«الملبس الملائم».. شبح يلاحق النساء من شواطئ فرنسا إلى شوارع الهند

بعد «البوركيني».. جدل حول التنانير في حكومة نيودلهي

طالبة هندية في زي المدرسة الرسمي الذي أصبح تحت المجهر بعد تصريحات الحكومة التي تطالب بمنع ارتداء التنانير
طالبة هندية في زي المدرسة الرسمي الذي أصبح تحت المجهر بعد تصريحات الحكومة التي تطالب بمنع ارتداء التنانير
TT

«الملبس الملائم».. شبح يلاحق النساء من شواطئ فرنسا إلى شوارع الهند

طالبة هندية في زي المدرسة الرسمي الذي أصبح تحت المجهر بعد تصريحات الحكومة التي تطالب بمنع ارتداء التنانير
طالبة هندية في زي المدرسة الرسمي الذي أصبح تحت المجهر بعد تصريحات الحكومة التي تطالب بمنع ارتداء التنانير

أوضح أحد وزراء الهند في قائمة الأمور الممنوعة والمسموح بها بالنسبة إلى السائحات الأجنبيات أن عليهن عدم ارتداء تنانير في الهند. ويعد هذا انعكاسًا واضحًا لواقع مرير تقوم فيه الدول بفرض رقابتها على ملابس النساء بدءًا بشواطئ فرنسا، وانتهًاء بشوارع الهند.
فمن جانبه، أثار وزير السياحة والثقافة الهندي، ماهيش شارما، موجة من الغضب والاستياء عندما وضع قائمة بالأشياء الممنوعة والمسموح بها، ليتم تقديمها للسائحين في إطار ترحيب يحمل رسالة مفادها «ينبغي عليهن ارتداء ملابس محتشمة حتى يتمتعن بالأمان في الهند». وقال شارما في بيان صحافي: «سوف نقدم للسائحين مجموعة من المعلومات للترحيب بهم عند وصولهم إلى المطار. سوف تتضمن هذه المجموعة بطاقة توضح الأمور الممنوعة والمسموح بها، مثل عدم التجول ليلاً وحدهم في المدن الصغيرة، وعدم ارتداء تنانير، وعدم السير في الطرقات ليلاً».
كذلك نصح شارما النساء اللائي يزرن البلاد بتصوير اللوحة المعدنية لأي سيارة يستقللنها، وإرسال تلك الصور الفوتوغرافية إلى أصدقائهن. ونُقل عنه قوله: «تختلف الثقافة الهندية عن الغربية».
وبعد يوم من هذه التصريحات، سارع الوزير نحو التأكيد أنه لم يكن يملي على النساء ما يرتدين، لكنه كان يقترح أن يكنّ حريصات عند الخروج ليلاً، وعند زيارة المعابد، وغيرها من الأماكن المقدسة. وأكد شارما أنه لم يسع لفرض أي قيود تتعلق بالملبس على أي فرد.
المثير للاهتمام هو أنه خلال شهر يونيو (حزيران)، صرح رئيس الوزراء الهندي، ناريندار مودي بأن التنانير جزء من الثقافة الهندية. وزعم مودي أثناء حديثه في إحدى الفعاليات في واشنطن، أنه مع وجود تماثيل نحتت خلال القرن الثالث عشر في معبد كونارك في ولاية أوديشا الواقعة شرق الهند، صنع فنانون تماثيل تشبه فتاة معاصرة تتبع صيحات الموضة، وترتدي تنورة، وتحمل حقيبة.
وأوضح شارما أنه «لم يكن يعلق على ما ينبغي على النساء ارتداؤه»، بل كان يتحدث «في سياق الأماكن الدينية المقدسة فقط». مع ذلك تأججت مواقع التواصل الاجتماعي، وتناولت نصيحة الوزير للسائحات اللاتي يزرن الهند بـ«تجنب ارتداء تنانير قصيرة».
وبتغريدات غاضبة ساخرة، اشتعل موقع «تويتر» مذكرًا الوزير بأن إملاء ملبس محدد على النساء بحجة حمايتهن لا يمثل نهجًا مناهضًا للنساء فحسب، بل أيضًا يضع الحكومة في موقف سيئ.
ونشر كثيرون صورًا لهنديات شاركن في بطولة الألعاب الأولمبية، وحصدن ميداليات جلبت الفخر، والمجد للهند. رفعت 3 بطلات هنديات في تنس الريشة، والمصارعة، والجمباز، العلم الهندي عاليًا خلال البطولة، في حين لم يتمكن أي من الأبطال الرجال من تقديم أداء جيد.
وتعجب كثير من الهنود من التقاط صورة لرئيس الوزراء مودي مع بوسارلا فينكاتا سيندو، الحاصلة على الميدالية الفضية في تنس الريشة، وهي ترتدي تنورة، في حين يوصي أحد وزرائه النساء في كل أنحاء البلاد بعدم ارتداء التنانير. لقد كانت ترتدي تنورة طويلة زرقاء، وتم التقاط صورة لها مع رئيس الوزراء، بينما يصرح ذلك الوزير بأنه لا ينبغي للنساء ارتداء تنانير في الهند. ومن بين الإشارات على «تويتر» كانت «التنورة التي كانت ترتديها بطلتنا الأولمبية #ماهيش شارما»، و«نعم إنها فتاة سيئة #سيندو»، و«لا يعبر عن ثقافتنا في #ريو2016».
مع ذلك لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يقع فيها وزير السياحة في المتاعب بسبب تعليقاته الخاصة بالنساء، فقد قال خلال العام الماضي إنه لا ينبغي أن تخرج النساء في الهند ليلاً. وصرح قائلاً: «قد يكون وجود فتيات يرغبن في قضاء سهرات ليلية أمرًا طبيعيًا مقبولاً في مكان آخر، لكن هذا ليس جزءًا من الثقافة الهندية».
وطالب وزير آخر من وزراء مودي المنتمين إلى حزب «بهاراتيا جاناتا» منذ بضعة أشهر بمنع ارتداء ملابس البحر المكونة من قطعتين تمامًا. وقال دافاليكار: «لضمان سلامة النساء، لا ينبغي لهن ارتداء ملابس البحر المكونة من قطعتين على الشواطئ العامة».
وشهدت الهند تزايدًا في معدل الجرائم المرتكبة بحق النساء، حيث لا تزال حوادث الاغتصاب، والاعتداءات الجنسية منتشرة، وتتصدر عناوين الأخبار كل يوم تقريبًا. طبقًا لبيانات صادرة عن المكتب القومي للجريمة، تم ارتكاب نحو 327 ألف جريمة ضد نساء على مستوى البلاد خلال عام 2015، وكانت 130 ألفًا من تلك الجرائم اعتداءات جنسية. وتشمل جرائم الاعتداء الجنسي؛ الاغتصاب ومحاولة الاغتصاب والهجوم على المرأة بهدف خدش حيائها وإهانتها. كذلك تكشف البيانات اغتصاب نساء من 12 جنسية مختلفة خلال عام 2015 في الهند، إضافة إلى الـ16 سيدة اللاتي تم الاعتداء عليهن جنسيًا.
وتم اغتصاب سائحة إسرائيلية أخيرًا في يوليو (تموز)، كانت قد انفصلت عن مجموعتها السياحية، من قبل 3 رجال استقلت سيارتهم في مدينة منالي الهندية في الهيمالايا.
وتم تشديد العقوبة على مرتكبي جرائم الاغتصاب في إطار عملية إصلاح شاملة للقوانين الخاصة بالاعتداء الجنسي، عقب الاغتصاب الجماعي المميت لطالبة في كلية الطب في حافلة متحركة عام 2012، مما سلّط الضوء على تزايد مستوى العنف ضد النساء في الهند.
ويضع كثير من الأماكن الدينية، بل وبعض الكليات، قيودًا على ملابس النساء، حيث منعت كلية الكنيسة الاسكوتلندية في كلكتا ارتداء القمصان ذات فتحة الرقبة المستديرة، والسراويل القصيرة والتنانير ذات الفتحات.
كذلك طلبت جامعة دلهي ذات المكانة العريقة في وقت من الأوقات من الطالبات اللاتي يذهبن في رحلات الالتزام بقواعد الملبس، أي لا يرتدين تنانير، أو سراويل قصيرة، أو ملابس ضيقة. ومنذ بضعة أشهر، منعت خطوط «إنديغو» الجوية، سيدة من ركوب الطائرة لارتدائها تنورة «غير محتشمة». وأخبرها طاقم العمل في الطائرة بكل وقاحة بأنه غير مسوح لها بركوب الطائرة بسبب ما ترتديه من ملابس فاضحة. وقد كانت قادمة من دبي متجهة إلى دلهي عبر مومباي.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.