الجامعة العربية تدعو لوقف نار فوري.. وإجبار الأطراف على المفاوضات

دانت بشدة الأعمال الوحشية للنظام السوري ضد المدنيين العزل

الجامعة العربية تدعو لوقف نار فوري.. وإجبار الأطراف على المفاوضات
TT

الجامعة العربية تدعو لوقف نار فوري.. وإجبار الأطراف على المفاوضات

الجامعة العربية تدعو لوقف نار فوري.. وإجبار الأطراف على المفاوضات

أعرب مجلس جامعة الدول العربية، أمس، عن استيائه وإدانته الشديدة للأعمال الوحشية والجرائم التي يرتكبها النظام السوري في حق المدنيين العزل، والتدمير الممنهج لكل مقومات الحياة في المناطق الآهلة بالسكان، مؤكدا أنها تشكل خرقا صارخا للمعاهدات الدولية الخاصة بحماية المدنيين في القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، كما أنها تؤكد بشكل جلي تخلي هذا النظام عن أبسط واجباته في حماية المدنيين والمواطنين العزل.
وكان مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، قد انعقد أمس، بناء على طلب من دولة الكويت برئاسة تونس، ولأول مرة يتفق الجميع، على أمرين، هما وقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية والدعوة لحل سياسي جاد ينهي الأزمة.
وأكد المجلس، في بيان أصدره في ختام اجتماعه غير العادي على مستوى المندوبين الدائمين حول تدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة حلب السورية، على موقفه الثابت من أن الحل الوحيد الممكن للأزمة السورية يتمثل في الحل السياسي من خلال عملية سياسية جامعة تلبي تطلعات الشعب السوري، وفقا لما نص عليه البيان الختامي لمؤتمر «جنيف-1».
وعبر المجلس عن القلق البالغ والانشغال العميق لتدهور الأوضاع الإنسانية في حلب والمدن السورية الأخرى. وناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية الوقف الفوري والعاجل لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.
وأعرب أيضا عن إدانته للجرائم الإرهابية البشعة التي تقترفها التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و«جبهة النصرة» المرتبطين بـ«القاعدة» والنظام السوري في مختلف المناطق السورية، وحشد الدعم الدولي لمكافحة الإرهاب. واعتبر المجلس أن هذه الجرائم التي يرتكبها النظام السوري والتنظيمات الإرهابية ترتقي إلى جرائم الحرب وتحتم ضرورة تقديم مرتكبيها إلى العدالة الناجزة. وحمل مجلس جامعة الدول العربية في بيانه الذي صدر في ختام أعماله، مجلس الأمن وفي مقدمته الدول الدائمة العضوية وخاصة المنخرطة منها في الأزمة السورية، المسؤولية الكاملة إزاء وقف هذه المأساة الإنسانية التي ترتكب على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي وتشكل وصمة عار في جبين مرتكبيها المشاركين في تنفيذ فصولها المقيتة.
ودعا مجلس الأمن إلى التحرك السريع لاتخاذ الإجراءات لتثبيت وقف إطلاق النار وجميع الأعمال العدائية وتفعيل آليات إيصال المساعدات الإنسانية، إلى المدنيين المحاصرين ودعوة جميع الأطراف إلى تأمين ممرات آمنة وبشكل عاجل للبدء في تسليم المساعدات الإنسانية والإجلاء الطبي تحت مسؤوليات المنظمات الإنسانية وحدها ودون شروط مسبقة.
وناشد المجلس الدول المانحة بسرعة الوفاء بالالتزامات التي أعلنت عنها في المؤتمرات الإنسانية التي انعقدت بالكويت ومؤتمر لندن لدعم الوضع الإنساني في سوريا وما يتعلق منها بتوفير الدعم الإنساني اللازم للدول العربية المجاورة لها، وغيرها من الدول العربية المضيفة للاجئين والنازحين السوريين، وذلك لمساندتها في تحمل الأعباء الملقاة على عاتقها في مجال توفير مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية.
ودعا المجلس المجموعة العربية في نيويورك في حالة فشل مجلس الأمن في الاضطلاع بمهامه إلى التوجه لطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحت عنوان «الاتحاد من أجل السلام»، لتدارس الأوضاع الإنسانية الخطيرة في حلب وباقي المناطق السورية وإقرار التدابير المطلوبة لوقف إطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي لحل الأزمة السورية.
وأكد على ضرورة العمل على توفير الأجواء الملائمة لاستئناف المفاوضات في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة والهادفة إلى تشكيل هيئة انتقالية ذات صلاحية كاملة وفقا لما نص عليه بيان «جنيف-1» وقرارا مجلس الأمن من أجل إيجاد حل سريع للأزمة السورية، وبما يلبي تطلعات الشعب السوري بكافة فئاته وأطيافه في الحرية والعدالة والمساواة في ظل نظام ديمقراطي يختاره الشعب السوري بإرادته الحرة.
وأكد المجلس على الدور الأساسي والمحوري الذي يجب أن تضطلع به جامعة الدول العربية في حل الأزمة السورية والأزمات العربية الأخرى. واتفق المجلس على تنظيم اجتماعات تشاورية دورية على مستوى المندوبين الدائمين. وقرر المجلس أن يبقى في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف وتطورات الأوضاع في سوريا.
وسجل وفد لبنان تحفظه على الموافقة على ذكر النظام، تماشيا مع سياسة النأي بلبنان عن الأزمة السورية، وأيد وفد لبنان البيان بشقه الإنساني، مؤكدا تضامنه مع الشعب السوري، ومثمنا المبادرة الكويتية للدعم الإنساني. وعكست مذبحة حلب سخونة المواقف العربية المؤيدة لإطلاق مفاوضات الحل السياسي في سوريا واتفق الجميع على أن الحل العسكري يلحق أضرارا بالغة الخطورة بالشعب السوري، فيما قال السفير أحمد قطان سفير خادم الحرمين في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة، إن المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث في سوريا، من قبل النظام وحلفائه. وشدد أبو الغيط على أن الأزمة السورية تظل أزمة عربية تقع تبعاتها على دول المنطقة وشعوبها، وليس مقبولا أن يتم ترحيل الأزمة برمتها إلى الأطراف الدولية التي ظهر أنها عاجزةٌ عن الاتفاق أو التوصل إلى تسوية يمكن فرضها على الأرض.
وأشار في ظل توقف مسار المُحادثات بين روسيا والولايات المتحدة، إلى أن المطلوب - وبشكل عاجل - من القوى الفاعلة الأخرى في مجموعة دعم سوريا هو العمل على إقرار وقف لإطلاق النار في مدينة حلب كحدٍ أدنى ضروري من أجلِ مواجهة الوضع الإنساني الخطير في الجزء الشرقي من المدينة على وجه الخصوص، وإتاحة الفرصة أمام جهود الإغاثة وإجلاء الجرحى والمرضى.
ومن جانبه أعرب أحمد قطان، سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية وعميد السلك الدبلوماسي العربي، عن استنكاره للمذابح التي ترتكب في مدينة حلب السورية، واصفا إياها بأنها «فضيحة تحدث أمام أعين العالم».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.