التحالف يرد بغارات على الانقلابيين إثر استهدافهم سفينة المساعدات الإماراتية

مصر ودول مجلس التعاون الخليجي أدانت الاعتداء الحوثي على قوافل الإغاثة.. والزياني والحكومة اليمنية اعتبراه عملاً إرهابيًا

الدخان يتصاعد بعد غارات شنها التحالف على موقع عسكري للانقلابيين في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد بعد غارات شنها التحالف على موقع عسكري للانقلابيين في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
TT

التحالف يرد بغارات على الانقلابيين إثر استهدافهم سفينة المساعدات الإماراتية

الدخان يتصاعد بعد غارات شنها التحالف على موقع عسكري للانقلابيين في صنعاء أمس (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد بعد غارات شنها التحالف على موقع عسكري للانقلابيين في صنعاء أمس (إ.ب.أ)

شن طيران التحالف العربي فجر أمس غارات مكثفة على مواقع عسكرية مختلفة في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك بعد ساعات فقط على توعد التحالف للميليشيات الانقلابية برد قاس إثر استهدافها سفينة إماراتية تحمل مساعدات في باب المندب بقصف صاروخي، وهي الحادثة التي أدت إلى احتراق السفينة دون الإعلان عن إصابات بين أعداد ركابها الجرحى أو المؤن والمساعدات الإنسانية الإغاثية التي كانت على متنها. وكان التحالف قد توعد جماعة الحوثيين في وقت سابق بـ«إجراءات أكثر صرامة» لضمان سلامة السفن الإغاثية القادمة من مضيق باب المندب الاستراتيجي، غربي اليمن.
وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن «غارات الطيران قصفت مخازن سلاح في منطقة عصر غرب العاصمة صنعاء، وكذا أربع غارات جوية استهدفت مواقع داخل ما يسمى بالتموين العسكري»، مشيرة إلى أن انفجارات كبيرة سمعت عقب قصف الطيران. وأشارت المصادر إلى أن الطيران قصف بغارتين جويتين الكلية الحربية، علاوة على غارات أخرى طالت مواقع عسكرية في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء. كما استهدف طيران التحالف ألوية الصواريخ في فج عطان غرب صنعاء؛ إذ هز دوي انفجارات عنيفة مدينة صنعاء.
وكانت الميليشيات الانقلابية دعت إلى مظاهرات شعبية لدعم البنك المركزي الخاضع لسيطرتها بجوار الكلية الحربية في منطقة الروضة شمال صنعاء أمس، إلا أن غارات الطيران حالت دون إقامة المظاهرة في المكان الذي حددته الميليشيات لتجمع أنصارها. كما شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على مواقع الحوثيين في الشريط الساحلي على البحر الأحمر غرب اليمن.
وكان الحوثيون قد أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم على السفينة الإماراتية وزعموا أنها «حربية». ونقلت وكالة «سبأ» الخاضعة لسيطرة الحوثيين، على لسان مصدر عسكري، لم تسمه، أنه «تم تدمير سفينة حربية إماراتية من طراز سويفت قبالة سواحل المخا، غرب محافظة تعز في ضربة صاروخية موجهة». وكانت قناة «المسيرة» المملوكة لجماعة الحوثيين بثت مشاهد قالت: إنها للحظات استهداف السفينة في السالكة في الممر الدولي.
من جهتها أدانت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الاعتداء على السفينة الإماراتية، وقال عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون، إن دول المجلس تعد هذا الاعتداء «عملاً إرهابيًا يعرض الملاحة الدولية في باب المندب لخطر جسيم، ويتنافى مع قوانين الملاحة الدولية، ويتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية التي تبذل لإرسال المساعدات الإغاثية إلى الجمهورية اليمنية».
ونددت الحكومة اليمنية بالهجوم الذي نفذته ميليشيات الانقلابيين (الحوثي – صالح)، على سفينة مدنية إماراتية مخصصة لأعمال الإغاثة ونقل الجرحى اليمنيين. وقال بيان صادر عن الحكومة اليمنية إن استهداف السفينة المدنية «سويفت»، التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية المستأجرة من قبل التحالف، «يعد عملية إرهابية تخالف القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وانتهاكا صريحا للإنسانية، وعدوانا صارخا ضد الحياة».
واعتبرت الحكومة هذه الحادثة «جريمة واضحة، وتعد تهديدا ليس فقط على أمن السواحل اليمنية، وإنما تهديد واضح للأمن الدولي»، وأكدت أن لدى الميليشيات الانقلابية توجها «لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية والسفن الإغاثية في باب المندب».
وكانت السفينة الإماراتية في رحلة روتينية لنقل جرحى من عدن للعلاج في عدد من البلدان، إضافة إلى أن السفينة تستخدم لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن. ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، فقد أعربت الحكومة عن شكرها وتقديرها لجهود التحالف العربي الذي أسهم في تنفيذ وإقامة سلسلة من المشروعات الخيرية والإنشائية والتنموية ومشروعات إعادة الإعمار في اليمن، خصوصا في مجالات الصحة والتعليم والإسكان والمرافق العامة، وجهودها الكبيرة التي قدمتها من أجل عودة الشرعية والأمن والاستقرار إلى المدن والمحافظات اليمنية كافة.
بدوره، أدان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأشد العبارات، الهجوم الذي شنته عناصر تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن ضد سفينة المساعدات الإنسانية الإماراتية. واعتبر المتحدث باسم الخارجية القيام بمثل تلك الاعتداءات على قوافل الإغاثة الإنسانية عملا مخالفا للقوانين والأعراف الدولية، وانتهاكا صريحا للقانون الإنساني الدولي، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين في هذا الحادث.
كما أدان أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، استهداف البارجة الإماراتية في باب المندب قبالة السواحل اليمنية من قبل ميليشيا الحوثي الإرهابية. وشدد الجروان على أن هذا الهجوم يعبر عن الروح الإجرامية لهذه العصابات بالتعرض لبارجة تحمل على متنها مواد غذائية وجرحى لاستكمال علاجهم خارج اليمن، وأكد أن هذه العملية تعتبر تطورا خطيرا يحاول من خلاله الخارجون على الشرعية نقل العمليات الحربية إلى الملاحة البحرية. وطالب رئيس البرلمان العربي التعامل بصرامة مع هذه الميليشيات بما يضمن سلامة سفن الإغاثة للجرحى ونقل المواد الغذائية والطبية، مشيدا في الوقت نفسه بقوات التحالف العربي وما تقوم به من تضحيات لمساندة الشرعية وإعادة اليمن كدولة آمنة مستقرة.
إلى ذلك، قال المحامي علي هزازي، الباحث اليمني في القانون الدولي إن «السفينة التي تستأجرها دولة الإمارات العربية المتحدة تعد ذات طابع مدني، وتعمل في مجال نقل المساعدات الإنساني؛ الأمر الذي يجعل منها سفينة محمية في القانون الدولي الإنساني لا يجوز الاعتداء عليها، أو منعها من القيام بنشاطها، طبقا لاتفاقيات جنيف الثانية الخاصة الصادرة عام 1949، والبرتوكول الإضافي الأول الملحق بها. كما أن دليل سان ريمو بشأن القانون الدولي المطبق في النزاعات المسلحة في البحار في الفرع الثالث منه سفن وطائرات العدو التي لا يجوز مهاجمتها في المادة (47) الفقرة الثانية السفن المشاركة في مهمات إنسانية، بما في ذلك السفن التي تنقل مواد لا غنى عنها للسكان المدنيين، والسفن المشاركة في أعمال المساعدة وعمليات الإغاثة».
واعتبر هزازي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الاعتداء على السفينة «يمثل مخالفة صريحة لاتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة ضد سلامة الملاحة البحرية الصادرة عام 1988، والتي نصت على ذلك في المادة الثالثة منها: يعتبر أي شخص مرتكبا لجرم إذا ما قام بصورة غير مشروعة وعن عمد بما يلي.. الفقرة (ج) تدمير السفينة أو إلحاق الضرر بها أو بطاقمها مما يمكن أن يعرض للخطر الملاحة الآمنة لهذه السفينة».
وأضاف المحامي هزازي، أنه «بناءً على كل ما سبق إيراده، والفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يحق لمجلس الأمن أن يصدر قرارا بإحالة جماعة الانقلابيين (الحوثي وصالح) إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم عن جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق هذه السفينة، وغيرها من الجرائم».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.