غارات روسية تستهدف مقرًا لفصيل معارض مدعوم أميركيًا وسط سوريا

50 قياديًا وعنصرًا من جيش العزة كانوا داخل المركز لحظة استهدافه

غارات روسية تستهدف مقرًا لفصيل معارض مدعوم أميركيًا وسط سوريا
TT

غارات روسية تستهدف مقرًا لفصيل معارض مدعوم أميركيًا وسط سوريا

غارات روسية تستهدف مقرًا لفصيل معارض مدعوم أميركيًا وسط سوريا

استهدفت غارات روسية، أمس، المقر الرئيسي لفصيل سوري معارض يتلقى دعما أميركيا في منطقة جبلية بمحافظة حماه في وسط البلاد، ما أدى إلى مقتل ستة على الأقل من عناصره، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه قتل ستة مقاتلين على الأقل من «جيش العزة» جراء تنفيذ طائرات روسية أكثر من 13 غارة بصواريخ ارتجاجية استهدفت المقر الرئيسي لـ«جيش العزة» في المرتفعات الجبلية القريبة من بلدة اللطامنة في ريف حماه الشمالي بوسط سوريا.
و«جيش العزة» فصيل سوري معارض يتواجد بشكل رئيسي في ريف حماه الشمالي، ويتلقى وفق المرصد دعما أميركيا وعربيا.
وأوضح عبد الرحمن أن «خمسين قياديا وعنصرا من جيش العزة كانوا داخل المركز لحظة استهدافه، ولا يعرف حتى اللحظة مصيرهم» لافتا إلى أن المركز «عبارة عن مغارة كبيرة تضم مقرات ومستودعات أسلحة».
وفي أولى ضرباتها في سوريا في 30 سبتمبر (أيلول) 2015، استهدفت الطائرات الروسية مستودع أسلحة، تابعًا لـ«جيش العزة» في اللطامنة.
وتنفذ روسيا منذ عام حملة جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تقول إنها تستهدف تنظيم داعش ومجموعات «إرهابية» أخرى. وتتهمها دول الغرب وفصائل سورية معارضة باستهداف المجموعات المقاتلة المعتدلة، أكثر من التركيز على المتشددين.
ويخوض «جيش العزة» إلى جانب فصائل إسلامية ومقاتلة أبرزها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة)، معارك عنيفة منذ أسابيع ضد قوات النظام وحلفائه في ريفي حماه الشمالي والشرقي.
ويترافق الهجوم مع غارات روسية وسورية على مناطق الاشتباك. وتمكنت الفصائل المقاتلة منذ بدء هجومها نهاية شهر أغسطس (آب) من السيطرة على أكثر من أربعين قرية وبلدة وتلة.
في السياق، استهدفت طائرات حربية مستشفى المغارة في منطقة كفرزيتا بريف حماه، والذي يعد من أضخم المشافي في مناطق سيطرة الفصائل بريف حماه، وجرى تجهيزه بعد عمليات حفر جرت في وديان بمنطقة كفرزيتا في الريف الشمالي لحماه، بإشراف أطباء من ريف حماه، واستهدفت الطائرات الحربية بأربع غارات منطقة المشفى، ما أدى لأضرار مادية، بحسب ما قال ناشطون.
وجاء الاستهداف في وقت تعرضت فيه مناطق في بلدتي اللطامنة وكفرزيتا بريف حماه الشمالي لقصف مكثف من قبل الطائرات الحربية، فيما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة حلفايا بريف حماه الشمالي الغربي. وفي المقابل، واصلت الفصائل الإسلامية استهدافها بعشرات الصواريخ أماكن في مطار حماه العسكري، كما سقط مزيد من القذائف الصاروخية التي تطلقها الفصائل بشكل مكثف على مناطق في بلدة محردة بريف حماه الشمالي الغربي، ما أدى لإصابة عدة أشخاص بجروح.
وعلى غرار معظم المدن السورية، شهدت مدينة حماه مظاهرات معارضة للنظام في عام 2011، قبل أن يقمعها النظام بالقوة. وكان الرئيس السابق حافظ الأسد والد بشار قد قمع عام 1982 تحركا لـ«الإخوان المسلمين» في المدينة، ما أدى إلى مقتل نحو عشرين ألف شخص على الأقل، وتدمير جزء كبير من المدينة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».