الاتحاد الإنجليزي غير مستقر وغير جاهز لدور الوصي على معايير اللعبة

الرقابة على المبالغ الضخمة التي تتحرك الآن في قمة هرم كرة القدم قد تكون نقطة جيدة للبداية

غريغ كلارك رئيس الاتحاد الإنجليزي وألاردايس («الشرق الأوسط») - مارتن غلين الرئيس التنفيذي لاتحاد الكرة الإنجليزي وإلى يساره سام ألاردايس قبل إقالته (إ.ب.أ)
غريغ كلارك رئيس الاتحاد الإنجليزي وألاردايس («الشرق الأوسط») - مارتن غلين الرئيس التنفيذي لاتحاد الكرة الإنجليزي وإلى يساره سام ألاردايس قبل إقالته (إ.ب.أ)
TT

الاتحاد الإنجليزي غير مستقر وغير جاهز لدور الوصي على معايير اللعبة

غريغ كلارك رئيس الاتحاد الإنجليزي وألاردايس («الشرق الأوسط») - مارتن غلين الرئيس التنفيذي لاتحاد الكرة الإنجليزي وإلى يساره سام ألاردايس قبل إقالته (إ.ب.أ)
غريغ كلارك رئيس الاتحاد الإنجليزي وألاردايس («الشرق الأوسط») - مارتن غلين الرئيس التنفيذي لاتحاد الكرة الإنجليزي وإلى يساره سام ألاردايس قبل إقالته (إ.ب.أ)

بعد وقت قصير على المشهد المخيب للآمال، برحيل سام ألاردايس عن ويمبلي سريعا ومن قبل حتى أن يجلس على مقاعده الفنية كمدرب لإنجلترا، ظهر رئيس الاتحاد الإنجليزي المعين حديثا في غاية الحرج أمام أضواء الكاميرات خلال طقس تقليدي للرحيل. قضى غريغ كلارك 6 سنوات كرئيس لعصبة الأندية الـ72، المتنوعة ودائمة التناحر، والتي تشكل دوري كرة القدم، ومن ثم فهو ليس بالشخص المنزه عن الشبهات.
في الطرف البائس الأدنى من اللعبة تتردد المزاعم من كل نوع عن التعاملات غير النزيهة، والصفقات الاحتيالية، والمصالح الشخصية الواضحة وضوح الشمس، وعمليات مشبوهة من الاستيلاء على الأراضي. لكن الأزمة المفاجئة خلال هذا الأسبوع جاءت بدرجة مختلفة من القوة فيما يتعلق بالأضواء القوية التي لا ترحم، التي سلطتها على اللعبة.
ربما تغيرت الخلفية على مدار السنوات من لانكاستر غيت إلى ساحة سوهو (مقاران سابقان للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم سابقا)، إلى ويمبلي الآن، لكن تعبيرات كلارك ورئيسه التنفيذي، مارتن غلين، المرتبكة والمشوشة قليلا، في رد فعلهما على الورطة الكبيرة الجديدة كان مشابها لنفس تعبيرات أسلافهما على مر العصور. وهذا بدوره جزء من المشكلة. ونفس الشيء ينطبق على استجابة كبار المسؤولين التنفيذيين في الاتحاد الإنجليزي، بما يجعلهم محكوما عليهم بتكرار التاريخ كمسرحية هزلية، لكنهم عندما تحدثوا عن أسبابهم لقبول استقالة ألاردايس كانت مقنعة. قال غلين يوم الأربعاء إن مهمة الاتحاد باعتباره الجهة المنظمة والحاكمة للعبة هي أن يحافظ على نزاهة اللعبة، ومن ثم كان من المستحيل استمرار صاحب الـ61 عاما في منصبه كمدرب لإنجلترا. وبالفعل هناك بعض الآراء المتفاوتة – من أولئك الذين يشعرون بأن الاتحاد كان ضعيفا في الانصياع لرؤية من يرون بأنه لم يكن لديه خيار آخر، لكن من الصعب القول بأنه لم يتصرف بطريقة سريعة ومعقولة.
إن دور الاتحاد، كما يراه غلين، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «يونايتد بسكويتس» الذي دخل ويمبلي في خضم عملية لإعادة البناء – كوصي أمين على معايير اللعبة – والذي أدى لقراره بإنهاء عمل ألاردايس مبكرا، لم يعد ذلك الدور، هذا إذا كان كذلك يوما ما بالأساس. إن التوسع الهائل للعبة على المستوى العالمي، مدعوما بالمليارات التي ينفقها المشجعون وطموحات الأفراد المندفعين والشركات بل ودول بكاملها، أدخل كرة القدم إلى عالم خرج بشكل كبير عن سيطرة الاتحاد الإنجليزي.
وهناك دلالة كبيرة تكمن في الطريقة التي تحرك بها التحقيق الاستقصائي في منتصف العقد الماضي – عندما تورط ألاردايس، الذي نفى ارتكاب أي مخالفة – بين العديد من أصحاب المصلحة، قبل أن يضع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في مأزق كبير.
حتى وكلاء اللاعبين أنفسهم يتفقون على خروج الأمر عن سيطرة الاتحاد، وإن كان من الحماقة تصديقهم، لكن محاولة البقاء قد تكون دافعا لأخذ ما يقولونه في الحسبان. قال رئيس رابطة وكلاء كرة القدم يوم الأربعاء: «التحرك العالمي للتخلص من اللوائح المنظمة لم ينجح، وأتاح للنظام أن يكون أكثر عرضة للاستغلال والانتهاك».
في كتابه الأخير «الفنان الأول» كتب فيل سميث عن «عالم من الوكلاء السريين ينعدم فيه القانون». وزعم أن «هناك مزيدا من الأموال التي تختفي من اللعبة عبر وكلاء يعملون بإفلات من العقاب، لكن السلطات لا ترغب في المواجهة».
تنبع المخاطر الحقيقية على نزاهة اللعبة بشكل أقل من التجاوزات بصورتها القديمة، المشار إليها في الجولة الأخيرة من التقارير الصحافية، مقارنة بالشبكة الواسعة التي لا يوجد إطار تنظيمي لها، من الشركات الخارجية، ونموذج الملكية من طرف ثالث (المفترض أنه محظور، وإن كان لا يزال واضحا تماما) الذي يشتري ويبيع أعدادا من اللاعبين كما لو كانوا رقيقا، وهي السلطة التي سقطت في أيدي حفنة ممن يطلق عليهم الوكلاء السوبر، ومساعديهم. وهكذا، ظلت اللعبة كما هي لكن الوسائل والمبالغ تغيرت. ذهبت الأظرف الورقية ذات اللون البني في محطات الخدمة، وحلت محلها المعاملات المالية المعقدة العابرة للحدود، والنماذج الخارجية.
نرى صورة مضللة بوجود قدر من الشفافية، حيث تنشر الأندية الآن تقارير ربع سنوية حول مقدار ما يحصل عليه الوكلاء من أجور، على سبيل المثال. ويورد نظام مطابقة الانتقالات الخاص بالفيفا تفاصيل الصفقات الخارجية وينشر المبالغ الضخمة ذات الصلة بشكل سنوي. لكن يستمر تحرك كميات ضخمة من الأموال حول العالم بطريقة غير خاضعة لأي نوع من التقنين، ويظل الكثير جدا غير معروف عن المكان الذي تذهب إليه. بالتأكيد تملك الهيئات الحاكمة لكرة القدم من الأدوات أو الإرادة ما يمكنها من تنظيم هذا الأمر على النحو المناسب.
يعتبر هذا من بعض الجوانب، صورة مصغرة من الطريقة التي بات العالم الغامض لعمليات التهرب الضريبي من جانب الشركات الكبرى وعملياتها المالية، يسير وفقا لها بشكل عام. وفي مناسبات قليلة فقط، تظهر لمحات من هذا العالم، كما حدث مع وثائق بنما، أو تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في أنشطة الفيفا، قبل أن يتم التغطية عليها من جديد. إذا كان الفيفا يريد تأكيد دوره الذي تخلى عنه منذ وقت طويل، كبوصلة أخلاقية لكرة القدم، فسيحسن صنعا لو استعاد دوره كمنظم للعبة.
يعود بعض من هذا إلى عدد من القضايا التنظيمية التي ظلت من دون حل على مدار عقود، ما جعل مجلس الاتحاد الإنجليزي أكثر تمثيلا للأندية، وجعل الهيكل التنفيذي للاتحاد أكثر فعالية، من خلال فصل وظيفته التأديبية بالشكل الملائم.
وإذا كان غلين وكلارك يريدان أن يظهرا أن الاتحاد الإنجليزي يتمسك بالمعايير التي قادتهما على ما يبدو للتوصل إلى حتمية رحيل ألاردايس، فإن القيام بتحرك محدد على الأقل بمحاولة ممارسة بعض الرقابة على المبالغ الضخمة من الأموال التي تتحرك الآن في قمة هرم اللعبة، قد يكون نقطة جيدة للبداية.



بعد اعتقاله لشرائه الكوكايين... فرنسا تُفرج عن لاعب الهوكي الأسترالي توم كريغ

لاعب الهوكي الأولمبي الأسترالي توم كريغ يظهر بعد إطلاق سراحه في باريس (إ.ب.أ)
لاعب الهوكي الأولمبي الأسترالي توم كريغ يظهر بعد إطلاق سراحه في باريس (إ.ب.أ)
TT

بعد اعتقاله لشرائه الكوكايين... فرنسا تُفرج عن لاعب الهوكي الأسترالي توم كريغ

لاعب الهوكي الأولمبي الأسترالي توم كريغ يظهر بعد إطلاق سراحه في باريس (إ.ب.أ)
لاعب الهوكي الأولمبي الأسترالي توم كريغ يظهر بعد إطلاق سراحه في باريس (إ.ب.أ)

أُطلق سراح لاعب الهوكي الأولمبي الأسترالي توم كريغ من حجز الشرطة بعد اعتقاله في باريس اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال مصدر في نقابة العاملين في الشرطة في وقت سابق إن كريغ محتجز بتهمة شراء الكوكايين.

وأوضح كريغ لدى مغادرته مكاتب الشرطة: «أود أولاً أن أعتذر عما حدث خلال آخر 24 ساعة. ارتكبت خطأ فادحاً. أتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعالي».

وأضاف: «أفعالي تخصني ولا تعكس بأي حال من الأحوال قيم عائلتي وزملائي وأصدقائي ورياضتي والفريق الأولمبي الأسترالي. لقد أحرجتكم جميعاً. أنا آسف حقاً».

وكانت اللجنة الأولمبية الأسترالية قد قالت في وقت سابق اليوم إن أحد لاعبي فريق الهوكي للرجال اعتقل في باريس دون الكشف عن اسمه. كما لم يؤكد مكتب المدعي العام في باريس اسم اللاعب إلا أنه أشار إلى أن الاحتجاز جاء بعد شرائه الكوكايين.

وخاض كريغ، الحائز على الميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو قبل ثلاث سنوات، أكثر من 100 مباراة مع المنتخب الوطني.

وودع منتخب أستراليا للرجال منافسات الهوكي من دور الثمانية بخسارته 2 - صفر أمام هولندا يوم الأحد الماضي.

لاعب الهوكي الأولمبي الأسترالي توم كريغ يتحدث إلى الصحافة في باريس (رويترز)

وقال مكتب المدعي العام: «ألقى ضباط الشرطة الذين شاهدوا عملية تداول الكوكايين أسفل مبنى في الدائرة التاسعة في باريس ليلة السادس والسابع من أغسطس (آب) القبض على البائع المولود في 2006 والمشتري المولود في 1995 في أستراليا».

وُلد كريغ في الثالث من سبتمبر (أيلول) عام 1995، وفقاً لملفه الشخصي على موقع نتائج باريس 2024.

وقالت اللجنة الأولمبية الأسترالية إنه لم يتم توجيه أي اتهامات للاعب كما لم تعلق على سبب اعتقاله.

وأوضحت اللجنة في بيان لها: «اللجنة الأولمبية الأسترالية تواصل الاستفسار عن الأمر والترتيب لدعم اللاعب».

وأفادت وسائل إعلام فرنسية، نقلاً عن مصادر بالشرطة، بأن كريغ اشترى نحو غرام واحد من الكوكايين.

ولم يصدر أي تعليق فوري من الاتحاد الدولي للهوكي على الواقعة.