غارات النظام تحصد 19 مدنيًا بينهم أطفال في شمال سوريا

الكرملين يأسف لزجّ روسيا ورئيسها في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية

غارات النظام تحصد 19 مدنيًا بينهم أطفال في شمال سوريا
TT

غارات النظام تحصد 19 مدنيًا بينهم أطفال في شمال سوريا

غارات النظام تحصد 19 مدنيًا بينهم أطفال في شمال سوريا

قال الكرملين، اليوم (الاربعاء)، إنّه يشعر بالاسف لأنّ روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين أصبحا جزءًا لا يتجزأ على حد تعبيره من حملة انتخابات الرئاسة الاميركية، وإنّه ضاق ذرعا باظهار موسكو دائما في صورة سلبية.
وجاءت التصريحات بعدما قال المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب قبل يوم، إنّ روسيا خرقت اتفاقا مع الولايات المتحدة بشأن وقف لاطلاق النار في سوريا وإنّ بوتين لا يحترم الزعماء الاميركيين.
وأفاد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحافي عبر الهاتف "نود بالطبع أن يرد ذكر بلدنا بصورة ايجابية فحسب؛ لكننا نأسف لأن الورقة الروسية وذكر رئيسنا أصبحا عمليا جزءًا لا يتجزأ من حملة الانتخابات الاميركية".
وبعد تحليل الصور التي التقطتها الاقمار الصناعية لهجوم على قافلة مساعدات في سوريا الشهر الماضي، أفاد خبير في الامم المتحدة اليوم، بأنّ التحليل يُظهر أنّه كان ضربة جوية.
وقتل نحو 20 شخصًا في الهجوم الذي وقع قرب حلب على قافلة للامم المتحدة والهلال الاحمر السوري.
وقالت الولايات المتحدة إنّ الهجوم نفذه الطيران الروسي فيما تنفي موسكو ذلك.
من جانبه، نوّه لارس بروملي المستشار بمعهد الامم المتحدة للتدريب والبحث في تصريحات صحافية في جنيف "من خلال تحليلنا وجدنا أنها كانت ضربة جوية وأعتقد أن عدة مصادر أخرى قالت ذلك أيضا".
وأعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يوم الجمعة، أنه سيشكل لجنة داخلية تابعة للمنظمة الدولية للتحقيق في الهجوم، ودعا جميع الاطراف للتعاون الكامل.
على الساحة الميدانية، قتل 19 مدنيا على الاقل بينهم ثلاثة اطفال وعشرات الجرحى اليوم، جراء غارات استهدفت قرية تحت سيطرة تنظيم "داعش" في شمال سوريا، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، "قتل 19 مدنيا على الاقل بينهم ثلاثة اطفال جراء غارات على قرية ثلثانة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في ريف حلب الشرقي"، حيث تشن فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا منذ أسابيع، هجوما ضد المتطرفين.
ويشن الجيش التركي والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضربات جوية في المنطقة، لكن المرصد أشار إلى أنّه لم يتضح أي طائرات نفذت الضربات.
ويهدف التدخل العسكري التركي لتطهير الجانب السوري من الحدود التركية من مسلحي تنظيم "داعش" وطرد المتطرفين من بلدة الباب التي تقع على بعد 16 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من القرية.
وتعمل تركيا -التي تحارب تمردًا كرديا على أراضيها- مع مقاتلي معارضة يدعمهم الغرب في العملية، أملا في وقف توسع وحدات حماية الشعب الكردية في مناطق من سوريا كانت تحت سيطرة التنظيم المتطرف.
وتشنّ قوات النظام السوري المدعومة من سلاح الجو الروسي، حملة منفصلة ضد التنظيم المتشدد في سوريا.
في السياق ذاته، أعلن الجيش التركي اليوم، أنّه اشتبك مع مقاتلي تنظيم "داعش" عبر الحدود في سوريا، ما أسفر عن مقتل جندي و23 متطرفا، فيما تصعد أنقرة حملتها لطرد مقاتلي التنظيم من المنطقة. وأضاف أن ثلاثة جنود أصيبوا في الاشتباك الذي وقع قرب بلدة الزيارة خلال الـ24 ساعة الماضية في اطار عملية "درع الفرات" التي تشنها أنقرة.
وأثار تدخل تركيا في سوريا مخاوف من مزيد من التصعيد في الصراع الذي يتخذ بعدا إقليميا على نحو متزايد. لكن أنقرة تقول إنّ جهودها لتطهير حدودها من متشددي تنظيم "داعش" مشروعة بموجب القانون الدولي باعتبارها دفاعا عن النفس بعد هجمات صاروخية وقصف تعرضت له مدن تركية حدودية على مدار أشهر.
وذكر الجيش في بيان أن اثنين من المقاتلين السوريين الذين تدعمهم تركيا قتلا في اشتباكات أخرى مع التنظيم في منطقة الحدود. وأضاف أن مقاتلين مدعومين من أنقرة سيطروا على نحو 980 كيلومترا مربعا من المنطقة منذ بدأت عملية درع الفرات في 24 أغسطس (آب).



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم