الرئيس التونسي يسعى لتشكيل حزب جديد لضمان التوازن السياسيhttps://aawsat.com/home/article/756731/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3%D9%8A-%D9%8A%D8%B3%D8%B9%D9%89-%D9%84%D8%AA%D8%B4%D9%83%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A
الرئيس التونسي يسعى لتشكيل حزب جديد لضمان التوازن السياسي
أكدت مصادر سياسية مطلعة أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي شارف على الانتهاء من سلسلة المشاورات التي يقودها بشأن تشكيل جبهة سياسية جديدة قادرة على ضمان التوازن السياسي مع حركة النهضة، في ظل تمادي الخلافات داخل حزب النداء الذي أسسه منتصف سنة 2012.
ومن المنتظر أن تكون هذه الجبهة السياسية على شكل حزب سياسي يحمل مبدئيا اسم «حزب الوحدة الوطنية»، وهو الذي سيعتمد عليه أنصار الباجي ومن منحوه أصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت سنة 2014 لخوض الانتخابات البلدية المزمع أجراؤها خلال السنة المقبلة، إضافة إلى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقررة دستوريا خلال سنة 2019.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن مشروع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي سيعتمد ثلاث مراحل؛ تتمثل المرحلة الأولى في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي يترأسها يوسف الشاهد وهو ما تم بالفعل.
أما المرحلة الثانية فهي تشمل إجراء سلسلة من المشاورات التي جمعت كثيرا من الوجوه السياسية سواء من الرموز السياسية السابقة أو من الرموز النقابية أو القيادات اليسارية. وتكون خلاصة هذه المشاورات التخلي نهائيا عن حزب النداء، وتشكيل «حزب الوحدة الوطنية» المعتمد على جبهة يسارية ونقابية، علاوة على شخصيات من مختلف التيارات السياسية.
وفي هذا الشأن، قال المحلل السياسي التونسي جمال العرفاوي إن الرئيس التونسي الذي فضل الحياد خلال كامل ردهات الانقسام بين قيادات حزب النداء، قد يجد فكرة إرساء حزب سياسي جديد أيسر وأفضل من التمادي في حل الخلافات التي باتت مزمنة بين القيادات السياسية المتناحرة داخل النداء. وأضاف العرفاوي أن هذا الحزب الجديد في حال تأسيسه سيعيد تشكيل المشهد السياسي وصياغة توازنات جديدة، من شأنها تعديل الأوضاع الحزبية في تونس وعدم ترك حركة النهضة تملأ الفراغ الذي تركه حزب النداء، على حد تعبيره.
على صعيد آخر، أكد أنيس بوغطاس محامي عماد الطرابلسي صهر الرئيس التونسي السابق في تصريح إعلامي، تقدمه بمطلب في المصالحة إلى هيئة الحقيقة والكرامة منذ شهر يناير (كانون الثاني) 2015. وأجرت معه هذه الهيئة الدستورية ثلاث جلسات استماع، إحداها بالسجن المدني بالمرناقية (غرب العاصمة التونسية). وقد عبر عن استعداده للاعتذار الصريح للتونسيين وكشف الحقيقة كاملة وقبوله جميع شروط المصالحة، بما في ذلك الظهور في برنامج تلفزيوني.
وتمكن عملية الدخول القانوني في إجراءات المصالحة من إيقاف التتبعات القضائية، خاصة في مجال الفساد المالي. ومن المنتظر أن تنطلق أولى جلسات التحكيم خلال الأسبوع المقبل بمقر هيئة الحقيقة والكرامة للبت في ملفات التحكيم التي تقدمت بها الدولة ضد صهر بن علي.
وكان سليم شيبوب صهر الرئيس التونسي الأسبق، قد أبرم اتفاقية تحكيم ومصالحة مع هيئة الحقيقة والكرامة واقترح تحويل أمواله المجمدة في سويسرا إلى خزينة الدولة التونسية. وقدرت قيمة الأموال التي تم الاتفاق على تحويلها من البنوك السويسرية إلى الخزينة العامة بنحو 11 مليون دينار تونسي (نحو 5 ملايين دولار أميركي).
دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمنhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5090864-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D9%83%D8%AB%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86
دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.
وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.
وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.
وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.
سوء التنظيم والتخطيط
وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.
ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.
وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.
وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.
من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.
واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.
إيقاف التمويل
نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».
ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.
كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».
ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.
ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.
وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).
وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.