الفلسطينيون يتهمون الحكومة الإسرائيلية بتصعيد الهجمات على الأقصى

مسؤول الأقصى: تل أبيب تدير خطة منهجية لتهويد القدس وإفراغها من سكانها العرب

الفلسطينيون يتهمون الحكومة الإسرائيلية بتصعيد الهجمات على الأقصى
TT

الفلسطينيون يتهمون الحكومة الإسرائيلية بتصعيد الهجمات على الأقصى

الفلسطينيون يتهمون الحكومة الإسرائيلية بتصعيد الهجمات على الأقصى

مع تكرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، والدعوات لاستغلال الأعياد اليهودية لمزيد من الاقتحامات، نادى المسلمون الفلسطينيون بالتوجه العاجل إلى الحرم والمرابطة بداخله. وفي أعقاب تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في صفوف المرابطين في الأسابيع الأخيرة، بادرت جمعيات حماية الأقصى في صفوف المواطنين العرب (فلسطينيي 48)، إلى حملة تدفق على الأقصى طيلة الشهر الحالي، الذي يعتبر شهر الأعياد اليهودية.
وقال الشيخ محمد حسين، مسؤول الأقصى في السلطة الفلسطينية، إن الحكومة الإسرائيلية تدير خطة منهجية لشرعنة صلاة اليهود في باحات الأقصى، كجزء من سياسة تهويد القدس وتفريغه من سكانه العرب، والحط من مكانة الكنائس والمساجد فيها.
وكان عشرات المستوطنين اليهود قد دخلوا باحات الأقصى، صباح أمس الاثنين، الموافق لرأس السنة العبرية، بحماية أمنية مشددة من الشرطة، فيما ضيقت قوات الاحتلال على دخول وافدين من الشبان المسلمين. وأفاد مندوبو المركز الإعلامي «كيوبرس» بأن بعض المستوطنين حاولوا أداء الصلوات التلمودية على مداخل المسجد. وفي الوقت نفسه، حاولت قوات الاحتلال منع المصلين المسلمين من «فلسطينيي 48» من دخول الأقصى، وسمحت في البداية فقط لكبار السن.
وقال سلام سلامة من مدينة قلنسوة إن الشرطة وجنود الاحتلال منعته وزملاءه من دخول الأقصى، رغم أنهم أوضحوا لهم بأنهم جاؤوا للاحتفال بمناسبة رأس السنة الهجرية. كما منعت قوات الاحتلال دخول السيارات وتركتورات والماتور إلى البلدة القديمة من كل الأبواب (باب الأسباط وباب العامود وباب الجديد وباب الساهرة) من الساعة العاشرة حتى الخامسة عصرًا، بدعوى الحفاظ على أمن المواطنين.
وأعلنت الشرطة أنها اعتقلت مع المخابرات الإسرائيلية نحو 15 ناشطاً مسلمًا من القدس العربية ومن البلدات العربية في إسرائيل، وسلمتهم أوامر عسكرية تمنعهم من دخول المسجد الأقصى لفترات تتراوح ما بين شهر وستة أشهر، وقالت لهم إن هدف هذه الأوامر هو منع التحريض في موضوع الأقصى، إذ إنه في فترة الأعياد اليهودية سيتدفق الآلاف على المنطقة و«نحن نريد منع الاحتكاكات».
وناشدت قيادات مقدسية دينية ووطنية الفلسطينيين بتكثيف شد الرحال والوجود اليومي في المسجد الأقصى لتفويت الفرصة على المستوطنين، ونددت القيادات بدعوات منظمات الهيكل الاستيطانية ونداءاتها عبر مواقعها ووسائل الإعلام التابعة لها المجتمع الإسرائيلي إلى اقتحام الأقصى أفرادًا وجماعات وعائلات خلال موسم الأعياد اليهودية. وأكد رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، أن المسجد الأقصى في خطر كبير؛ نتيجة الاقتحامات المبرمجة التي تنفذها سلطات الاحتلال، وحمايتها للمتطرفين خلال اقتحامهم المسجد، ومنعها الحراس ودائرة الأوقاف من ممارسة دورها في إدارة المسجد الأقصى والقيام بترميمه.
وقال بهذا الخصوص: «نحن لن ترهبنا كل هذه الوعود والضمانات التي توفرها سلطات الاحتلال للمستوطنين، فأهل المسجد الأقصى أثبتوا دومًا أنهم الحراس الأوفياء الأمناء الذين ضحوا في سبيل حماية ونصرة المسجد بكل غالٍ ونفيس»، مؤكدًا أن الفلسطينيين لن يسلموا المسجد الأقصى، مهما وجهت سلطات الاحتلال من تهديدات ووعود للمستوطنين، وطالب الفلسطينيين بالوقوف صفًا واحدًا في وجه الاقتحامات.
من جانبه، حذر حاتم عبد القادر، مسؤول ملف القدس في حركة فتح، من أن المسجد الأقصى مقبل على تطورات خطيرة تزامنًا مع اقتراب ما يسمى بموسم الأعياد اليهودية. وقال في هذا السياق: «أعتقد أن هذا العام أخطر من العام الماضي؛ بسبب تسارع وتيرة الهجمة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وتصاعد عمليات الاقتحام التي كانت تجري خلال الأسابيع الماضية، سواء من حيث عدد المقتحمين، أو نوعيتهم التي تشمل جميع مكونات المجتمع الإسرائيلية، أو من حيث شكل هذه الاقتحامات التي لم تأخذ طابع الزيارة، بقدر أنها أخذت طابع القيام بطقوس توراتية ومراسيم عقود زواج واحتفالات لأطفال داخل الساحات، وهذا يؤكد التمادي بحق المسجد الأقصى».
وحمل حاتم عبد القادر الحكومة الإسرائيلية مسؤولية السماح للمستوطنين بالتمادي ومواصلة الاقتحامات داخل المسجد، وكل التداعيات التي قد تنجم إذا أطلقت العنان لهؤلاء المستوطنين للعبث والتمادي داخل المسجد الأقصى المبارك.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.