القاهرة تتسلم ناقلات جنود من أميركا في خطوة تعزز قدراتها لمحاربة الإرهاب

نجاة مساعد النائب العام من محاولة اغتيال.. وحركة إخوانية تعلن مسؤوليتها

القاهرة تتسلم ناقلات جنود من أميركا في خطوة تعزز قدراتها لمحاربة الإرهاب
TT

القاهرة تتسلم ناقلات جنود من أميركا في خطوة تعزز قدراتها لمحاربة الإرهاب

القاهرة تتسلم ناقلات جنود من أميركا في خطوة تعزز قدراتها لمحاربة الإرهاب

تسلمت مصر ناقلات جنود من الولايات المتحدة الأميركية، أمس، واحتفلت القوات المسلحة المصرية بتسلم مجموعة من ناقلات الجند المدرعة المتطورة من طراز «MRAP» الأميركية، التي تساهم في دعم القدرات القتالية لعناصر القوات المسلحة في تنفيذ مختلف المهام. وقال مصدر مصري إن «هذه الخطوة هدفها تعزيز قدرة القاهرة على حرب الإرهاب، خصوصا في شبة جزيرة سيناء». يأتي هذا في وقت نجا النائب العام المصري المساعد المستشار زكريا عبد العزيز من محاولة لاستهداف موكبه بعبوة ناسفة شرق القاهرة، ورجحت مصادر أمنية أن «المجموعة التي نفذت العملية على صلة بالخلية التي قتلت النائب العام السابق المستشار هشام بركات»، بينما أعلنت حركة إخوانية تدعى «حسم» مسؤولياتها عن محاولة الاغتيال.
وبدأت مراسم احتفال القاهرة أمس تسلم الناقلات الأميركية بعرض فيلم تناول الإمكانات القتالية والفنية للمركبات الجديدة، وألقى اللواء خالد رشدي سليمان، مدير المركبات بالقوات المسلحة، كلمة نقل فيها تحيات الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي واعتزازه بالعلاقات العسكرية المتميزة التي تجمع البلدين. وأكد مدير المركبات، أن تسلم المركبات الجديدة يعد إحدى محطات الصداقة والتعاون بين البلدين، ويحمل دلالات قوية عن عمق العلاقات الاستراتيجية والمصالح المشتركة على مدار عقود تم خلالها دعم مصر بالأسلحة والمعدات ونقل الخبرات وتبادلها.
مصر وأميركا اتفقتا على بحث فرص توسيع العلاقات الأمنية، ومضاعفة الجهود المشتركة في مواجهة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة. وتقدم الولايات المتحدة الدعم الأمني لمصر من خلال إرسال طائرات إف 16 والأباتشي، وعربات مصفحة، ومعدات عسكرية أخرى من أجل مكافحة الإرهاب وتأمين حدودها.
وتعتبر شمال سيناء (شرق البلاد) معقلا لتنظيم أنصار «بيت المقدس» الجهادي الذي بات يطلق على نفسه اسم «ولاية سيناء» منذ أن بايع «داعش» الإرهابي.. وتتخذ الحكومة المصرية تدابير أمنية متلاحقة في سيناء للحد من الهجمات الإرهابية.
من جانبه، أكد تشارلز هوبر، ملحق الدفاع بالسفارة الأميركية بالقاهرة، أهمية الحدث باعتباره مؤشرا واضحا على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة الأميركية ومصر، والتي تمتد على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود لبناء القدرات الدفاعية والأمنية في مصر.
وأعرب السفير الأميركي بالقاهرة، ستيفن بيكروفت، عن تطلعه لنجاح مصر في مختلف المجالات، مؤكدا أن تحقيق الاستقرار يؤدي إلى المزيد من النجاحات على المسارين الاقتصادي والاجتماعي، مضيفا: أن مصر القوية هي أمن واستقرار المنطقة بأثرها، ومن مصلحة العالم أجمع أن يرى مصر حرة مستقرة ذات دور فاعل في المنطقة.
من جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية مصرية عن أن العبوة الناسفة التي استهدفت موكب النائب العام المساعد تزن 3.5 كيلوغرام من مادة شديدة الانفجار يرجح أنها «تي.إن.تي»، مضيفة: أن التحريات الأولية للحادث تشير إلى أن العبوة كانت داخل السيارة، التي استهدفت موكب مساعد النائب العام، وتم التحكم فيها عن بعد أثناء مرور الموكب بشارع البنفسج بحي الياسمين بالتجمع الخامس (شرق القاهرة) حيث انفجرت؛ مما أدى إلى إصابة مواطن تصادف مروره ونجاة النائب العام المساعد، وتهشم السيارة المفخخة بالكامل، لافتة إلى أن «التفجير وقع بعد مرور موكب النائب العام المساعد بدقيقة واحدة».
وقتل النائب العام المصري السابق هشام بركات في يونيو (حزيران) 2015 في حادث تفجير استهدف موكبه بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة. ويحاكم في القضية 67 متهما، من بينهم 51 محبوسا من أنصار جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية. واتهم وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار قيادات تنظيم الإخوان في تركيا وحركة حماس الفلسطينية بالتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال بركات.
وعقب مقتل النائب العام السابق تم تكليف المستشار زكريا عبد العزيز للقيام بمهام النائب العام لحين تعيين نائب عام جديد.. وساهم عبد العزيز في مراجعة كل القضايا والتحقيقات الخاصة بالأحداث الإرهابية الكبرى، وقضايا قيادات جماعة الإخوان، وعلى رأسهم الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وأعلنت حركة «حسم» الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، مسؤوليتها عن محاولة استهداف النائب العام المساعد. وقالت الحركة الإرهابية في بيان عبر موقعها على موقع التواصل الاجتماعي أمس، إنه «تم استهداف موكب النائب العام المساعد باستخدام سيارة مفخخة.. وهددت الحركة القضاة والإعلاميين، كما نشرت صورة للسيارة التي تم تفخيخها قبل تفجيرها».
وسبق أن تبنت «حسم» مسؤولية استهداف مفتي مصر السابق الدكتور على جمعة بأسلحة آلية (غرب القاهرة) عقب دخوله مسجد بمدينة 6 أكتوبر (تشرين الأول) في أغسطس (آب) الماضي.
وأمرت نيابة أمن الدولة العليا في مصر أمس، بالتحفظ على كاميرات المراقبة وتفريغها للوصول إلى المتهمين ومنفذي الحادث، وقالت المصادر الأمنية نفسها إن الأمن الوطني يستجوب المتهمين بمقتل النائب العام السابق المستشار بركات؛ لمحاولة التوصل لمعلومات تفيدهم في القبض على منفذي حادث محاولة اغتيال النائب العام المساعد؛ نظرا للتشابه الكبير بين العمليتين في طريقة سرقة السيارة، ووضعها في الشارع أثناء مرور موكب المستشار عبد العزيز.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.