وزير الداخلية المغربي: مائة شكوى تتعلق بخروقات الحملة الانتخابية

ابن كيران يعقد اليوم آخر مهرجان خطابي بمعقله في مدينة سلا

رئيس الحكومة المغربية عبدالإله ابن كيران في إحدى حملاته الانتخابية (الشرق الأوسط)
رئيس الحكومة المغربية عبدالإله ابن كيران في إحدى حملاته الانتخابية (الشرق الأوسط)
TT

وزير الداخلية المغربي: مائة شكوى تتعلق بخروقات الحملة الانتخابية

رئيس الحكومة المغربية عبدالإله ابن كيران في إحدى حملاته الانتخابية (الشرق الأوسط)
رئيس الحكومة المغربية عبدالإله ابن كيران في إحدى حملاته الانتخابية (الشرق الأوسط)

كشف محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي، عن أن عدد الشكاوى التي وصلت إليها النيابة العامة والإدارات المحلية بشأن خروقات حملة الانتخابات التشريعية التي ستجري غدا الجمعة، لا تتعدى مائة شكوى سجلت خلال العشرة أيام الأولى للحملة، مقابل 500 شكوى خلال الفترة نفسها من انتخابات 2011. و1240 شكوى خلال الانتخابات البلدية والجهوية التي جرت في الرابع من سبتمبر (أيلول) 2015.
وأوضح حصاد، في تصريح للصحافة، عقب لقاء عقدته، مساء أول من أمس، اللجنة الحكومية لتتبع الانتخابات مع ممثلي الأحزاب السياسية، أن الحملة الانتخابية «تمر في ظروف عادية جدا».
وجرى اللقاء بطلب من الأمناء العامين لعدد من الأحزاب السياسية، وترأسه محمد حصاد وزير الداخلية، ومصطفى الرميد وزير العدل والحريات، المشرفان على الانتخابات.
وأضاف حصاد أن عدد المظاهرات المنظمة بمناسبة الانتخابات التشريعية الحالية ارتفع بنسبة 50 في المائة، مقارنة بانتخابات سنة 2011، وتضاعف أربع مرات مقارنة مع انتخابات سنة 2007. كما أشار وزير الداخلية المغربي إلى أن هذه الأرقام تبرز أن هناك «تحسنا كبيرا جدا» في سير العملية الانتخابات، مؤكدا أن المغرب يتقدم مع كل موعد انتخابي نحو مناخ «أكثر إيجابية»، ودعا حصاد الناخبين إلى المشاركة بكثافة في اقتراع السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مشددا على أن «من سيربح هو الوطن».
وكشفت اللجنة الحكومية لتتبع الانتخابات عن أن عدد المهرجانات واللقاءات التواصلية التي قامت بها الأحزاب ومرشحوها خلال العشرة أيام الأولى للحملة الانتخابية بلغ نحو 9100 لقاء، استقطبت ما يقارب 540 ألفا من المشاركين، وهو ما يمثل ضعف العدد المسجل خلال الاقتراع التشريعي لسنة 2011.
وفيما يخص الادعاءات المتعلقة بارتكاب خروقات من طرف رجال وأعوان السلطة، أوضح وزير الداخلية أنه لم يثبت حتى الآن ارتكاب أي خرق للقانون من طرف المعنيين بالأمر، مذكرا بهذا الخصوص بالتدابير الاحترازية التي بادرت الوزارة إلى اتخاذها في هذا الشأن.
وقدم وزير العدل والحريات مصطفي الرميد توضيحات بخصوص الشكاوى المقدمة إلى النيابات العامة بمناسبة الحملة الانتخابية، وأفاد بأن العدد الإجمالي للشكاوى المذكورة بلغ 77 شكوى، جرى حفظ 51 شكوى منها ومواصلة البحث في 20 شكوى، وتحريك المتابعة في شأن 6 شكاوى.
من جانبه، كشف عزيز بن عزوز، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، بعد اللقاء عن أن ممثلي الأحزاب السياسية تطرقوا خلال الاجتماع إلى الخلاف الذي كان قد ظهر بين الوزيرين حصاد والرميد، في إشارة إلى البيان الذي كان قد نشره الرميد قبل انطلاق حملة الانتخابات على صفحته الرسمية على «فيسبوك»، يؤكد فيه أنه لا يستشار في التحضير للانتخابات، وأنه غير مسؤول عما قد يقع فيها من تجاوز أو نكوص. وأوضح بن عزوز أن الوزيرين أكدا طي صفحة الخلاف، وأنهما يعملان معا في انسجام.
وقال بن عزوز أيضا إن النقاش الذي جرى مع اللجنة الحكومية أظهر أن هناك «تتبعا جديا من طرف النيابة العامة والسلطات الترابية للشكاوى التي تتوصل بها»، وأن هذه الشكاوى «لا ترقى إلى مستوى التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية».
من جهته، عبر عبد الحق العربي، المدير العام لحزب العدالة والتنمية، عن ارتياح حزبه لهذا الاجتماع، معربا عن أمله في أن يتم تجاوز بعض الإشكالات التي سجلت في الأيام الماضية، وأن يمر يوم الاقتراع «بشكل شفاف ونزيه».
وواصل مرشحو الأحزاب السياسية، أمس، عقد مهرجاناتهم الخطابية ولقاءاتهم مع الناخبين، ومن المقرر أن يلتقي اليوم الخميس عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية سكان مدينة سلا التي ترشح فيها من خلال مهرجان خطابي كبير، لينهي بذلك حملته الانتخابية التي جاب خلالها مدنا عدة، وحث ابن كيران، أمس، الناخبين خلال المهرجان الخطابي الذي عقده بقرية بامحمد في إقليم تاونات (شمال البلاد) إلى التصويت، وقال: «صوتوا لأن مستقبل الحكومة الذي هو جزء من مستقبل البلاد أنتم من سيتخذ فيه القرار، وهذه هي الفرصة الوحيدة في خمس سنوات إذا ضيعتموها أنتم من سيؤدي الثمن؟»، وخاطب أنصاره قائلا: «ستسمعون الشائعات، فلا تصدقوها، أنا اليوم لست جديدا عليكم. أنا أُسير منذ خمس سنوات، وأكيد عرفتموني ورأيتم تسييري وحرصي على مصلحتكم».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.