توجه عدد من الجنرالات السابقين في الجيش الإسرائيلي إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مطالبين بتغيير سياسته في سوريا، التي تستند إلى التنسيق مع روسيا، والانضمام إلى الموقف الأميركي.
وقال الجنرال احتياط إليعيزر (تشيني) ماروم، القائد السابق لسلاح البحرية الإسرائيلي والعضو السابق في هيئة رئاسة الأركان العامة، إن الموقف التقليدي الإسرائيلي تجاه الأوضاع مع سوريا لم يعد مجديًا. وأضاف، شارحًا طلبه: «إطلاق الصاروخ المضاد للطيران تجاه مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي، التي هاجمت أهدافًا في سوريا في بداية شهر سبتمبر (أيلول)، كانت رسالة واضحة لإسرائيل تفيد بأن الوضع لم يعد كما كان سابقًا، وكحال التنسيق الأميركي الروسي الذي انهار، يبدو أيضًا أن التنسيق الإسرائيلي الروسي لم يبق على حاله. أن الوضع الجديد في سوريا سيلزم الولايات المتحدة، من دون شك، بالرد وملاءمة نشاطاتها، وستضطر إسرائيل هي الأخرى إلى الاقتصاد بخطواتها، وانتهاج موقف حكيم على المدى الاستراتيجي».
وتابع مروم: «على مر الحروب التي دارت في العراق وسوريا، تشكّلت تحالفات جديدة وقديمة. أن عدوّ عدوي ليس بالضرورة صديقي. هذا واقع ألزم إسرائيل بالمناورة بحكمة بين مواطن القوة في المنطقة. وقد خلق النشاط الروسي الأخير تحالفين واضحين: التحالف الروسي الشيعي، الذي يشمل روسيا، بشار الأسد والعلويين، إيران و(حزب الله)، وفي المقابل التحالف الغربي السني، الذي يشمل الولايات المتحدة ودول الغرب، فصائل المعارضة السورية ودول عربية أخرى. أما موقع تركيا من هذه التحالفات فلا يزال غير واضح، وكذلك موضع الأكراد. وقد نجحت إسرائيل، حتى الآن، في البقاء خارج الحرب الدائرة في سوريا، وباتخاذ سياسة مكنتها من الحفاظ على المصلحة الإسرائيلية. ورغم الحضور الروسي، فقد تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من الحفاظ على حرية العمل، وقد هاجم (بحسب مصادر غربية) قوافل إمدادات بالأسلحة كانت متوجهة إلى «حزب الله». أما الأحداث التي حصلت مؤخرًا في سوريا، ومن ضمنها إطلاق الصاروخ المضاد للطيران ضد المقاتلة الإسرائيلية، وإدخال منظومة الـS - 300 وغيرها من الصواريخ المتطورة، فستؤدي إلى انكفاء نشاط الجيش على الجبهة الشمالية، وستلزم إسرائيل بإخراج قدرات إضافية من صندوق أدواتها، حين يتطلب منها الأمر العمل ضد أهداف في تلك الساحة. أن التحالفات الجديدة، التي يتم نسجها مؤخرًا، قد تُلزم إسرائيل، وللمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة، باتخاذ موقف وتوضيح بأنها تنتسب إلى التحالف الغربي. وخطوة كهذه ستحسّن العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنها ستجعل العلاقات مع روسيا سيئة، وينبغي علينا الاستعداد لهذا الأمر».
وفي السياق نفسه، نقل المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، على لسان جنرالات آخرين أن «وتيرة التصريحات المتسارعة التي تترافق بتطورات ليست قليلة في سوريا نفسها، تحتم على إسرائيل التعقب اليقظ لما يحدث. والكف عن النهج الحالي».
وأضاف: «من الواضح أن سيناريو المواجهة بين الطائرات الأميركية ومنظومة الدفاع الجوي الروسية والسورية في أجواء سوريا، والذي يعتبر غير واقعي حاليًا، ستكون له آثار ملموسة على إسرائيل أيضًا. وعلى الرغم من وقوف إسرائيل، رسميًا في المعسكر الأميركي، فإن حكومة نتنياهو اهتمت في السنة الأخيرة بتحسين وتوثيق علاقاتها مع موسكو، خاصة من أجل منع حوادث جوية غير مرغوب فيها مع الطائرات الروسية. وقبل نحو شهرين فشلت محاولة الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة روسية من دون طيار اجتازت الحدود في هضبة الجولان، كما يبدو نتيجة خطأ. وكانت هناك عدة تقارير، لم يتم تأكيدها، تحدثت عن قيام منظومة الدفاع السورية أو الروسية في سوريا بوضع الطائرات الحربية الإسرائيلية على الهدف خلال تحليقها في الأجواء السورية.
اللقاءات المتكررة بين رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس الروسي بوتين، لم تستقبل بتحمس من قبل واشنطن، لكن نتنياهو يعتبرها مركبا حيويا في الحفاظ على إسرائيل خارج المواجهات في سوريا. ورغم عدم رضا إسرائيل عن تعزز قوة نظام الأسد في الحرب الأهلية، بفضل المساعدات الروسية والإيرانية، إلا أنه من الواضح بأن من شأن التدخل الأميركي في روسيا أن يرفع درجات الحرارة في المنطقة؛ ويمكن لذلك التهام الأوراق على عدة حلبات هامشية، تتأثر مما يحدث في سوريا ومن التوتر بين القوتين العظميين. تعزيز منظومة الدفاع الجوي الروسي في سوريا قد يؤثر أيضًا في إسرائيل، من ناحية أخرى.
جنرالات إسرائيليون يطالبون نتنياهو بوقف التعاون مع روسيا في سوريا
قالوا إن التحالفات الجديدة قد تُلزم إسرائيل بتوضيح انتسابها إلى التحالف الغربي
جنرالات إسرائيليون يطالبون نتنياهو بوقف التعاون مع روسيا في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة