محللون: برامج الأحزاب المغربية تكاد تتشابه وتتسم بالواقعية

نسبة المشاركة أبرز رهانات 7 أكتوبر

جانب من الحملات الانتخابية التي تشهدها مدن المغرب («الشرق الأوسط»)
جانب من الحملات الانتخابية التي تشهدها مدن المغرب («الشرق الأوسط»)
TT

محللون: برامج الأحزاب المغربية تكاد تتشابه وتتسم بالواقعية

جانب من الحملات الانتخابية التي تشهدها مدن المغرب («الشرق الأوسط»)
جانب من الحملات الانتخابية التي تشهدها مدن المغرب («الشرق الأوسط»)

اعتبر محللون أن البرامج التي تقدمت بها الأحزاب المغربية استعدادا للانتخابات التشريعية التي ستجري يوم غد اتسمت بالواقعية على العموم، بيد أنهم استبعدوا أن يكون لها وقع كبير في التأثير على الناخبين.
وقال الباحث يوسف بلال لـ«الشرق الأوسط» إن الناخبين المغاربة لا يصوتون بناء على البرامج، وإنما على العلاقات، ويضيف موضحا أن «ما ينظر إليه الناخب المغربي أساسا هو الدور الذي لعبه الحزب في السنوات الأخيرة على المستوى المحلي، والأداء التواصلي لقيادته، أكثر مما يهتم بالبرامج». ويرى بلال أن سبب هذا السلوك يرجع، من جهة، إلى الثقافة السياسية السائدة في المغرب، ومن جهة ثانية إلى إدراك الناخبين من خلال التجربة بأن القرارات الكبرى لا تخضع للنقاشات الحزبية.
ويرى بلال أن القوانين الانتخابية المعتمدة في المغرب لا تسمح لأي حزب بالتوفر على غالبية مريحة داخل البرلمان، تمكنه من ممارسة الحكم بشكل مطلق، وبالتالي من تطبيق برنامجه الانتخابي. فتشكيل الحكومة سيتطلب من الحزب الأول التحالف مع عدة أحزاب أخرى لضمان الغالبية في البرلمان، وسيكون عليه تقديم تنازلات واعتماد برنامج توافقي يرضي جميع الحلفاء لتدبير الحكومة. وأضاف بلال قائلا: «عندنا في المغرب جزء كبير من القرارات لا تخضع للانتخابات ولا للبرامج الانتخابية. ومساهمة الأحزاب ستظل ضئيلة خاصة في المجال الاقتصادي، حيث يشرف الملك شخصيا على المخططات التنموية والمشاريع الكبرى، الشيء الذي يضمن استمراريتها. غير أن هذا لا يلغي الدور الحكومي، والكيفية التي ستقود بها الحكومة بعض الإصلاحات الصعبة، كالضرائب ومكافحة الفساد وإصلاح التقاعد ونظام دعم الأسعار مثلا». ويرى بلال أن العنصر الأساسي في هذا المجال، ليس البرنامج الانتخابي، وإنما شخصية الزعماء وتوفر الإرادة السياسية لديهم من أجل القيام بهذه الإصلاحات، مشيرا إلى أن كثيرا من الحكومات السابقة كانت تضع في برامجها إصلاح نظام دعم الأسعار وصندوق التقاعد ضمن أولوياتها، غير أنها لم تتوفر لديها الإرادة السياسية لمعالجة هذه الإشكالات، حتى جاءت حكومة عبد الإله ابن كيران.
وعن تقييمه للبرامج المعروضة يقول بلال: «صحيح أن هناك تقاطبا أو صراعا آيديولوجيا على مستوى الأفكار أو القيم بين أبرز الأحزاب المتنافسة، لكن على مستوى البرامج لا يوجد فرق كبير فيما بينها. فالتشخيص مشترك بين جميع الأحزاب، والحلول المقترحة أيضا بينها تشابه كبير». ويضيف بلال أن «البرامج المقدمة في الانتخابات الحالية تبدو أكثر واقعية، لكنها ما زالت ضعيفة على مستوى الخبرة والمستوى الفني نظرا لافتقاد الأحزاب إلى تجارب حكومية متتالية».
وحول نسبة المشاركة التي تشكل أحد أكبر رهانات هذه الانتخابات، يقول بلال: «لا أعتقد أنها ستعرف تغييرا كبيرا مقارنة مع الانتخابات الماضية في سنة 2011، والتي كانت رهاناتها بالنسبة للناخبين أكبر من الانتخابات الحالية باعتبارها سنة إقرار الدستور الجديد».
وعرفت انتخابات2011 نسبة مشاركة أعلى من الانتخابات السابقة، إذ بلغت 45 في المائة مقابل 37 في المائة في الانتخابات التشريعية لسنة 2007. وللتذكير فإن نسبة المشاركة في التصويت على دستور 2011 بلغت 70 في المائة.
من جانبه، يرى الباحث ميلود بلقاضي أن نسبة المشاركة قد تتراجع خلال الانتخابات الحالية، مشيرا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي ستلعب دورا سلبيا في التحفيز على المشاركة «كونها لا تنشر سوى الفضائح» على حد قوله، وأضاف قائلا: «الناخبون موزعون بين فئة تأتي لصناديق الاقتراع عن قناعة نظرا لارتباطات حزبية، وفئة تأتي من أجل المال، وهذه الظاهرة لا تزال موجودة للأسف، وفئة ثالثة اختارت العزوف وعدم المشاركة».
وحول تقييمه للحملة الانتخابية ومدى تأثيرها على الناخبين، قال بلقاضي: «للأسف ليست لدينا معاهد أو مراكز بحث متخصصة في إنجاز الدراسات حول هذه القضايا. لكن ما نلاحظه أن الحملة الانتخابية عندنا لا تزال تقليدية في عصر المعرفة والمعلومات». وأشار بلقاضي إلى أن أبرز ما ميز الحملات الانتخابية الحالية تراجع التجمعات الجماهيرية الكبرى، واتسامها بالفتور وافتقادها للجاذبية.
أما فيما يخص البرامج المعروضة، فيقول بلقاضي إن «أهم ملاحظة على هذه البرامج افتقادها للمرجعية الآيديولوجية، بحيث يصعب أن تفرق بين برنامج حزب يساري أو شيوعي أو ليبرالي أو إسلامي أو محافظ. فكل البرامج أصبحت تصاغ عبر معطيات وأرقام تغيب فيها الآيديولوجية، ولا تعكس التعددية السياسية، فكلها متشابهة رغم أن لدينا 32 حزبا».
غير أن بلقاضي يسجل أن هناك جديدا في برامج الأحزاب، هو كونها أكثر واقعية، وقال: «الأحزاب فهمت أن الخطاب يجب أن يكون مبنيا على الواقعية والمصداقية». ويعود بلقاضي إلى إشكالية قدرة الأحزاب على تطبيق برامجها، مشيرا إلى صعوبة الحصول على غالبية مريحة في البرلمان بسبب نمط الاقتراع. وأضاف: «حاليا تم تخفيض العتبة (الحد الأدنى من الأصوات اللازم الحصول عليها للمشاركة في توزيع المقاعد) من 6 في المائة في الانتخابات الماضية إلى 3 في المائة في الانتخابات الحالية. في ظل هذه الشروط سيتطلب تحقيق الغالبية التوفر على مائتي صوت من بين 395 التي يتكون منها مجلس النواب، أي تتحالف 7 أو 8 أحزاب. وهذا يعني أن وضع رئيس الحكومة المقبل سيكون أصعب من وضع ابن كيران في الحكومة الحالية التي تتكون من 4 أحزاب، إذ سينشغل بالحفاظ على توازنات تحالفه وتدبير أزمته الداخلية أكثر مما سينشغل بتطبيق برنامجه الحكومي». وأضاف بلقاضي أن مهمة تشكيل الحكومة المقبلة ستكون صعبة، مشيرا إلى أن الأحزاب الثلاثة الكبرى سيكون من الصعب أن تتعايش معا داخل الحكومة نفسها، وبالتالي سيكون على الحزب الذي سيتولى مهمة تشكيل الحكومة أن يتحالف مع عدد كبير من الأحزاب الصغرى. وتوقع أن تتشكل الغالبية البرلمانية المساندة للحكومة من زهاء 20 حزبا وأن تتشكل الحكومة من 7 إلى 8 أحزاب على الأقل.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.