مسؤول أميركي: لا خلاف مع ولد الشيخ.. ونتفق مع حل أمني قبل السياسي

«التحالف»: استهداف الانقلابيين سفينة إماراتية خطر إرهابي على الملاحة الدولية

إسماعيل ولد الشيخ مع فريقه لدى بدء المشاورات السياسية اليمنية في الكويت يونيو الماضي (غيتي)
إسماعيل ولد الشيخ مع فريقه لدى بدء المشاورات السياسية اليمنية في الكويت يونيو الماضي (غيتي)
TT

مسؤول أميركي: لا خلاف مع ولد الشيخ.. ونتفق مع حل أمني قبل السياسي

إسماعيل ولد الشيخ مع فريقه لدى بدء المشاورات السياسية اليمنية في الكويت يونيو الماضي (غيتي)
إسماعيل ولد الشيخ مع فريقه لدى بدء المشاورات السياسية اليمنية في الكويت يونيو الماضي (غيتي)

أوضح مسؤول أميركي رفيع، لـ«الشرق الأوسط»، أن مسألة الخلاف الأميركي مع المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مسألة غير صحيحة. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه: «نتفق على ضرورة وقف إطلاق النار فورا. ونتفق على اتفاق شامل لتسلسل الخطوات الأمنية والسياسية، ويجب أن تكون هناك تحركات لسحب القوات من صنعاء قبل أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة وتولي مسؤولياتها في العاصمة».
ويأتي التصريح الأميركي ليقطع تكهنات نشرت حول الخلاف الأيام الماضية، التي بدأ فيها ولد الشيخ جولة في المنطقة بدأت بالرياض ثم مسقط، كي يحرك ملف المشاورات السياسية اليمنية التي انتهت أغسطس (آب) الماضي.
ويقول المحلل السياسي نجيب غلاب لـ«الشرق الأوسط»: «يمثل الحل الأمني المدخل الأساسي لأي حل سياسي، وهو إجماع حول هذه المسألة بين الدول الراعية والأمم المتحدة، ومن دونه لن يكون هناك حل سياسي وتأجيله كوضع العربة قبل الحصان ونتائجه الواقعية تسليم البلاد للحوثيين».
ويؤكد المتحدث باسم المبعوث الدولي لليمن، شربل راجي، أن ولد الشيخ لا يحمل معه ملف هدنة وقف النار وحسب، بل حتى ملف «المشاورات السياسية»، مضيفا أن المشاورات السياسية مبنية على التوصيات الصادرة عن مشاورات السلام التي جرت في الكويت ويبنى عليها، للتوصل لحل سلمي للنزاع.
ويرى نجيب غلاب أن المبررات التي اعتمدتها الميليشيات الحوثية لإعاقة الحل الأمني يدركها الجانب الأميركي بشكل جيد، ويقول إنها أعذار لا أساس لها من الصحة، فقد تعاملت أميركا في البداية بشكل جاد مع أطروحات الميليشيات الحوثية بخصوص تأجيل الحل الأمني، لقد اتضح لها أن الميليشيات الحوثية تتلاعب بالملف لخدمة مصالحها، ولا علاقة للأمر بالإرهاب ولا بالخوف المبالغ به من جماعة الحوثي، مضيفا أن الوقائع تؤكد أن الميليشيات الحوثية شكلت منظومة عسكرية وأمنية خاصة بها، واخترقت مؤسسة الأمن والعسكر وتلاعبت بها ووظفتها بطريقة أضعفتها وفككتها وأنهكتها لصالح الملشنة الطائفية التي اعتمدتها الجماعة.
ويستطرد المحلل السياسي اليمني قائلا، إن الحل الأمني لم يعد مطلبا شرعيا وإقليميا ودوليا وحسب، بل إن أطرافا متحالفة مع الانقلاب وصلت إلى قناعة بأهمية الحل الأمني. ويرجع ذلك إلى قدرة هذا الحل على تحريك المؤسسات العسكرية والأمنية من سطوة التنظيم الحوثي، ويعيد للدولة اعتبارها وهيبتها ويساعد على الانتقال إلى الحل السياسي. وزاد: «هناك توازن طبيعي مركزه إعادة الاعتبار للدولة ومؤسساتها وبداية لتحريرها من السيطرة الحوثية التي خلقت كيانا موازيا يحتل الدولة ويعمل بالتوازي معها بطريقة تتشابه وآليات تصدير الثورة الخمينية المعتمدة في لبنان والعراق، وصورته الأكثر وضوحا في اليمن، وهذه الحالة الغريبة لا تهدد فقط الدولة وبقاءها وقوانينها وأنظمتها، وإنما يؤسس لصراع دموي طويل يعيق أي حلول سياسية».
إلى ذلك، أعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها باشرت، صباح أمس (السبت)، عملية إنقاذ ركاب مدنيين، لسفينة مدنية إماراتية، بعد استهداف الميليشيات الحوثية السفينة المدنية «سويفت» التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، التي كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن، لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإخلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن.
وقال التحالف في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، إن «هذا العمل مؤشر خطير يؤكد توجه هذه الميليشيات لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الملاحة الدولية المدنية والسفن الإغاثية في باب المندب، وقد باشرت قوات التحالف الجوية والبحرية عمليات مطاردة واستهداف الزوارق التي نفذت الهجوم».
وفي الإمارات، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة عن تعرض إحدى سفنها المؤجرة صباح أمس، لحادث في باب المندب، أثناء رحلة العودة من مهمتها المعتادة قادمة من عدن دون وقوع أي إصابات. وقالت القوات، في بيان لها أمس، إنه يجري التحقيق لمعرفة أسباب وملابسات الحادث، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية (وام).



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.