: أحمد حشاد)

أنجزت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السعودية 90 في المائة من حجم أعمال مشروع محطة قطار الحرمين بمكة المكرمة، الواقعة على بعد 4.3 كيلومتر شمال غربي الحرم المكي الشريف، لتستوعب 20 ألف راكب في الساعة الواحدة، خلال الأشهر المقبل، مع تطبيق أحدث النظم العالمية في التشغيل ومنها نظام «ETCS» العالمي لتشغيل القطارات.
وينتظر أن تربط المحطة الرئيسة الواقعة في حي الرصيفة مكة المكرمة بالمدينة المنورة مرورًا بمحافظة جدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ، كما سيتنقل الحجاج والمعتمرون والزوار من الحرم المكي الشريف وإليه عبر القطارات الخفيفة من خلال محطتين مجاورتين لـ«محطة الرصيفة» الرئيسية والمزمع أن تنفذّها «شركة قطارات مكة»، حيث تم تجهيز المحطات لاستيعاب وسائل نقل مساندة، تعمل على إيصال الركاب من وإلى المحطات عبر الحافلات وسيارات النقل، آخذين بالاعتبار إنشاء محطتين للقطارات الخفيفة.
وبحسب مسؤولين في مشروع قطار الحرمين الذين اصطحبوا وسائل الإعلام في جولة على المشروع، فإن 90 في المائة من أعمال المشروع انتهت، على أن يتم تشغيل القطارات والرحلات الاعتيادية بشكل تجريبي قريبًا والوصول إلى مرحلة التشغيل النهائي المخطط لها خلال أشهر.
وتتوقع دراسات أولية نقل 114 ألف مسافر يوميًا من محطة مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مرورا بجدة ورابغ خلال فترة التشغيل الأولية، وتصل إلى 124 ألفا يوميًا عند التشغيل النهائي في أوقات الذروة، إضافة إلى إمكانية زيادة عدد القاطرات بما يرفع الطاقة الاستيعابية إلى نحو 200 ألف راكب يوميًا عند الحاجة، متضمنة رحلات مباشرة إلى المدينة المنورة تقلص زمن الرحلة إلى ساعتين وخمس دقائق فقط، بسرعة تصميمية تصل إلى 320 كيلومترا في الساعة وسرعة تشغيلية (فعلية) تبلغ 300 كيلومتر في الساعة.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمحطة الرصيفة نحو 20 ألف راكب في الساعة الواحدة، كما تم الأخذ في الاعتبار أثناء تصميم المحطات تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من التنقل في مرافق وأروقة المحطة بشكل سلس، وتفادي انتظار الركاب على أرصفة المحطة التي بنيت على 3 طوابق، عبر 25 مصعدا كهربائيا و32 سلما كهربائيًا، على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع مجهزة بمواقف مخصصة للحافلات والسيارات بين قصيرة وطويلة الأمد تستوعب 4800 سيارة، إضافة إلى مواقف لـ64 حافلة ترددية، وأخرى تتسع لمائتي سيارة أجرة، كما تشتمل المحطة على مسجد يتسع لألف مصل، ومبنى للإطفاء، ومهبط للطائرات العمودية، ومناطق عبور لتحميل وتنزيل المسافرين.
وروعي في تصميم وتنفيذ المحطة ومرافقها المختلفة الفصل التام بين الركاب القادمين والمغادرين عبر مناسيب مختلفة في المحطة ضمانا لسلامتهم وانسيابية حركتهم أثناء دخولهم ومغادرتهم المحطة، كما جرى تزويد المحطة بمكاتب استعلامات وإرشاد، إضافة إلى ماكينات إصدار آلي للتذاكر، ومن المخطط أن تتاح التذاكر عبر موقع خاص بقطار الحرمين على الإنترنت، وكذلك عبر التطبيقات الذكية، لتكون متوفرة في جميع أنظمة التشغيل ومتاحة للمستخدمين بلغات متعددة، إضافة إلى إتاحة التذاكر عبر وسائل البيع التقليدية عبر شبابيك التذاكر.. وغيرها.
وينتقل المسافر مباشرة داخل الصالات إلى عربة القطار بآلية تشغيل مدعومة بأنظمة المعلومات والإشعارات والنداءات الصوتية الحديثة، حيث يعتمد قطار الحرمين على نظام «ETCS» العالمي لتشغيل القطارات، الذي يعمل على تقليل فترة توقف القطارات، مما يساعد على زيادة الرحلات بشكل آمن، كما يسهم في رفع القدرة التشغيلية للمحطة لإطلاق ما لا يقل عن 6 رحلات في الساعة الواحدة.



ارتفاع الطلب وخفض الفائدة يعززان نمو الصفقات العقارية بالسعودية

الرياض تستحوذ على نحو 60 % من إجمالي الصفقات العقارية (رويترز)
الرياض تستحوذ على نحو 60 % من إجمالي الصفقات العقارية (رويترز)
TT

ارتفاع الطلب وخفض الفائدة يعززان نمو الصفقات العقارية بالسعودية

الرياض تستحوذ على نحو 60 % من إجمالي الصفقات العقارية (رويترز)
الرياض تستحوذ على نحو 60 % من إجمالي الصفقات العقارية (رويترز)

عزز استمرار الطلب العالي على الوحدات السكنية في المدن الرئيسية في السعودية، وانتعاش السوق العقارية بفعل انخفاض أسعار الفائدة، نمو قيمة الصفقات العقارية في المملكة إلى 50 مليار دولار (188 مليار ريال)؛ أي ما نسبته 35 في المائة، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 2024 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، حسب خبراء ومختصين في القطاع العقاري والذين يتوقعون استمرار هذا النمو خلال الربع القادم والسنوات القليلة القادمة في ظل المشاريع العقارية الضخمة التي تشهدها المدن الرئيسية، والفرص الاستثمارية المتنوعة التي تتميز بها السوق العقارية السعودية.

وبحسب بيانات وزارة العدل السعودية، سجلت الصفقات العقارية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، أكثر من 162 ألف صفقة عقارية. واستحوذ القطاع السكني على نحو 86 في المائة من إجمالي تلك الصفقات، في حين مثّل القطاع التجاري نحو 10 في المائة من تلك الصفقات. كما استحوذت منطقة الرياض على نحو 60 في المائة من إجمالي الصفقات العقارية بقيمة وصلت إلى 27 مليار دولار (101 مليار ريال)، تلتها منطقة مكة المكرمة بنسبة 19 في المائة وبقيمة وصلت إلى 11.8 مليار دولار (44.3 مليار ريال).

دليل على ثقة المستثمرين

ويرى الخبير والمقيّم العقاري المهندس أحمد الفقيه، خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط»، في نمو الصفقات العقارية دليلاً واضحاً على ثقة المتعاملين والمستثمرين بصلابة وجاذبية السوق العقارية السعودية، خصوصاً مع إطلاق الحكومة السعودية عدة مشاريع عقارية ضخمة بالعاصمة الرياض، وهو ما ظهر في استحواذها وحدها على نصف الحراك والصفقات العقارية خلال الأشهر التسعة الماضية من العام الجاري.

وأضاف أن «هذا النمو في الصفقات العقارية يأتي متوافقاً، وبشكل منطقي، مع الحراك الاستثماري الذي تشهده السعودية، في ظل زيادة التشريعات بالسوق والحوكمة والشفافية التي تشهدها السوق العقارية، وهو ما ظهر جلياً في قفز السوق إلى المرتبة 12 دولياً لتصبح ضمن نادي الأسواق الدولية الأربعين في الشفافية العقارية، وهو ما يعزز من جاذبيتها ويجعلها على رادارات الأموال والاستثمارات الدولية قريباً، وهذا بدوره سيرفع ويزيد من زخم الصفقات بشكل أكبر ولافت، وقد يتجاوز في الفترة القادمة أكثر من 35 في المائة، ويستمر هذا النمو للسنوات القريبة القادمة في ظل الفرص الكبيرة في السوق السعودية».

وكانت بيانات شركة الاستشارات العقارية العالمية «نايت فرانك» تحدثت عن أن قيمة مشاريع «رؤية 2030» التي تم إطلاقها خلال 8 أعوام وصلت إلى 1.3 تريليون دولار.

العرض والطلب محركان

من جانبه، قال الخبير العقاري صقر الزهراني لـ«الشرق الأوسط»، إن العرض والطلب هما المحركان الأساسيان في السوق العقارية بالمملكة، متوقعاً أن يؤدي الخفض التدريجي لأسعار الفائدة إلى تعزيز الطلب على العقار في الربع القادم من 2024 عبر تقليل تكاليف التمويل، مما يشجع المستثمرين والمشترين على استغلال هذه الفرصة.

وأرجع الزهراني نمو الصفقات العقارية في منطقة الرياض إلى كونها أصبحت وجهة رئيسية للهجرة الداخلية وكذلك للفرص الاستثمارية، مدفوعةً بمشاريع البنية التحتية والنمو السكاني المتزايد، مما يعزز الطلب على العقارات السكنية والتجارية في مدينة الرياض والمحافظات القريبة منها.

وعزا نمو الصفقات العقارية في منطقة مكة المكرمة، بالحالة الاستثنائية للمنطقة، إلى كونها أرضاً مقدسة، وتشهد باستمرار ارتفاعاً في الطلب على العقار، بفضل تدفق الحجاج والمعتمرين، إلى جانب المشاريع التطويرية الكبرى في باقي محافظات المنطقة.

ويرى أن الصراعات الإقليمية في بعض دول الجوار وتمتع المملكة بموقع استراتيجي مستقر، ساهما في تعزيز جاذبية السوق العقارية بالمملكة.

عقارات في مكة المكرمة غرب السعودية (واس)

ولفت الزهراني إلى أن الاستقرار السياسي والأمني جعل من المملكة بيئة آمنة للاستثمارات الأجنبية والمحلية، خاصة في ظل الاضطرابات السياسية التي تؤثر على بعض الأسواق العقارية الإقليمية، مما يجعل من السوق السعودية ملاذاً آمناً لرؤوس الأموال الباحثة عن استثمارات مستقرة وطويلة الأمد.

وزاد بأن تلك الصراعات الإقليمية زادت من الهجرة إلى المملكة، مما ساهم في رفع الطلب على الوحدات السكنية والأنشطة العقارية، خصوصاً في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة، كما ساهمت في تراجع الاستثمارات في بعض الدول، ومن الممكن أن تستفيد السعودية من تحويل رؤوس الأموال إليها نتيجة استقرارها السياسي والاقتصادي.

وحول توقعاته للسوق العقارية خلال الربع الأخير من 2024، توقع استمرار نمو الصفقات العقارية مدفوعاً بثلاثة عوامل، تتمثل في ارتفاع الطلب الموسمي خاصةً في منطقة مكة المكرمة نتيجة مواسم العمرة والحج، وزيادة المشاريع السكنية والتجارية في الرياض بالتزامن مع الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، وكذلك تخفيف القيود على التمويل مع استمرار انخفاض الفائدة، مما يشجع على زيادة الصفقات العقارية.

وأشار الزهراني إلى 6 عوامل يرى أنها ستسهم على المدى الطويل في تعزيز النمو المستقبلي للسوق العقارية السعودية، وهي: مشاريع البنية التحتية الكبيرة التي تشهدها مدن ومحافظات المملكة ودورها في تحسين جودة الحياة وزيادة جاذبية المدن، والطلب المتزايد على الوحدات السكنية في المدن نتيجةً للنمو السكاني والهجرة الداخلية، والإصلاحات الحكومية التنظيمية والتشريعية وأهميتها في تسهيل إجراءات التملك والاستثمار، وجاذبية السوق السعودية للاستثمارات الأجنبية مدفوعةً بالاستقرار السياسي في المملكة، وتنوع طرق وأساليب التمويل مثل الصناديق الاستثمارية ومنصات التمويل الجماعي، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي في المملكة مقارنة بالدول المجاورة، مما يزيد من ثقة المستثمرين.