«حلب الشرقية» محاصرة وجائعة.. بحسب معايير الأمم المتحدة

تقارير دولية تحدثت عن رغبة نصف سكانها بالرحيل

«حلب الشرقية» محاصرة وجائعة.. بحسب معايير الأمم المتحدة
TT

«حلب الشرقية» محاصرة وجائعة.. بحسب معايير الأمم المتحدة

«حلب الشرقية» محاصرة وجائعة.. بحسب معايير الأمم المتحدة

أعلن ناطق باسم الأمم المتحدة، أمس، أن الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في مدينة حلب السورية صنفت في فئة «منطقة محاصرة» من قبل المنظمة الدولية، بعد عدة أشهر من تعرضها لهجمات تشنها القوات الحكومية، وعدم التمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إليها. وقال ينس لاركي، الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدة الإنسانية، إن أحياء شرق حلب أصبحت تتوافر فيها الآن المعايير الثلاثة لمنطقة محاصرة: تطويق عسكري، وعدم وصول مساعدات إنسانية، وحرمان المدنيين من حرية التنقل، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
وهناك حاليا 18 منطقة محاصرة في سوريا، بحسب الأمم المتحدة. وحلت أحياء حلب الشرقية محل داريا على اللائحة، بعدما أمكن إجلاء السكان من هذه المدينة بموجب اتفاق بين النظام وفصائل معارضة. وبحسب الأمم المتحدة، هناك نحو 275 ألف شخص يقيمون في أحياء حلب الشرقية المحاصرة.
كما قالت الأمم المتحدة إن نصف السوريين المحاصرين في شرق حلب، المقدر عددهم بنحو 275 ألفا، يرغبون في الرحيل مع قرب نفاد الموارد الغذائية، واضطرار السكان لحرق البلاستيك للحصول على وقود.
وأضافت المنظمة الدولية أن أسعار الأغذية ترتفع مع قلة المعروض منها، وأن تقارير واردة أشارت إلى أن الأمهات بدأن في ربط بطونهن، وشرب كميات كبيرة من المياه لتقليل شعورهن بالجوع، وجعل الأولوية لإطعام أطفالهن.
وفي تقرير جديد عن الوضع في حلب، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن «تقييما أجري في شرق حلب توصل إلى أن 50 في المائة من السكان عبروا عن رغبتهم في الرحيل، إذا أمكن لهم ذلك».
ولم يذكر التقرير كم عدد الذين يصرون على البقاء في حلب من النصف الآخر من السكان. وقد وزع عمال المساعدات في شرق حلب حصصا غذائية على 13945 طفلا دون السادسة، لكن يوجد نقص في غاز الطهي.
وذكر المكتب أن «التقارير صارت شائعة عن مدنيين ينقبون في حطام المباني المنهارة بحثا عن أي مادة قابلة للاشتعال لاستخدامها في إعداد الطعام».
وأضاف التقرير الذي نقلته «رويترز» أن «الوقود سيء الجودة، المصنوع من مواد بلاستيكية قابلة للاشتعال، متاح لكن بكميات محدودة».
وبحسب التقرير وصل سعر لتر السولار إلى 1300 ليرة سورية (25.2 دولار أميركي)، في حين بلغ سعر لتر البنزين 7 آلاف ليرة (7.13 دولار أميركي).
وأشار التقرير كذلك إلى المشكلات النفسية التي يعاني منها السكان، مضيفا أنه «علاوة على ذلك، زاد الجدال بين الأزواج، حيث تلوم كثير من الزوجات أزواجهن على اختيار البقاء، في حين أنه كان في الإمكان مغادرة المدينة». وقال التقرير إن المدنيين يقطعون مسافة تصل إلى كيلومترين لجلب المياه من آبار، وإن وضع المياه في المدينة ينذر «بقلق بالغ»، مضيفا أن «السلطات المحلية المسؤولة عن محطة مياه سليمان الحلبي قطعت الكهرباء عنها للحيلولة دون تضررها بشدة في حال استهدافها مباشرة».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».