برادلي.. أول مدرب أميركي في الدوري الإنجليزي.. ومهمة عسيرة لإنقاذ سوانزي

انضمامه قد يفتح آفاقًا جديدة أمام مواطنيه للتدريب في كبرى مسابقات الدوري الأوروبية

الشكوك تحيط بقدرة برادلي على إنقاذ سوانزي من السقوط - برادلي تولى تدريب منتخب مصر في ظروف عصيبة - تولي برادلي تدريب لوهافر الفرنسي قبل انضمامه لسوانزي («الشرق الأوسط») - برادلي ما زال يعتقد أن إقالته من تدريب المنتخب الأميركي كان ظلمًا (أ.ب)
الشكوك تحيط بقدرة برادلي على إنقاذ سوانزي من السقوط - برادلي تولى تدريب منتخب مصر في ظروف عصيبة - تولي برادلي تدريب لوهافر الفرنسي قبل انضمامه لسوانزي («الشرق الأوسط») - برادلي ما زال يعتقد أن إقالته من تدريب المنتخب الأميركي كان ظلمًا (أ.ب)
TT

برادلي.. أول مدرب أميركي في الدوري الإنجليزي.. ومهمة عسيرة لإنقاذ سوانزي

الشكوك تحيط بقدرة برادلي على إنقاذ سوانزي من السقوط - برادلي تولى تدريب منتخب مصر في ظروف عصيبة - تولي برادلي تدريب لوهافر الفرنسي قبل انضمامه لسوانزي («الشرق الأوسط») - برادلي ما زال يعتقد أن إقالته من تدريب المنتخب الأميركي كان ظلمًا (أ.ب)
الشكوك تحيط بقدرة برادلي على إنقاذ سوانزي من السقوط - برادلي تولى تدريب منتخب مصر في ظروف عصيبة - تولي برادلي تدريب لوهافر الفرنسي قبل انضمامه لسوانزي («الشرق الأوسط») - برادلي ما زال يعتقد أن إقالته من تدريب المنتخب الأميركي كان ظلمًا (أ.ب)

أصبح بوب برادلي (58 عامًا) أول أميركي يتولى التدريب في إطار الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد تمكن من بناء مسيرته الكروية على فكرة رفض ما هو تقليدي وشائع. ويتمتع برادلي بالفعل بسجل يدعو إلى الفخر، مع توليه من قبل مسؤولية تدريب المنتخبين الأميركي والمصري، ونادي ستابيك النرويجي وفريق لو هافر المشارك في دوري الدرجة الثانية الفرنسي. بوجه عام، يعشق برادلي كل ما هو غير مألوف ويشعر بالتألق لدى خوضه، ويعد هذا تحديدًا ما أكسبه السمعة الرفيعة التي يتمتع بها.
خلال مسيرته، نجح برادلي في النأي عن التيار الرئيس السائد، لكنه يحظى الآن أخيرًا بفرصته للدخول إلى معترك الكبار في عالم كرة القدم - وهي فرصة كان يتطلع إليها منذ فترة. جدير بالذكر أن برادلي تحسر علنًا بالفعل منذ فترة طويلة على ما اعتبره شبكة المصالح والعلاقات المسيطرة على مشهد التدريب في الدوري الممتاز، وقال خلال مقابلة أجريت معه العام الماضي: «الأمر كله يعتمد على شبكة العلاقات. هناك بعض المدربين أصحاب مستوى جيد للغاية، لكن هناك أيضًا آخرين ليسوا على المستوى ذاته، ومع ذلك مستمرون في نيل مناصب وفرص».
الآن، نال برادلي فرصة جيدة بتوليه تدريب فريق سوانزي سيتي. في الواقع، اعتاد سوانزي سيتي اختيار أسماء مثيرة للانتباه لنيل منصب المدرب، ومن أبرز الأمثلة على ذلك اختيار مايكل لاودروب وفرانشيسكو غيدولين الذي خلفه برادلي، إلا أنه في ظل تعرض سوانزي سيتي لظروف أقرب إلى الأزمة، قرر مالكاه الأميركيان جيسون ليفين وستيف كابلان أن برادلي الرجل المناسب للمهمة، فهو مدير أزمات قبل أي شيء.
وبالنظر لكل ما جابهه في مصر، ربما لا يرى برادلي في كل ما يمر به سوانزي سيتي سوى مجرد «زوبعة في فنجان». جدير بالذكر أن برادلي جرى تعيينه مدربًا للمنتخب المصري خلال الفترة التالية مباشرة لأحداث «الربيع العربي» والأحداث التي عصفت بالقاهرة. وخلال عمله، نجح برادلي في كسب إشادات كثيرين للأسلوب الذي نجح من خلاله في توحيد صفوف بلد انقسم على نفسه، ليتحول إلى رمز للأمل على نحو يتجاوز الحدود الضيقة لدوره كمدرب كرة قدم. ويبدو سجله في مصر أكثر إبهارًا لدى النظر إلى أن الدوري الممتاز المصري كان معطلاً وقت وجوده على رأس المنتخب، في أعقاب أعمال الشغب التي اشتعلت في استاد بورسعيد عام 2012. وخلال قيادته المنتخب، أخفق في التأهل لبطولة كأس العالم فقط في المباراة الفاصلة أمام غانا وأنجز فترة عمله بمصر بنسبة فوز بلغت 67 في المائة.
من هناك، انتقل برادلي لتدريب ستابيك النرويجي، الذي كان في ذلك الوقت قد نال لتوه الصعود إلى دوري الدرجة الأولى النرويجي. ورحل برادلي عن النادي بعد موسمين، بعد أن تمكن من قيادة الفريق الذي لا يتسع ملعبه لأكثر من سبعة آلاف متفرج إلى بطولة الدوري الأوروبي. وكانت فرنسا المحطة التالية في مشواره، حين تولى مسؤولية تدريب فريق لو هافر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد أن سعى خلفه المليونير الأميركي الداعم للنادي المشارك بدوري الدرجة الثانية الفرنسي، فنسنت فولب. ويدحض كل ما سبق الخرافة التي يروج لها البعض من ضعف مستوى المدربين الأميركيين بالخارج.
مع النادي الفرنسي لو هافر، خسر برادلي بصعوبة التأهل لدوري الدرجة الأولى، لكن في حقيقة الأمر بدا أن برادلي قبل هذه الوظيفة فقط لحين الحصول على فرصة أكبر وأفضل. وهنا، ظهر سوانزي سيتي باعتباره الفرصة الأكبر والأفضل. ويمثل سوانزي سيتي الفرصة التي لطالما سعى وراءها برادلي منذ بداية مسيرته بمجال التدريب، لكن تحمل هذه الفرصة معها في الوقت ذاته ضغوطًا كبيرة كي ينجز المدرب الأميركي المأمول منه. وفي ظل حصول سوانزي سيتي على أربع نقاط فقط من المباريات السبع الأولى له في الدوري الممتاز، تبدو مهمة تجنب الهبوط عسيرة للغاية.
من ناحية أخرى، أثار قرار تعيين برادلي ردود أفعال سلبية ببعض الدوائر. وبغض النظر عما إذا كانت ردود الفعل السلبية تلك تعكس مشاعر تحامل غير منطقية، تظل الحقيقة أن خبر تعيين أول مدرب أميركي بالدوري الممتاز أثار ردود فعل متشككة من جانب عدد ليس بالقليل. من جهته، علق اللاعب الدولي الأميركي السابق أليكسي لالاس على ردود الفعل تجاه الاستعانة ببرادلي، مشيرا إلى كيف أن لاعبي كرة القدم والمدربين الأميركيين عليهم حمل ثقيل من هذا النوع وعليهم التعامل مع عبء النماذج النمطية المرتبطة بهم، وقال: «يدرك اللاعبون الأميركيون جيدًا أن الأداء بإمكانه تأكيد أو تغيير الفكرة السائدة، وإغلاق أو فتح الأبواب أمامهم».
في الواقع، ثمة أهمية أكبر مرتبطة باختبار برادلي مدربًا لسوانزي سيتي، ذلك أنه بجانب ديفيد واغنر، مدرب هدرسفيلد تاون الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والألمانية والرجل الذي ارتبط اسمه بتولي منصب المدرب الخالي في أستون فيلا، فإن هناك شعورًا عامًا بأن المدربين الأميركيين يقفون على أعتاب انفراجة كبرى وشيكة. ومثلما قال لالاس، فإن نجاح برادلي مع سوانزي سيتي قد يفتح الأبواب، مثلما أن فشله قد يغلقها.
من جانبه، قال كيسي كيلر حارس المرمى الشهير إن بوب برادلي مدرب سوانزي سيتي قد يفتح آفاقًا جديدة أمام الأميركيين للتدريب في كبرى مسابقات الدوري الأوروبية. وفي خطوة فاجأت البعض جعل سوانزي المتعثر في الدوري المحلي من برادلي أول مدرب أميركي في دوري الأضواء الإنجليزي بعدما فض النادي شراكته مع المدرب الإيطالي فرانشيسكو غودولين. وبات الآن مصير سوانزي وسمعة برادلي على المحك، ولكن كيلر الحارس السابق للمنتخب الأميركي يرى أن الشراكة الجديدة فرصة كبيرة لإظهار مدى تطور هذه الرياضة في الولايات المتحدة.
وشق كيلر الطريق أمام حراس المرمى الأميركيين على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي عندما انتقل إلى ليستر سيتي قادما من ميلوول في تسعينات القرن الماضي. وأضاف كيلر - الذي فاز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة مع ليستر إضافة للعبه لصالح توتنهام هوتسبير - «إذا لم أحقق النجاح، فهل كانت الفرصة ستسنح أمام براد فريدل؟ هل كانت ستسنح أمام تيم هاوارد؟ أحيانًا يتطلب الأمر شخصا واحدا لمنح الآخرين الفرصة. وقال: «عندما تكون قادمًا من دولة ليس لها باع طويل في الرياضة قد يفتح نجاحك الباب أمام آخرين، وأعتقد أنه إذا نجح بوب كمدرب في إنجلترا فأعتقد أن ذلك سيحدث».
ولم يكن كيلر يتحلى بخبرة كبيرة عندما انضم إلى ميلوول من بورلاند تيمرز في 1992 عندما كان في 22 من عمره، ولكن الوضع مختلف بالنسبة لبرادلي. تولى برادلي قيادة المنتخب الأميركي خمس سنوات حل فيها الفريق وصيفا لبطل كأس القارات 2009 بعدما تجرع على يديه منتخب إسبانيا أول هزيمة في 36 مباراة. كما تصدر المنتخب الأميركي تحت قيادته مجموعة تضم إنجلترا في كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا. واكتسب بعدها برادلي خبرة أوروبية في دوري الدرجة الأولى النرويجي مع ستابايك واقترب مع لو هافر من الصعود إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي كما تولى تدريب المنتخب المصري. واقترب سوانزي من منطقة الهبوط مما يجعل التحدي الذي يواجهه برادلي أكبر مما واجهه في السابق.
وقال كيلر، الذي لعب أيضًا لصالح بروسيا مونشنغلادباخ وفولهام، إن برادلي ليس هاويًا. وأضاف كيلر البالغ عمره 46 عامًا، الذي يعمل حاليا معلقًا تلفزيونيًا: «بوب طموح للغاية وأوضح طوال سنوات أنه يريد البقاء في أوروبا»، سنحت له كثير من الفرص للعودة إلى الدوري الأميركي، ولكنه أراد البقاء في أوروبا ومحاولة إثبات نفسه في المحافل الكبرى وهذا أمر رائع. وتابع: «أتفهم لما كان الأمر مفاجأة بالنسبة للبعض، لأنه لم يلعب في إنجلترا من قبل ولم يكن كثير من الأشخاص في إنجلترا يعرفون الكثير عن بوب برادلي»، وأردف: «ولكن لا يمكن لكل الأندية التعاقد مع (جوزيه) مورينهو!»، وقال: «ولكنه درس اللعبة وبالطبع أقنع الأشخاص المعنيين بأنه الرجل المناسب لتولي المهمة».
وبالطبع، تبقى التساؤلات المطروحة حول كفاءة برادلي منطقية إلى حد كبير، خصوصًا أن برادلي لا يتمتع بسابق خبرة في العمل بالدوري الإنجليزي الممتاز، ويرتبط الجزء الأكبر من خلفيته بكرة القدم الأميركية، ذلك أنه عمل مع أندية شيكاغو فاير ومتروستارز وتشيفاس، قبل اختياره لتدريب المنتخب الأميركي. ويصر كثيرون على أن طرده من هذا المنصب بعدما قاد الولايات المتحدة حتى دور الـ16 من بطولة كأس العالم لعام 2010 كان قاسيًا وغير مستحق، لكن الحقيقة تظل أن الجزء الأكبر من نجاحه تحقق مع أندية صغيرة في مسابقات دوري صغيرة. وعليه، فإن لجماهير سوانزي سيتي كل الحق في التريث قبل الموافقة عليه.
إلا أنه في الوقت ذاته ينبغي الحكم على برادلي، والد مايكل، القائد الحالي للمنتخب الأميركي، بناءً على ما حققه وكيف حققه، وليس مع من حققه. وقد ناشد برادلي على مدار فترة طويلة أندية الدوري الممتاز للنظر إلى مدى ملاءمة مدرب ما، وليس سمعته. ومع سوانزي سيتي، عثر على ضالته المنشودة أخيرًا.
من جانبه، قلل برادلي من أهمية كونه أول «أميركي» يدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأصر على أن حظوظ النادي الويلزي في المسابقة أهم من إنجازاته الشخصية. وقال المدرب البالغ عمره 58 عامًا: «لست أول من يفعل ذلك، فأنا لست مدربًا أميركيًا، بل أنا مدرب كرة قدم. لا يوجد أي شخص في سوانزي مهتم بكوني أميركيًا. إنهم يهتمون بكرة القدم ولهذا أنا هنا»، وسيسعى برادلي لرفع الروح المعنوية للاعبي الفريق الويلزي القابع في المركز 17 في ترتيب المسابقة بعد سبع مباريات. وأضاف: «نحن فريق يعاني من سوء الحظ قليلا ويفتقد للثقة. في بعض الأحيان عندما تعاندك النتائج وتفتقد الثقة تتفلت بعض الأمور من بين يديك. والآن ربما هناك لحظات يجب خلالها أن تتحلى بقليل من الثقة».
وأضاف المدرب السابق لمنتخب مصر أن إعادة التواصل مع الجماهير، التي أعرب بعض منها عن عدم رضاه بعد إقالة غودولين، تأتي على قمة أولوياته. وقال المدرب الأميركي: «هذا أول شيء. بالنسبة لنادٍ لديه أي فرصة ليكون ناجحًا يجب أن يكون هناك تواصل مع جماهيرك ومجتمعك وهذا ما يجب أن يحدث. أكن كل الاحترام لفرانشيسكو وسأفعل كل شيء لاكتسب احترامهم (الجماهير). لكن يجب أن أكون واضحا بشأن شيء واحد.. وبغض النظر عن هو اسمك فإن عليك أن تكتسب الاحترام عندما تدرب في بطولة دوري».
وقال: «نحن فريق عانى قليلا من سوء الحظ وفقدنا جزءًا من ثقتنا. أحيانًا، عندما تكون النتيجة ضدك وتفقد الثقة، فإنك تفقد بعض الأشياء البسيطة. والآن، قد توجد لحظات يجب أن تكتسب منها الثقة». وأضاف: «في بداية تعارفي بالمجموعة قلت لهم: أنتم تعرفون كيف تلعبون كرة القدم، لقد رأيتكم. ولكننا الآن نحتاج للحصول على جزء من الثقة، وأن نستعيد مستوانا مجددًا». وقال برادلي إنه يتوقع أن يضيف تعيينه بالفريق عددا من الجماهير الأميركية للفريق الويلزي، الذي يحتل المركز الرابع من القاع في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال برادلي، الذي ترك منصبه كمدير فني لفريق لوهافر الفرنسي لتدريب سوانزي، إنه متحمس لهذا التحدي. وقال: «أعرف أنني في فريق يتمتع بروح عالية، لديه شغف حقيقي وجماهير حقيقية. وهذا أمر استثنائي بالنسبة لي، بالإضافة لكوني في الدوري الإنجليزي حيث يمكنك الحصول على المنافسة في أعلى مستوياتها».
وقال برادلي أيضًا إن إقالته من تدريب المنتخب الأميركي كانت «خطأ»، وأضاف أيضًا أن المنتخب الإنجليزي يحتاج إلى مدرب وطني، وسط تقارير إعلامية بريطانية رشحت الألماني يورغن كلينسمان مدرب أميركا الحالي لتدريب المنتخب الإنجليزي. وقال: «لا يمكنني تفهم ما تم معي (إقالته من تدريب أميركا) أعتقد أنهم ارتكبوا خطأ، أعتقد أنه في بعض الأحيان يكون من المنطقي أن يتولى مدرب مسؤولية منتخب بلد آخر. لكن بالنسبة لإنجلترا يجب أن يكون المدرب من الداخل».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».