هولت مدير مناظرة كلينتون وترامب.. هل كان «شبه متفرج»؟!

لم يجبر الاثنين على الالتزام بفترة الدقيقتين

هولت مدير مناظرة كلينتون وترامب.. هل كان «شبه متفرج»؟!
TT

هولت مدير مناظرة كلينتون وترامب.. هل كان «شبه متفرج»؟!

هولت مدير مناظرة كلينتون وترامب.. هل كان «شبه متفرج»؟!

لم يجادل، ربما أي شخص، في قدرة ونزاهة ليستر هولت، كبير مذيعي أخبار تلفزيون «إن بي سي»، الذي أدار ندوة الأسبوع الماضي بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، قبل أن يديرها. لكن، بعد أن أدارها، انهال عليه اللوم والنقد.
أثنى ترامب، قبل المناظرة، على هولت، في تغريدة قال فيها: «مساء كل يوم، أجلس أمام التلفزيون لأشاهد الأخبار في قناة (إن بي سي) مع ليستر هولت الممتاز».
لكن، بعد المناظرة، يوم الخميس الماضي، في لقاء شعبي في ولاية نيوهامبشير، قال ترامب: «كنت في حالة حرب مع هولت خلال المناظرة. شكك في كل جملة قلتها، وكان يجب عليّ أن أنصف نفسي».
يدعو للاستغراب أن ترامب قال هذا الرأي يوم الخميس، لكن، يوم الاثنين، وبعد المناظرة مباشرة، أثنى على هولت، وقال: «كان ممتازا. بشرفي أقول هذا.. كان عادلا».
صار واضحا أن ترامب غير رأيه لأن استطلاعات الرأي أوضحت أن كلينتون فازت في المناظرة. كان الفرق بينهما، قبل شهر من المناظرة، بين 10 و20 نقطة لصالح كلينتون، وانخفض الفرق، قبل يوم من المناظرة، إلى أقل من 5 نقاط. لكن بعد المناظرة، زاد الفرق إلى نحو 10 نقاط. وصار واضحا أن ترامب خسر بسبب الآتي:
أولا: لم يلتزم بفترة الدقيقتين التي حددها هولت.
ثانيا: قاطع كلينتون مرات كثيرة.
ثالثا: قالت نساء كثيرات إنه قاطع كلينتون لأنها امرأة.
رابعا: لم يكن مستعدا بكل المعلومات والحقائق.
قال هذه النقطة الأخيرة واحد من كبار مستشاري ترامب، كتب في صحيفة «نيويورك تايمز» تحت اسم مستعار، وقال إن ترامب كان «عنيدا» في عدم سماع نصائح مستشاريه قبل المناظرة.
عن ليستر نفسه، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إنه كان «مخلصا».. لكن، كان «مينيمالست» (الأقل الممكن). لم تقل الصحيفة إنه كان «شبه متفرج»، لكن ربما أرادت أن تقول ذلك. قالت، على لسان آخرين: «يبدو أن هولت ترك قاعة المناظرة بعد بداية المناظرة».
صار واضحا أن ليستر:
أولا: لم يجبر الاثنين على الالتزام بفترة الدقيقتين.
ثانيا: لم يوقف مقاطعاتهما (قاطع ترامب كلينتون أكثر).
ثالثا: لم ينقد ترامب لأنه قاطعه هو نفسه.
رابعا: لم يمنع المتفرجين من التصفيق لأي منهما.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» نفس الشيء تقريبا، لكنها قالت إن عدم تدخل هولت كان فيه محاسن، منها أنه «ترك للاثنين مناظرة كل منهما الآخر، فكشف بذلك حقيقة كل واحد منهما». كشف حقيقة ترامب لأن ترامب كان يقاطع، وينكر، ويشتم (شتما غير مباشر)، ويكذب.
اضطر هولت، بسبب كذبة ترامب أنه عارض غزو العراق، إلى أن يكرر السؤال أكثر من مرة. وفي كل مرة كان ترامب يكذب. وقال هولت، أخيرا، في أدب: «الحقائق لا تتفق معك».
وأضافت الصحيفة أن هولت ربما فضل «المدير الأقل إدارة» بسبب ما حدث لزميله مات لوار، مذيع تلفزيون «إن بي سي» نفسه، الذي أجرى في الشهر الماضي مقابلة مشتركة مع ترامب وكلينتون، وتعمد أن يكون «لئيما». تعمد المقاطعة، والنقد، والتأنيب. لكن، بعد دراسة المقابلة المشتركة، صار واضحا أن لوار كان «لئيما» مع كلينتون، وكان «مجاملا» لترامب. وهبّت نساء كثيرات، واتهمن لوار بالانحياز إلى جانب الرجل ضد المرأة. بل قالت واحدة منهن: «هذا تحرش جنسي».



تغييرات البحث على «غوغل» تُثير مخاوف ناشرين

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)
TT

تغييرات البحث على «غوغل» تُثير مخاوف ناشرين

شعار شركة «غوغل» (رويترز)
شعار شركة «غوغل» (رويترز)

تحدثت شركة «غوغل» عن خطتها لتطوير عملية البحث خلال عام 2025، وأشارت إلى تغييرات مرتقبة وصفتها بـ«الجذرية»؛ بهدف «تحسين نتائج البحث وتسريع عملية الوصول للمعلومات»، غير أن الشركة لم توضح كيفية دعم الناشرين وكذا صُناع المحتوى، ما أثار مخاوف ناشرين من تأثير ذلك التطوير على حقوق مبتكري المحتوى الأصليين.

الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل»، سوندار بيتشاي، قال خلال لقاء صحافي عقد على هامش قمة «ديل بوك» DealBook التي نظمتها صحيفة الـ«نيويورك تايمز» خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي: «نحن في المراحل الأولى من تحول عميق»، في إشارة إلى تغيير كبير في آليات البحث على «غوغل».

وحول حدود هذا التغيير، تكلّم بيتشاي عن «اعتزام الشركة اعتماد المزيد من الذكاء الاصطناعي»، وتابع أن «(غوغل) طوّعت الذكاء الاصطناعي منذ عام 2012 للتعرّف على الصور. وعام 2015 قدّمت تقنية (رانك براين) RankBrain لتحسين تصنيف نتائج البحث، غير أن القادم هو دعم محرك البحث بتقنيات توفر خدمات البحث متعدد الوسائط لتحسين جودة البحث، وفهم لغة المستخدمين بدقة».

فيما يخص تأثير التكنولوجيا على المبدعين والناشرين، لم يوضح بيتشاي آلية حماية حقوقهم بوصفهم صُناع المحتوى الأصليين، وأشار فقط إلى أهمية تطوير البحث للناشرين بالقول إن «البحث المتقدم يحقق مزيداً من الوصول إلى الناشرين».

كلام بيتشاي أثار مخاوف بشأن دور «غوغل» في دعم المحتوى الأصيل القائم على معايير مهنية. لذا، تواصلت «الشرق الأوسط» مع «غوغل» عبر البريد الإلكتروني بشأن كيفية تعامل الشركة مع هذه المخاوف. وجاء رد الناطق الرسمي لـ«غوغل» بـ«أننا نعمل دائماً على تحسين تجربة البحث لتكون أكثر ذكاءً وتخصيصاً، وفي الأشهر الماضية كنا قد أطلقنا ميزة جديدة في تجربة البحث تحت مسمى (إيه آي أوفرفيوز) AI Overviews، وتعمل هذه الميزة على فهم استفسارات المستخدمين بشكل أفضل، وتقديم نتائج بحث ملائمة وذات صلة، كما أنها توفر لمحة سريعة للمساعدة في الإجابة عن الاستفسارات، إلى جانب تقديم روابط للمواقع الإلكترونية ذات الصلة».

وحول كيفية تحقيق توازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين البحث وضمان دعم مبتكري المحتوى الأصليين وحمايتهم، قال الناطق إنه «في كل يوم يستمر بحث (غوغل) بإرسال مليارات الأشخاص إلى مختلف المواقع، ومن خلال ميزة (إيه آي أوفرفيوز) AI Overviews المولدة بالذكاء الاصطناعي، لاحظنا زيادة في عدد الزيارات إلى مواقع الناشرين، حيث إن المُستخدمين قد يجدون معلومة معينة من خلال البحث، لكنهم يريدون المزيد من التفاصيل من المصادر والمواقع».

محمود تعلب، المتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن التغييرات المقبلة التي ستجريها «غوغل» ستكون «ذات أثر بالغ على الأخبار، وإذا ظلّت (غوغل) ملتزمة مكافحة المعلومات المضللة وإعطاء الأولوية لثقة المُستخدم، فمن المرجح أن تعطي أهمية أكبر لمصادر الأخبار الموثوقة وعالية الجودة، والذي من شأنه أن يفيد مصادر الأخبار الموثوقة».

أما فادي رمزي، مستشار الإعلام الرقمي المصري والمحاضر في الجامعة الأميركية بالقاهرة، فقال لـ«الشرق الأوسط» خلال حوار معه: «التغيير من قبل (غوغل) خطوة منطقية». وفي حين ثمّن مخاوف الناشرين ذكر أن تبعات التطوير «ربما تقع في صالح الناشرين أيضاً»، موضحاً أن «(غوغل) تعمل على تعزيز عمليات الانتقاء للدفع بالمحتوى الجيد، حتى وإن لم تعلن بوضوح عن آليات هذا النهج، مع الأخذ في الاعتبار أن (غوغل) شركة هادفة للربح في الأساس».