المدارس البريطانية في الشرق الأوسط.. 100 مدرسة و100 ألف طالب

توزعت في 13 دولة لتوفير أحدث أساليب التعليم الدولي في المنطقة

فعاليات متنوعة تنظمها المدارس لتوفير تعليم متكامل للطلبة الملتحقين  - المنهج البريطاني يدرس على نطاق واسع في الشرق الأوسط
فعاليات متنوعة تنظمها المدارس لتوفير تعليم متكامل للطلبة الملتحقين - المنهج البريطاني يدرس على نطاق واسع في الشرق الأوسط
TT

المدارس البريطانية في الشرق الأوسط.. 100 مدرسة و100 ألف طالب

فعاليات متنوعة تنظمها المدارس لتوفير تعليم متكامل للطلبة الملتحقين  - المنهج البريطاني يدرس على نطاق واسع في الشرق الأوسط
فعاليات متنوعة تنظمها المدارس لتوفير تعليم متكامل للطلبة الملتحقين - المنهج البريطاني يدرس على نطاق واسع في الشرق الأوسط

تعد مجموعة المدارس البريطانية في الشرق الأوسط من أكبر تجمعات تدريس المنهج البريطاني الأكاديمي في أي منطقة في العالم. فالمجموعة تضم 97 مدرسة موزعة على 13 دولة يدرس بها نحو 95 ألف طالب وطالبة ويعمل بها 6900 من المدرسين والمدرسات. وتتعاون هذه المدارس في المنطقة مع 89 مدرسة أخرى.
وتتراوح هذه المدارس بين الحضانة والابتدائية والثانوية وهي تنتشر في معظم الدول العربية ومنها على سبيل المثال المدارس البريطانية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تشمل أكاديمية عجمان ومدرسة أجيال الدولية في أبوظبي ومدرسة العين للغة الإنجليزية وأكاديمية المعمورة في أبوظبي ومدرسة المنى الابتدائية في أبوظبي ومدارس الربيع والشهب والياسمينة في أبوظبي بالإضافة إلى مدارس بلفيدير البريطانية وبرايتون كوليدج والمدرسة البريطانية الدولية وجميعها في أبوظبي.

* مناهج بريطانية في الرياض

* وفي السعودية توجد المدرسة البريطانية الدولية في الرياض وهي تستقبل الطلاب من سن الثالثة وحتى 18 عاما وتدرس المنهج البريطاني ويدرس بها نحو 1370 طالبا في جميع المراحل. وهي مدرسة لا تهدف للربح وتم تأسيسها في عام 1979 وضمت إلى المدرسة السعودية الدولية في عام 1981 تحت إشراف وزارة التعليم السعودية. وهي تقع في حي الحمراء في مبان جديدة تم افتتاحها في عام 1995.
ومعظم الطلبة الدارسين في المدرسة ينتمون إلى الجنسية البريطانية ولكنها تضم أيضًا طلابًا من 52 جنسية أخرى. ولهؤلاء الذين لا يتحدثون اللغة الإنجليزية كلغة أم عليهم بلوغ مرحلة التمكن من اللغة قبل الالتحاق حتى يمكنهم الاستفادة من الدروس التي يتم تدريسها باللغة الإنجليزية.
وتعمل المدرسة على نظام الكورسات الثلاثة للعام الدراسي كما هو معمول به في المدارس البريطانية مع عطلة صيفية طويلة تبدأ في أول يوليو (تموز) وحتى بداية سبتمبر (أيلول). وتم تعديل بعض المناهج عن النظام الإنجليزي لكي تتضمن بعض الدراسات العربية.
وبالمدرسة قسم داخلي يوفر أعلى مستويات الإقامة كما تشمل المدرسة مجمعا رياضيا به حمام سباحة داخلي كبير الحجم والكثير من الملاعب. ويقوم بالتدريس والتدريب أساتذة بريطانيون مقيمون في الرياض. ويصل حجم الفصول في المتوسط إلى 20 طالبا ينخفض إلى 16 طالبا في المرحلة الثانوية.
وتوفر المدرسة البريطانية الدولية في الرياض مستويات عالية من التعليم بحيث يتوجه الطلاب بعدها إلى كثير من الجامعات الدولية في بريطانيا والولايات المتحدة. وتتمتع المدرسة بعلاقات طيبة مع عائلات الطلاب ومع المجتمع السعودي بوجه عام. وهي تخضع للإشراف الدوري من مفتشين بريطانيين ينظمها مكتب الإشراف على التعليم في بريطانيا. ويعتبر السفير البريطاني في السعودية هو الرئيس الشرفي للمدرسة.

* فعاليات أدبية ورياضية وموسيقية

ويمكن اعتبار مجموعة المدارس البريطانية في الشرق الأوسط مؤسسة مستقلة تأسست عام 1982 بغرض توفير نوعية متفوقة من التعليم وتوفير أحدث أساليب التعليم الدولي في المنطقة. وهي تعقد سنويا مؤتمرا عاما في موقع تختاره في المنطقة. وسوف يعقد المؤتمر المقبل في البحرين في فندق كراون بلازا بين 6 و9 مارس (آذار) عام 2017. ويستضيف المؤتمر المتحدث الرئيسي وهو البروفسور يونغ زاو وهو من كبار الأستاذة المتخصصين في مجال التعليم ويعمل أستاذا في جامعة الينويز الأميركية.
وهنالك كثير من أوجه التعاون القائمة بين مجتمع المدارس البريطانية في المنطقة سواء بين مدارس الدولة الواحدة أو بين المدارس الإقليمية. من الأحداث المقبلة التي تنظمها المدارس البريطانية في المنطقة سباق رياضي ثلاثي يسمى ترايثلون ويقام يوم 28 أكتوبر (تشرين الأول) يعقبه في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) دورة ألعاب المدارس البريطانية ومسابقة للحوار الأدبي ودورة لرياضة الرغبي ثم دورة لكرة السلة.
وفي بداية العام الجديد تقام مسابقة لاختيار أفضل موهبة موسيقية بين طلاب منطقة الخليج. وبعدها تعقد دورة في كرة القدم. وفي شهر فبراير (شباط) 2017 تعقد دورة مفتوحة في رياضة الغولف يعقبها مهرجان موسيقي. وفي شهر مارس تقام دورتا ألعاب للمدارس الثانوية ثم المدارس الابتدائية ثم مهرجانين للسباحة والدراما.
وتنشر مؤسسة المدارس البريطانية في الشرق الأوسط دليلا كاملا للمدارس البريطانية على الإنترنت في الدول المختلفة لمن يهمه الاستفسار عنها. وهي توفر نظاما تعليميا جيدا ولكنه يتبع مناهج مختلفة عن المناهج المحلية ويعتبر باهظ التكلفة لعموم الطبقة المتوسطة ويصلح لمن يخطط للدراسة الأكاديمية في جامعات غربية.
وهناك مجموعة من المدارس البريطانية في الشرق الأوسط نجحت في عمليات التفتيش والإشراف التي تقوم بها وزارة التعليم البريطانية للتأكد من أنها تقدم مستويات معادلة للتعليم البريطاني. وتفيد عملية الإشراف في تعريف أسر الطلبة بأن مستوى التعليم في هذه المدارس لا يقل عنه في المدارس داخل بريطانيا.
وتخول وزارة التعليم الكثير من المعاهد التعليمية البريطانية عملية الإشراف والتفتيش على المدارس البريطانية في الخارج منها كمبردج وست شركات تعليمية أخرى. ويمكن في بعض الأحوال تعيين جهة محلية للإشراف كما هو الحال في دبي، حيث تشرف هيئة العلوم والتنمية البشرية التي تعمل بالتنسيق مع صندوق التنمية التعليمية.

* المجلس البريطاني

تساهم مؤسسة المدارس البريطانية في الشرق الأوسط في تنظيم عمليات الإشراف الرسمية على المدارس بالإضافة إلى المجلس البريطاني للمدارس الدولية وعدد من المؤسسات الأخرى.
من ناحية أخرى هناك مؤسسة ثقافية وتعليمية عريقة اسمها المجلس البريطاني (British Council) تقوم على مهام «تدعيم الصداقة والمعرفة والتفاهم بين بريطانيا والعالم»، وهو معني أساسا بالعلاقات الثقافية بين بريطانيا والعالم ومن بينها التعليم.
ويعمل المجلس البريطاني في أكثر من مائة دولة حول العالم في نشاط أوسع من المدارس البريطانية في الشرق الأوسط. وهو يساهم في نشر اللغة الإنجليزية ونشر التعليم والفنون والثقافة. ويمارس المجلس نشاطه الدولي منذ عام 1934.
ويساعد المجلس الطلبة والمدرسين على وجه سواء عن طريق التعليم والتدريب ويتيح أكثر من ثلاثة ملايين اختبار أكاديمي بريطاني حول العالم للمساهمة في اكتساب الملايين لمؤهلات معتمدة تساعدهم في أعمالهم ودراستهم.
ويساهم المجلس في تطوير مناهج التعليم المحلية وتشجيع الطلبة الأجانب على الدراسة في بريطانيا والطلبة البريطانيين على الدراسة في الخارج. وهو مؤسسة خيرية بقانون ملكي ومستقل تماما عن الحكومة البريطانية.
وفي عام 2016 يهتم المجلس بنشر الأدب الإنجليزي بمناسبة مرور 400 عام على وفاة ويليام شكسبير. ويحاول المجلس توصيل أدب شكسبير إلى 500 مليون نسمة حول العالم في برنامج حافل، خصوصا وأن أعمال شكسبير ترجمت إلى أكثر من مائة لغة ويتم تدريسها في نصف مدارس العالم. ويضع المجلس ضمن أولوياته حاليا دول الكومنولث والشرق الأوسط والدول الناشئة خصوصا بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.

* مدارس بريطانية في الشرق الأوسط نجحت في اختبارات التفتيش الرسمية

* هذه المجموعة من المدارس البريطانية في الشرق الأوسط خضعت لزيارات تفتيش من جهات الإشراف الرسمية البريطانية ونجحت في الاختبارات.
وهي مخولة لمنح المدرسين الجدد فرصة التدريس فيها في عامهم الأول بعد التخرج حتى يحصلون على الكفاءة اللازمة التي تؤهلهم للتدريس في جميع المدارس البريطانية. ما يذكر أن اللائحة تتغير وتضاف إليها مدارس دوما ولذلك لا يمكن اعتبارها لائحة جامعة لكل المدارس المؤهلة وإنما هي نموذج لهذه المدارس.
* البحرين:
- مدرسة نادين
- مدرسة سان كريستوفر للأطفال والتعليم الابتدائي
- مدرسة سان كريستوفر للتعليم الثانوي
> مصر:
- المدرسة البريطانية في الإسكندرية
- مدرسة الألسن
- مدرسة القاهرة البريطانية الدولية الحديثة
- مدرسة القاهرة الإنجليزية الحديثة للتعليم الابتدائي
- مدرسة القاهرة الإنجليزية الحديثة للتعليم الثانوي
> السعودية:
- المدرسة البريطانية الدولية في الخبر
> الكويت:
- مدرسة الخليج «غالف» الإنجليزية
- مدرسة الكويت ناشيونال الإنجليزية
- الأكاديمية الإنجليزية
- المدرسة الإنجليزية
- المدرسة الإنجليزية الجديدة
سلطنة عمان:
- المدرسة البريطانية في مسقط
> قطر:
- مدرسة الخور الدولية
- مدرسة كومباس الدولية في الخور
- كلية الدوحة
- مدرسة بارك هاوس الإنجليزية
- مدرسة شيربورن قطر
> الإمارات:
- كلية برايتون ابوظبي
- كلية دبي
- أكاديمية الفجيرة الخاصة
- مدرسة هورايزون في دبي
- أكاديمية سكولارز الدولية في الشارقة
- مدرسة الأبحاث العلمية في دبي
- مدرسة الشارقة الإنجليزية
- المدرسة البريطانية في الخبيرات
- مدرسة بيرل الابتدائية في أبوظبي



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.


جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.


«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».