حقن هرمون النمو.. أهدافها ومخاطرها

تحافظ على شكل الجسم الطبيعي عند استخدامها بإشراف طبي

حقن هرمون النمو.. أهدافها ومخاطرها
TT
20

حقن هرمون النمو.. أهدافها ومخاطرها

حقن هرمون النمو.. أهدافها ومخاطرها

على الرغم من أن علاج قصر القامة وضعف النمو بشكل ملحوظ عن طريق الحقن يعتبر من الأمور المتعارف عليها طبيا منذ وقت بعيد، كما يعتبر أيضًا عرضا مشهورا عند كثيرا من أفراد الجمهور، فإن هناك جدلاً كبيرًا حول أخطارها في الوقت الحالي، بعد أن أصبح استخدام الحقن محل نقاش، وذلك على الرغم من أنه لا توجد دراسات قاطعة بهذه الخطورة.

هرمون النمو

من المعروف أن الهرمونات تلعب دورا حيويا وبالغ الأهمية في التحكم في عمل كثير من الأجهزة الرئيسية في الجسم ووظائفها. ويؤدي حدوث خلل في إفراز أي هرمون سواء بالزيادة أو بالنقصان إلى مشكلات صحية مختلفة تبعًا لعمل كل هرمون. ومن أهم هذه الهرمونات هرمون النمو Growth Hormone والذي يوضح اسمه وظيفته. ويتم إفرازه من الغدة النخامية pituitary gland الموجودة في المخ ومن الطبيعي أن تزيد أهمية هذا الهرمون في فترة الطفولة وفى حالة نقصه لا بد من إعطاء الهرمون في حقن، لكي يحافظ على النمو الطبيعي في جرعات محددة لتعويض النقص.
ويعمل هرمون النمو على زيادة طول الطفل بالمعدل الطبيعي لعمره عن طريق نمو العظام والعضلات. ومعدل الهرمون يمكن أن يتغير على مدار اليوم كما تلعب التمرينات الرياضية دورا في زيادة إفراز الهرمون بشكل طبيعي وأيضًا النوم الكافي. وأي تغيير في معدل الإفراز مهما كان بسيطا فإنه يؤثر على الجسم ونموه.
ويقود النقص الحاد في هرمون النمو إلى قصر القامة ويمكن أن يصيب الطفل بالتقزم dwarfism حيث يتوقف النمو العضوي للجسم عند حد معين على الرغم من النمو العقلي والإدراكي. وفى الأغلب ينشأ النقص من خلل في الغدة النخامية المسؤولة عن إفرازه حيث يولد الطفل بشكل طبيعي، ويكون طوله في وقت الولادة مساويًا لأقرانه، وتظهر علامات نقصان الهرمون في عمر الثانية أو الثالثة.

حقن الهرمون

وتصمم حقن هرمون النمو HGH injections لتقوم بعمل الهرمون الطبيعي. وعلى حسب الحالة فإن جرعات العلاج تختلف اختلافًا كبيرًا، فبعض الحالات تحتاج للحقن مرة واحدة في الأسبوع وبعضها مرتين والبعض الآخر يمكن أن يتناول الحقن بشكل يومي. ويمكن للأب والأم إعطاء الحقن للطفل ويتم تناولها لمدة عدة أعوام.
وتجب المتابعة مع الطبيب بشكل دوري للوقوف على الحالة وتقييمها. ويجب أيضًا عمل فحوصات دورية للكولسترول والغلوكوز وقياس كثافة العظام لمعرفة إذا كان يجب أن تزيد الجرعات أو تقل أو يتوقف العلاج تماما.
وهناك عدة عوامل تتحكم في الجرعات مثل العمر والصحة العامة للطفل ومدى تأثره بنقص الهرمون ومدى احتماله للعلاج وظهور أعراض جانبية من عدمه.
كلما بدأ العلاج بالحقن مبكرا، كانت النتائج أفضل، وكان النمو أقرب ما يكون للطبيعي.
وفي الأغلب يكون النمو ما يقرب من العشرة سنتيمترات في السنوات الثلاثة الأولى للعلاج - وفى العامين التاليين يمكن أن يزيد الطول بما يقرب من 8 سنتيمترات كاملة.
وبعض الأطفال يجب ألا يتناولوا هذه الحقن لتأثيرها الصحي، مثل الأطفال الذين يعانون من الأورام المختلفة أو الحساسية الصدرية الشديدة أو الذين يعانون من جروح عميقة متعددة حتى يتم شفاء هذه الجروح، وبالنسبة للأطفال مرضى البول السكري يجب أن يتناولوا هذه الحقن بحرص شديد نظرا لتأثير هرمون النمو على الإنسولين سواء بالنقص أو بالزيادة مما يؤدي إلى خلل لمريض السكري.
وكذلك فإن نقص هرمون النمو يؤدي إلى زيادة الكولسترول بالدم، كما أن هناك عاملاً يجب ألا يتم إغفاله في تناول هذه الحقن، وهو العامل المادي، إذ إن تكلفة العلاج بهذه الحقن مرتفعة الثمن جدا.

ضبط الجرعات

يجب أثناء تناول الحقن مراعاة عدم زيادة الجرعة، إذ إنه خلافا لتخيل الآباء فإن الإكثار من تناول هذه الحقن ليس دائما بالأمر الجيد، أو يزيد من تحسن الحالة الصحية. ويمكن أن يؤدي إلى ما يمكن تعريفه بأنه إفراط في النمو أو العملقة gigantism (نظرا لأن منظر الطفل يشبه في هذه الحالة شخصًا عملاقًا) وهى حالة يصبح فيها الطول أكثر بكثير من الأقران، ويحدث نمو مبالغ فيه للعظام بحيث يصبح شكل الطفل أشبه بالبالغين.
وأيضًا من ضمن الأعراض الجانبية لهذه الحقن إصابة الغدة النخامية بالكسل، إذ إن الجسم يحصل على احتياجه بالكامل من الهرمون عن طريق الحقن، مما يجعل توقف العلاج مسألة صعبة للغاية خوفا من حدوث انتكاسة، لذلك يجب أن يتم العلاج تحت إشراف طبي دقيق لطبيب متخصص.
يجب ألا يلجأ المراهقون الراغبون في الحصول على عضلات مفتولة إلى تناول حقن هرمون النمو على اعتبار أنها أكثر أمانا من بقية المنشطات المصنعة anabolic steroid نظرا لأن الجسم يكون هرمون النمو بشكل طبيعي، بينما هذه المنشطات مصنعة. والحقيقة أن الأوساط الطبية الأميركية نصحت بعدم استخدام الحقن إلا للغرض العلاجي لتزايد حالات السرطانات للمراهقين الذين اعتادوا تناول هرمون النمو، خصوصًا أن هناك بعض الدراسات ربطت بين تناول الحقن وسرطان البروستاتا (هذه الدراسات لا تُعتبر مؤكدة ويجب أن يتم تعميمها بشكل كبير ولكن فقط تثير بعض القلق). وفي النهاية يجب أن يزيد الوعي الطبي بضرورة علاج مثل هذه الحالات في مراكز متخصصة وليس مجرد طبيب الأطفال العادي.

• استشاري طب الأطفال



ما أسباب ارتفاع معدلات الخرف وكيف نقلل مخاطر الإصابة به؟

ما أسباب ارتفاع معدلات الخرف وكيف نقلل مخاطر الإصابة به؟
TT
20

ما أسباب ارتفاع معدلات الخرف وكيف نقلل مخاطر الإصابة به؟

ما أسباب ارتفاع معدلات الخرف وكيف نقلل مخاطر الإصابة به؟

تستمر حالات الخرف في الارتفاع بالولايات المتحدة؛ حيث يواجه الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً خطراً بنسبة 42 في المائة للإصابة بهذه الحالة في حياتهم.

ووفق تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز»، توقعت دراسة حديثة أجراها معهد «جونز هوبكنز» ظهور نصف مليون حالة إصابة بالخرف في عام 2025، ومليون حالة إصابة سنوياً بحلول عام 2060.

ويقول دكتور جويل ساليناس، اختصاصي علم الأعصاب السلوكي الأستاذ المشارك في كلية جروسمان للطب بجامعة نيويورك، إن هذا لا يعني أن الناس عاجزون عن الحد من مخاطر إصابتهم بالخرف.

ويضيف: «العمر بالفعل عامل الخطر الأكبر؛ فبعد سن الخامسة والستين، يبدأ خطر الإصابة بالمرض في الازدياد. وبحلول الثمانينات، يصبح هذا الخطر واحداً من كل ثلاثة، وبعد سن 85 تبدأ النسبة في الارتفاع أكثر؛ إلى ما يقرب من واحد من اثنين».

ويتابع: «وباء (كورونا) ربما لعب دوراً أيضاً. لا يزال هذا الأمر غير مفهوم، لكن يبدو أن (كورونا) أثر أيضاً على الأوعية الدموية في الجسم والدماغ. لذا فإن الأشخاص الذين لديهم بالفعل قابلية للإصابة بالخرف قد يكون لديهم تسارع في ظهور المرض أو ظهور أعراض مبكرة له».

وأظهرت الأبحاث أيضاً أن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتدهور الإدراكي. وقال ساليناس: «نعلم أن الأفراد الذين ليس لديهم قدر كبير من التفاعل الاجتماعي معرضون لخطر أكبر».

السلوكيات التي تقلل المخاطر

توصَّلت دراسة رئيسية نُشِرت، العام الماضي، في مجلة «لانسيت» الطبية إلى أن ما يقرب من نصف حالات الخرف يمكن الوقاية منها من خلال تعديل نمط الحياة.

وقال ساليناس إن هناك العديد من العوامل المختلفة التي يجب معالجتها، وتأتي التغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية على رأس القائمة.

ويشير ساليناس إلى أن معالجة فقدان السمع باستخدام سماعة الأذن يمكن أن تساعد أيضاً في إبقاء الخرف تحت السيطرة، كما يمكن أن يساعد البقاء منخرطاً اجتماعياً في ذلك.

ويضيف أن الإقلاع عن التدخين والحد من تناول الكحول يمكن أن يعزِّزا الوقاية أيضاً، كما هو الحال بالنسبة للحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد.

ويقول ساليناس إن الدخول في مرحلة محددة من النوم تسمى «الموجة البطيئة» أو «المرحلة الثالثة» يساعد على التخلص من تراكم البروتينات السامة في الدماغ.

ويتابع: «إذا كان شخص ما يعاني من مشكلات في النوم، فإننا نرسله لرؤية اختصاصي النوم لإجراء الاختبارات المناسبة... انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو اضطراب نوم شائع، يؤثر على ضغط الدم وأمراض القلب وصحة الدماغ، وهو أمر قابل للعلاج».

الكشف المبكر هو المفتاح

واستشهد ساليناس بدراسات أظهرت أن 92 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من ضعف الإدراك الخفيف لا يتم تشخيصهم. وقال: «هذا هو الوقت الذي نريد فيه حقاً التدخل. ولكن في معظم الأحيان، يتم تشخيص الأشخاص عندما تكون الحالة متوسطة إلى شديدة».

ورغم أنه قد يكون من الصعب التمييز بين التأثيرات المنتظمة للشيخوخة والعلامات المبكرة للخرف، فقد أشار ساليناس إلى بعض العوامل الرئيسية التي تميز بينهما.

وأضاف: «نواجه صعوبات أكبر في الذاكرة والتفكير مع تقدُّمنا في العمر، ولكن ينبغي ألا يصل الأمر إلى الحد الذي يتعارض مع أدائنا اليومي».

وقال إنه من الطبيعي أن نواجه «مواقف مفاجئة» من حين لآخر، مثل نسيان مفاتيحنا، أو نسيان اسم أحد المشاهير، أو الدخول إلى غرفة وعدم تذكر سبب دخولنا.

«ولكن إذا لاحظت أن هذا يحدث بشكل متكرر أكثر بمرور الوقت ويزداد الأمر سوءاً، فقد يشير ذلك إلى وجود أمر عصبي وليس مجرد شيخوخة طبيعية أو نموذجية».

وللمساعدة في ضمان التشخيص والتدخل المبكر، يوصي ساليناس بالتحدث مع مقدم الرعاية الصحية بمجرد ملاحظة الأعراض غير النمطية.