زعيم «فارك» يعلن استعداده لتعديل اتفاق السلام مع الحكومة الكولومبية

زعيم «فارك» يعلن استعداده لتعديل اتفاق السلام مع الحكومة الكولومبية
TT

زعيم «فارك» يعلن استعداده لتعديل اتفاق السلام مع الحكومة الكولومبية

زعيم «فارك» يعلن استعداده لتعديل اتفاق السلام مع الحكومة الكولومبية

أكد زعيم حركة «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» أو «فارك» رودريغو لوندونو المعروف باسم تيموشينكو أنه مستعد لتعديل اتفاق السلام مع الحكومة.
جاءت تصريحات تيموشينكو في مؤتمر صحافي في العاصمة الكوبية هافانا، التي ينتظر أن يجتمع فيها وفدا التفاوض من الحكومة وفارك خلال ساعات.
وقال: «هناك طرق مختلفة لقراءة (نتائج الاستفتاء) ويجب أن نحللها لنحدد ما يجب تعديله».
وكان الاستفتاء الشعبي الذي أجري الأحد في كولومبيا قد أسفر عن رفض اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة الكولومبية وفارك في هافانا الأسبوع الماضي.
ورفض 50.24 في المائة من الناخبين الاتفاق في نتيجة شكلت مفاجأة للجميع.
وأكد تيموشينكو أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين لا يزال ساريا، وقال للصحافيين: «السلام سينتصر في النهاية».
وأضاف: «النتائج الصادمة للاستفتاء تشعل صدورنا بالحماس والرغبة في إنجاز السلام».
وأكد أن هناك عدة طرق لاستقراء نتائج الاستفتاء وبالتالي ينبغي تحليلها وإصلاح الأخطاء.
في هذه الأثناء قرر كبير وفد المفاوضين الحكوميين الكولومبيين الاستقالة من منصبه بعد ساعات من رفض أغلبية الناخبين اتفاق السلام الموقع بين بوغوتا وحركة (فارك) اليسارية.
وقال أومبيرتو دي لا كالي للصحافيين: «أي أخطاء ارتكبناها أتحمل مسؤوليتها وحدي، وكنتيجة لذلك أتيت لأقابل الرئيس وأضع استقالتي من رئاسة وفد المفاوضات بين يديه».
وأوضح دي لا كالي أن قراره جاء بسبب رغبته في ألا يصبح وجوده في منصبه عقبة في وجه الخطوة التالية من المفاوضات.
وكان الرئيس الكولومبي خوان كارلوس سانتوس قد أعلن بعد نتائج الاستفتاء أنه سيصدر أوامره لوفد التفاوض الحكومي بالتوجه إلى هافانا للتشاور مع مفاوضي فارك حول الخطوة التالية.
من جانبه قال فرحان حق المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة ملتزمة بالكامل بعملية السلام في كولومبيا وستواصل جهودها لمساعدة الحكومة على التوصل لاتفاق مع فارك.
وأوضح فرحان أن الأمين العام بان كي مون طالب ممثله الخاص في المفاوضات جان أرنو بالتوجه إلى كوبا بشكل فوري للتشاور مع جميع الأطراف.
وقال المتحدث في بيان: «الأمين العام يثق في أن كل الكولومبيين سيواصلون جهودهم سعيا لهدفهم المشترك وهو تحقيق سلام راسخ ومستقر».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.