أستاذ القانون الدولي أيمن سلامة: الإدارة الأميركية ملزمة بإلغاء {جاستا} المعيب

قال إن الكونغرس تجاهل تقرير لجنة تقصي الحقائق حول 11 سبتمبر

الدكتور أيمن سلامة عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية («الشرق الأوسط»)
الدكتور أيمن سلامة عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية («الشرق الأوسط»)
TT

أستاذ القانون الدولي أيمن سلامة: الإدارة الأميركية ملزمة بإلغاء {جاستا} المعيب

الدكتور أيمن سلامة عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية («الشرق الأوسط»)
الدكتور أيمن سلامة عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية («الشرق الأوسط»)

قال أستاذ القانون الدولي المصري الدكتور أيمن سلامة لـ«الشرق الأوسط» إن الإدارة الأميركية الحالية، أو الكونغرس الأميركي القادم، ملزم بموجب «أحكام المسؤولية الدولية»، بإلغاء قانون «العدالة ضد الدول الراعية للإرهاب» (جاستا) المعيب لمخالفته مبادئ القانون الدولي. وأشار سلامة، وهو عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أن القانون تجاهل عامدا تقرير لجنة تقصي الحقائق حول أحداث 11 سبتمبر الذي لم يتوصل لأي دليل يثبت علاقة السببية بين الحادث وبين أي من دول العالم. وكان الكونغرس الأميركي بغرفتيه قد وافق بأغلبية ساحقة الأربعاء الماضي على اعتماد تشريع جاستا وسط مزاعم بأن القانون يتيح لأسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة المطالبة بتعويضات من السعودية.
وأكد سلامة أن مبادئ القانون الدولي التي أكدتها محكمة العدل الدولية في أحكامها تؤكد أنه لا يجوز مقاضاة الدول ذات السيادة إلا في حالتين على وجه الحصر هما؛ في حال وجود تبادلات أو معاملات دولية بين أطراف العلاقة، أو إذا كانت هناك اتفاقية تسمح بذلك، وهذا يخرج عن إطار الحالة الراهنة بصدد قانون جاستا.
وأشار سلامة إلى أن الكونغرس القادم والإدارة الأميركية الحالية أو القادمة ملزمة بإلغاء القانون بحسبانه خارقا لمبادئ الولايات المتحدة التي جعلها الدستور الأميركي ذاته أسمى من كافة التشريعات والقوانين الأميركية، وأضاف أن «القانون الدولي واضح تماما في إرساء قاعدة الحصانات السيادية للدول». ولفت سلامة إلى أن محكمة الاستئناف الأميركية قضت في عام 1986 وفي حكم قضائي تاريخي بعدم دستورية تشريع أصدره الكونغرس الأميركي باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية ما دفع الرئيس الأسبق رونالد ريغان لإصدار قرار بغلق مقر المنظمة في نيويورك، وهو ما رفضته المحكمة إعمالا لاتفاقية المقر التي أبرمتها الولايات المتحدة الأميركية مع الأمم المتحدة.
وأكد أستاذ القانون الدولي أنه يمكن للولايات المتحدة مقاضاة أشخاص بموجب مبدأ «الأشخاص المسؤولين في الدول الأجنبية، في الاختصاص القضائي العالمي». كما أشار سلامة أيضا إلى الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع أيضا مقاضاة السعودية أو أي دولة أخرى أمام محكمة العدل الدولية إلا بموافقة السعودية أو الدولة المعنية، على اختصاص محكمة العدل الدولية بالنزاع القانوني.
وأوضح عضو مجلس الشؤون الخارجية المصرية أنه حتى في حالة اللجوء إلى محكمة العدل الدولية لا يسمح للأفراد بإقامة الدعوى القضائية وفق مبدأ الحماية الدبلوماسية الذي يلزم الدول بالتصدي للقضايا وتمثيل الضحايا للمطالبة بالتعويض المادي أو أي شكل آخر من أشكال الجبر.
وتابع قائلا إنه «وفق هذا المبدأ تصدت الولايات المتحدة كدولة للمطالبة بتعويضات ضحايا الطائرة الأميركية بان أميركان وفرنسا في ضحايا طائرتها التي أسقطت في النيجر من دولة ليبيا». وأشار سلامة إلى أنه حتى في تلك الحالات تؤول التعويضات إلى خزينة الدولة ويمكنها بموجب القانون صرفها لأسر الضحايا أو اقتسامها معهم أو الاحتفاظ بها.
وأكد سلامة أن الكونغرس الأميركي شأنه شأن أي مؤسسة أميركية أخرى يعد مرفقا داخليا لا يحق له إصدار قوانين أو تشريعات تطال دولا أخرى خارج حدود الولايات المتحدة الأميركية. وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أكدت أنها تتابع بـ«اهتمام» القرار الصادر عن الكونغرس الأميركي برفض حق الاعتراض (الفيتو) الذي مارسه الرئيس الأميركي باراك أوباما على ما يسمى «قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب»، وتأثيراته المحتملة على مسار العلاقات الدولية خلال الفترة القادمة. وأكد البيان على موقف مصر السابق الذي يعتبر أن ممارسة أوباما لحق النقض ضد التشريع المشار إليه «يتسق مع قواعد القانون الدولي وما استقرت عليه العلاقات الدولية، حيث إنه ينطوي على إقرار لمبادئ المساواة في السيادة وحصانة الدول وعدم فرض القوانين الداخلية على دول أخرى».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.