الأخضر المونديالي يزلزل الكبرياء الأسترالي

انتزع نقطة الصدارة وحافظ على سجله الآسيوي خاليًا من الخسائر في الطريق نحو «روسيا 2018»

الجاسم لحظة تسجيله هدف المنتخب السعودي الأول في مرمى أستراليا (تصوير: محمد المانع)
الجاسم لحظة تسجيله هدف المنتخب السعودي الأول في مرمى أستراليا (تصوير: محمد المانع)
TT

الأخضر المونديالي يزلزل الكبرياء الأسترالي

الجاسم لحظة تسجيله هدف المنتخب السعودي الأول في مرمى أستراليا (تصوير: محمد المانع)
الجاسم لحظة تسجيله هدف المنتخب السعودي الأول في مرمى أستراليا (تصوير: محمد المانع)

حافظ المنتخب السعودي على سجله خاليا من الخسائر في تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال روسيا 2018، بتعادله المثير مع ضيفه الأسترالي 2-2، في المواجهة التي جمعتهما على ملعب الجوهرة المشعة بجدة في حضور قرابة 60 ألف مشجع، وتقاسم صدارة المجموعة الثانية من جديد مع المنتخب الأسترالي برصيد 7 نقاط لكل منهما.
وكان الأخضر، الذي يقوده المدرب الهولندي مارفيك، سجل بداية نارية في المواجهة، وفاجأ الأستراليين «أبطال آسيا» بهدف تكتيكي مثير من قدم تيسير الجاسم (د.5) بعد تبادل متقن للكرة بين نواف العابد ويحيى الشهري، ومن ثم الجاسم الذي وجد نفسه في مواجهة الحارس الأسترالي مباشرة ويسدد الكرة قوية في الشباك.
واستمر الأداء السعودي بشكل تصاعدي طيلة الـ15 دقيقة الأولى، وكان الثلاثي نواف العابد ويحيى الشهري وسلمان الفرج بمثابة مصدر ثقل كبير في وسط الميدان بسبب النزعة الهجومية التي يمتلكونها، لكن الضيوف بدأوا فرض سيطرتهم على مجريات اللعب وسط تراجع أخضر ملحوظ، خصوصا في الناحية الهجومية وبوجود رأس حربة وحيد «نايف هزازي».
وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط سجل الأستراليون هدف التعادل من رأسية ترينت ساينسبري، الذي حول كرة برأسه دون أي مضايقة حقيقة من لاعبي الدفاع السعودي.
وفي الشوط الثاني، بدأ الأخضر في سعي حثيث لتحقيق الفوز في المواجهة وسط تماسك أسترالي في الخطوط الخلفية، واستمر الهجوم السلبي دون جدوى، ما حدا بالمدرب الهولندي فان مارفيك إلى الزج بالثنائي فهد المولد وناصر الشمراني لتعزيز الجانب الهجومي للأخضر.
ورغم ذلك فإن سوء الطالع لازم لاعبي الأخضر أمام المرمى الأصفر، فاستعاد الأستراليون شيئا من الثقة، وأضافوا هدفا ثانيا عن طريق يوريتش (د.70) بعد تحويله كرة عكسية نحو الشباك دون أي مضايقة.
وخسر الأخضر خدمات لاعبه المدافع عمر هوساوي في منتصف هذا الشوط تقريبا بسبب الإصابة.
ورفض الأخضر الخروج بهذه النتيجة من أمام جماهيره، وكثف هجومه على المرمى الأسترالي وفي الدقيقة الـ79 أعاد العابد كرة ذكية إلى زميله القادم من الخلف حسن معاذ، الذي سدد الكرة قوية حوّلها الشمراني المتواجد داخل منطقة الجزاء نحو الشباك لتشتعل المدرجات الخضراء من جديد.
ومع ذروة الحماس، كاد الأخضر أن يضيف هدفه الثالث عن طريق البديل فهد المولد، الذي تلقى تمريرة الفرج ووجد نفسه في مواجهة الحارس الأسترالي مباشرة وسدد الكرة قوية، لكن الحاسر تصدى لها وأكملها المدافع إلى خارج الملعب.

وفي المجموعة نفسها، قاد المهاجمان علي مبخوت وأحمد خليل منتخب الإمارات إلى الفوز على ضيفه التايلاندي 3 - 1.
وسجل مبخوت (14 و47) وخليل (90+3) للإمارات، وتانا تشانابوت (65) لتايلاند.
ورفعت الإمارات رصيدها إلى 6 نقاط بعد أن كانت تغلبت على مضيفتها اليابان 2 - 1 في الجولة الأولى وخسرت أمام ضيفتها أستراليا صفر - 1 في الثانية.
ولقيت تايلاند في المقابل خسارتها الثالثة بعد أن سقطت أمام السعودية صفر - 1 واليابان صفر - 2.
ولم يكن فوز الإمارات سهلا، فبعدما تقدم أصحاب الأرض بهدفين نظيفين، ضغطت تايلاند وقلصت الفارق وكادت تدرك التعادل من أكثر من فرصة خطرة، قبل أن يسجل البديل أحمد خليل الهدف الثالث.
واضطر مهدي علي، مدرب منتخب الإمارات، إلى إجراء أربعة تغييرات عن التشكيلة التي خاضت المباراة الأخيرة مع أستراليا في الجولة الثانية لأسباب مختلفة، حيث دفع بماجد ناصر في حراسة المرمى بديلا لخالد عيسى المصاب، وسالم صالح مكان أحمد خليل الذي بقي على مقاعد الاحتياط حتى الدقائق الأخيرة بعدما تعرض لإصابة بسيطة في التدريبات الأخيرة.
أما إشراك محمد فوزي في مركز الظهير الأيمن وطارق أحمد في الوسط مكان عبد العزيز هيكل وعامر عبد الرحمن على التوالي فجاء لأسباب فنية.
وعلى عكس المتوقع، فإن تايلاند هي من صنعت الخطورة أولا حين أرسل ثاوبكان عرضية أبعدها مدافع الإمارات مهند العنزي إلى ركنية قبل أن تصل إلى المندفع مونغكول (10).
وسرعان ما انتزعت الإمارات المبادرة وافتتحت التسجيل بعد تمريرة جميلة من عمر عبد الرحمن إلى محمد فوزي الذي أرسل كرة من الجهة اليمنى خدعت حارس مرمى تايلاند كاوين ثامساتشانان فاصطدمت به ثم وصلت إلى علي مبخوت الذي لم يجد صعوبة في إيداعها الشباك (14).
وكانت الإمارات قريبة من تسجيل الهدف الثاني، إلا أن رأسية مبخوت الذي تلقى عرضية من عبد العزيز صنقور أصابت العارضة وارتدت إلى سالم صالح، الذي فشل في التعامل معها بشكل صحيح (29).
وعززت الإمارات تقدمها بهدف ثان بعد تمريرة ساحرة أخرى من عمر عبد الرحمن وضع على إثرها مبخوت في مواجهة مرمى تايلاند ليسدد في الشباك مسجلا هدفه الشخصي الثاني في المباراة والسادس له في التصفيات (47).
وأشرك مهدي علي لاعب الوسط حبيب الفردان بديلا للمهاجم سالم صالح؛ للحفاظ على النتيجة (64)، في المقابل شارك تانا تشانابوت في صفوف تايلاند، ومن أول لمسة له تلقى كرة بينية وسددها بعيدا عن متناول حارس مرمى أصحاب الأرض مسجلا هدف تقليص الفارق (65).
وهو الهدف الأول لتايلاند في الدور الحاسم بعدما صامت عن ذلك في مباراتي السعودية واليابان.
وشارك أحمد خليل بديلا لإسماعيل الحمادي (74)، وسجل نانا تشانابوت هدفا ألغاه الحكم بداعي التسلل إثر متابعته كرة ثاوبكان التي أصابت القائم (83).
وسجل أحمد خليل الهدف الثالث الذي أراح أعصاب أصحاب الأرض بعدما استغل علي مبخوت كرة مرتدة ليمررها إلى عمر عبد الرحمن ومنه إلى خليل؛ فسددها في الزاوية اليمنى للحارس في الوقت الضائع.
وفي مباراة أخرى، ضمن المجموعة نفسها أحرز البديل هوتارو ياماجوتشي هدفا في الوقت المحتسب بدل الضائع ليقتنص فوزا مثيرا لليابان 2 - 1 على العراق.
وجاء هدف ياماجوتشي من تسديدة قوية من حافة منطقة الجزاء في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع بعد متابعة ركلة حرة.
وبدأت اليابان التصفيات بشكل سيئ بالخسارة 2 - 1 على أرضها أمام الإمارات الشهر الماضي قبل أن تتفوق على تايلاند ثم العراق.
وأصبح رصيد اليابان ست نقاط من ثلاث مباريات، بينما بقي منتخب العراق دون رصيد من النقاط بعد الخسارة الثالثة على التوالي، وتقلصت آماله في التأهل.
وتقدمت اليابان، بطلة آسيا، أربع مرات بهدف في الدقيقة الـ26 بعدما أنهى جينكي هاراجوتشي هجمة مرتدة بكعب قدمه في الشباك بعد تمريرة عرضية من هيروشي كيوتاكي بعد انطلاقة رائعة من الناحية اليمنى لكيسوكي هوندا.
وتسبب العراق في متاعب لليابان من الركلات الثابتة، وجاء هدف التعادل بضربة رأس من سعد ناطق بعد ركلة حرة من أحمد ياسين.
واعترض راضي شنيشل، مدرب، العراق بشدة على طاقم التحكيم عقب نهاية اللقاء، وقال لموقع «الاتحاد الآسيوي»: أعتقد أننا لعبنا بطريقة جيدة ومتوازنة، لا يمكن لأي فريق أن يلعب بالمستوى ذاته طوال 90 دقيقة، ونحن لم نتمكن من استغلال الفرص التي سنحت لنا.
وقال الاتحاد العراقي في حسابه على «تويتر» عقب المباراة «اتحاد الكرة يقدم احتجاجا سريعا وشديد اللهجة ضد حكم مباراتنا أمام اليابان والظلم التحكيمي الذي مورس ضد منتخبنا الوطني».
ونشر الاتحاد العراقي على صفحته في «فيسبوك» صورة تشير إلى أنه كان من المفترض أن يحتسب الحكم تسللا ضد اليابان قبل الهدف الأول.
وبقي العراق دون رصيد من النقاط عقب التعرض للخسارة الثالثة على التوالي، بينما أصبح رصيد اليابان ست نقاط من ثلاث مباريات.
من جهته، استعاد المنتخب الكوري الجنوبي لكرة القدم توازنه وعمّق جراح ضيفه القطري عندما تغلب عليه 3 - 2 في سواون.
وسجل سونغ - يوينغ كي (11) ودونغ وون جي (56) وهيونغ - مين سون (58) أهداف كوريا الجنوبية، وحسن الهيدوس (16 من ركلة جزاء) وسيباستيان سوريا (45) هدفي قطر.
ولعبت كوريا الجنوبية بعشرة لاعبين منذ الدقيقة الـ66 إثر طرد جيونغ - هو هونغ لتلقيه الإنذار الثاني.
وهو الفوز الثاني لكوريا الجنوبية في التصفيات والأول بعد سقوطه في فخ التعادل أمام سوريا في الجولة الثانية، فرفعت رصيدها إلى 7 نقاط.
في المقابل، منيت قطر بخسارتها الثالثة على التوالي وتضاءلت حظوظها في المنافسة على البطاقتين المباشرتين إلى النهائيات، حيث بقي رصيدها خاليا من النقاط في المركز الأخير.
وبكرت كوريا الجنوبية بالتسجيل عبر قائدها لاعب وسط سوانسي سيتي الويلزي الذي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، بتسديدة ضعيفة خدعت الحارس سعد الشيب (11).
وردت قطر بعد 5 دقائق من ركلة جزاء انبرى لها قائدها الهيدوس بنجاح إثر عرقلة سوريا داخل المنطقة من طرف هونغ، وتلقى الإنذار الأول في المباراة.
ونجحت قطر في حسم الشوط الأول في صالحها بهدف لسوريا من مسافة قريبة إثر تلقيه كرة عرضية من داخل المنطقة من رودريغو تاباتا (45).
لكن كوريا الجنوبية سجلت هدفين سريعين في دقيقتين مطلع الشوط الثاني؛ لتقلب الطاولة على ضيوفها، فأدرك مهاجم أوغسبورغ الألماني ونغ وون جي التعادل بضربة رأسية من مسافة قريبة إثر تمريرة عرضية لشين ووك كيم (56)، ثم منح مهاجم توتنهام الإنجليزي سون التقدم لمنتخب بلاده بتسديدة من داخل المنطقة أسكنها الزاوية اليسرى البعيدة للحارس القطري إثر تمريرة من كي (58).
وتلقت كوريا الجنوبية ضربة موجعة إثر طرد هونغ في الدقيقة الـ66، بيد أن المنتخب القطري لم يستغل الموقف وعجز عن إدراك التعادل على الأقل ليتلقى الخسارة الثالثة على التوالي.
وخاضت قطر مباراتها الأولى بقيادة مدربها الجديد الأوروغوياني خورخي فوساتي، الذي حل مكان مواطنه دانيال كارينو المقال من منصبه بعد خسارة الجولتين الأوليين.
وأضاف المدرب الألماني لموقع «الاتحاد الآسيوي»: «ذهنيا كنا أقوى من قبل، وعندما تأخرنا بالنتيجة واصل اللاعبون الضغط، وبين الشوطين أخبرت اللاعبين بأننا يجب أن نلعب بشكل جيد». وتابع: «كان الوضع صعبا في آخر 21 دقيقة نتيجة لعبنا بعشرة لاعبين، ولكن اللاعبين كانوا أقوياء ذهنيا. لا يوجد مباريات سهلة في هذه المرحلة من تصفيات كأس العالم، ويجب أن نتذكر ذلك».
من جهتها، عادت سوريا بنقاط ثمينة من الصين (1 - صفر) وحققت فوزها الأول ضمن الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية.
وسجل محمود المواس (54) هدف الفوز.
ورفعت سوريا رصيدها إلى 4 نقاط من 3 مباريات، بعد خسارتها أمام أوزبكستان صفر - 1 وتعادلها مع كوريا الجنوبية صفر - صفر في أول جولتين.
ولم يشهد الشوط الأول الكثير من الفرص أمام المرمى، حيث كانت أبرز المحاولات لصالح الصين عبر ضربة حرة مباشرة نفذها جانغ جيزي، مرت خطيرة قرب مرمى الحارس السوري إبراهيم عالمة.
ومن كرة طويلة من منتصف الملعب، استغل المواس خروجا خاطئا من الحارس تشاو غو فلكز الكرة من أمامه على حافة المنطقة، وانفرد مسجلا هدف الفوز في المرمى الخالي (54).
وكادت سوريا تسجل هدفا ثانيا، عندما انطلق المواس على الجهة اليمنى بمجهود فردي رائع، واخترق المنطقة عاكسا كرة مقشرة إلى البديل عمر خريبين، بيد أنه سدد برعونة من مسافة قريبة فوق العارضة (73).
وقال المواس بعد الفوز: «كانت مباراة صعبة جدا، لقد تفوقنا على الصين بالمرتدات».
وألحقت إيران الخسارة الأولى بمضيفتها أوزبكستان 1 - صفر، في طشقند وسجل جلال حسيني برأسه (27) هدف الفوز على استاد بونيودكور.
ورفعت إيران رصيدها إلى 7 نقاط من 3 مباريات، بالتساوي مع كوريا الجنوبية.
وغاب عن أوزبكستان قائدها أوديل أحمدوف بسبب الإصابة، في حين شهدت تشكيلة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش تغييرات عدة في خطي الوسط والهجوم. وكادت إيران تفتتح التسجيل مبكرا من تسديدة لرضا غوتشان نجاد في الدقائق الأولى مرت فوق المرمى.
وارتقى جلال حسيني لتمريرة مسعود شجاعي العرضية من ركلة حرة في الجهة اليمنى، حوّلها رأسية بعيدا عن متناول الحارس ألكساندر لوبانوف (27).
وتفاقمت معاناة أصحاب الأرض بعدما تعرض القائد المخضرم سيرفر دجيباروف، أفضل لاعب في آسيا سابقا، لإصابة اضطرت المدرب صامويل بابايان إلى استبداله قبل نهاية الشوط الأول.
وبحثت أوزبكستان في الشوط الثاني عن هدف التعادل، بيد أن إيران حافظت على تقدمها وألحقت بها الخسارة الأولى في الدور الحاسم.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».