إحباط تقدم الميليشيات غرب البيضاء.. والانقلاب يسقط في كمين المقاومة بالزاهر

مصدر عسكري: الحوثيون زرعوا ألغاما في كرش

إحباط تقدم الميليشيات غرب البيضاء.. والانقلاب يسقط في كمين المقاومة بالزاهر
TT

إحباط تقدم الميليشيات غرب البيضاء.. والانقلاب يسقط في كمين المقاومة بالزاهر

إحباط تقدم الميليشيات غرب البيضاء.. والانقلاب يسقط في كمين المقاومة بالزاهر

تواصل ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح في مدينة الزاهر ومناطق آل حميقان بمحافظة البيضاء جنوب شرقي محافظة صنعاء ارتكاب جرائمها باستهداف المدنيين والقرى والمناطق التي تخضع لسيطرة المقاومة ورجال القبائل الموالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالقصف العشوائي بمختلف الأسلحة الثقيلة بما فيها قذائف المدفعية وصواريخ الكاتيوشا وسط تسجيل سقوط ضحايا مدنيين وتضرر عدد من منازل السكان وممتلكاتهم الخاصة.
وقال الناطق باسم مقاومة الزاهر طحطوح الحميقاني في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات القصف العشوائي للميليشيات على مناطق آل حميقان تأتي عقب إحباط رجال المقاومة الشعبية محاولة تقدم فاشلة للانقلابيين ناحية منطقتي القوعة ولجردي الاستراتيجيتين غرب البيضاء.
ولفت ناطق المقاومة في الزاهر أن المقاومة ورجال القبائل من آل حميقان في مديرية الزاهر كانوا في يقظة بعد أن أوهموا الميليشيات الانقلابية خلال أمس الخميس حتى تتوغل ناحية تلك ضمن خطة الكمين المحكم، وهو ما تم بالفعل حيث تمكنت المقاومة من التصدي لهجوم الميليشيات وتكبيدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، لافتًا أن المواجهات مستمرة مع ما سماها ميليشيا إيران الإجرامية.
ولجأت المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية إلى تكتيك حرب الكمائن والعصابات لاستنزاف الانقلابيين الذي يحكمون قبضتهم على المحافظة منذ أكثر من عامين، وهو ما ألحق بالميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح لم يكن الانقلابيون يتوقعونها بهذا الحجم الكبير.
وتشهد جبهات كرش والشريجة والقبيطة مواجهات ومعارك مستمرة مع الميليشيات الانقلابية في مناطق تربط بين محافظتي تعز ولحج في ظل الخسائر الكبيرة التي تتلقاها الميليشيات الانقلابية جراء انتصارات قوات الجيش والمقاومة بتحرير كامل مناطق كرش الاستراتيجية المطلة على قاعدة العند العسكرية التي تتخذها قوات التحالف العربي مقرا لها منذ تحرير لحج في أغسطس (آب) من العام الماضي.
وتعمدت ميليشيا الحوثيين وصالح زرع كميات كبيرة من الألغام في القرى والمواقع التي خسرتها أمام قوات الشرعية خلال الأيام الفائتة، كما تواصل شن قصفها العشوائي العنيف على القرى والسكان المدنيين شمال غربي كرش في محاولة منها لتأليب المواطنين ضد قوات الجيش والمقاومة كونها حاضنة شعبية تعد أساس الانتصارات المتوالية لقوات الشرعية هناك بحسب مصادر عسكرية.
وتتركز المواجهات بحسب ناطق المقاومة قائد نصر الردفاني في شمال غربي المديرية وفي التبة الحمراء والمواقع القريبة من منطقة الشريجة وسلسلة جبال القبيطة الاستراتيجية، التي حررتها قوات الجيش الوطني والمقاومة من قبضة الميليشيات الانقلابية مطلع الأسبوع الحالي.
وعلى صعيد تطورات المواجهات في جبهات كهبوب الاستراتيجية المطلة على ممر الملاحة الدولية باب المندب تتواصل المواجهات بين الانقلابيين من جهة وقوات الشرعية من جهة أخرى بشمال كهبوب بشكل متقطع ووسط هدوء حذر كما أفاد بذلك لـ«الشرق الأوسط» العميد محمود صائل الصبيحي القيادي الميداني بجبهات كهبوب غرب محافظة لحج.



مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
TT

مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)

على الرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات اليمنية للحد من الهجرة غير الشرعية، بدأ العام الميلادي الجديد أيامه بتدفق المئات من المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي الذين وصلوا إلى سواحل البلاد على متن قوارب متهالكة استقلوها من سواحل جيبوتي والصومال.

ومع تسجيل المنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 60 ألف مهاجر خلال العام المنتهي، ذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية أن الأيام الأولى من العام الجديد شهدت وصول 336 مهاجراً غير شرعي قادمين من القرن الأفريقي إلى سواحل مديرية رضوم بمحافظة شبوة شرق عدن.

وبحسب الداخلية اليمنية، فإن قاربي تهريب أنزلا المهاجرين بساحل منطقة «كيدة»، منهم 256 مهاجراً من حاملي الجنسية الإثيوبية؛ بينهم 103 نساء، أما البقية وعددهم 80 مهاجراً، فإنهم يحملون الجنسية الصومالية. وذكرت أن الشرطة في مديرية رضوم قامت بتجميع المهاجرين غير الشرعيين تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

اعتراض قارب يقل 130 مهاجراً في سواحل محافظة لحج اليمنية (إعلام حكومي)

وفي سواحل محافظة لحج غرب عدن، ذكرت وحدات خفر السواحل التابعة للحملة الأمنية في منطقة الصبيحة (مديرية المضاربة ورأس العارة) أنها ضبطت قارب تهريب كان يحمل على متنه 138 مهاجراً من الجنسية الإثيوبية حاولوا دخول البلاد بطرق غير شرعية.

سلسلة عمليات

وفق بيان للحملة الأمنية، فإنه وبعد عمليات رصد دقيقة، تمكنت من اعتراض القارب في منطقة الخور بمديرية المضاربة ورأس العارة. وأوضح البيان أن المهاجرين الذين كانوا على متنه كانوا في حالة مزرية نتيجة لسوء المعاملة التي تعرضوا لها أثناء الرحلة، حيث نُقلوا إلى أحد مراكز تجميع المهاجرين في محافظة لحج.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من العمليات الأمنية التي تنفذها الحملة الأمنية في الصبيحة في سواحل محافظة لحج جنوب باب المندب بهدف التصدي لظاهرة التهريب والهجرة غير الشرعية، التي تشكل خطراً على الأمن الوطني والإقليمي.

المهاجرون الأفارقة يتعرضون للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (إعلام حكومي)

وأكدت قيادة الحملة الأمنية أنها ستواصل جهودها المكثفة لتعزيز الأمن والاستقرار بالتعاون مع مختلف الجهات المختصة، من خلال تنفيذ المزيد من العمليات النوعية، خصوصاً في المناطق الساحلية التي تعد مركزاً رئيسياً للتهريب. ودعت السكان إلى التعاون والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، مؤكدة أن الحفاظ على الأمن مسؤولية مشتركة بين الجميع.

ويعاني المهاجرون في اليمن من الحرمان الشديد مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن، وفق منظمة الهجرة الدولية، التي أكدت أن الكثيرين منهم يضطرون إلى العيش في مآوٍ مؤقتة أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

إساءة واستغلال

نبهت منظمة الهجرة الدولية إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عُرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، مؤكدة أن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن إلى دول الجوار.

وبحسب المنظمة، فإنها سجلت في أكتوبر (تشرين الأول) فقط قيام أكثر من 1900 مهاجر برحلات محفوفة بالمخاطر، إما عائدين إلى مناطقهم في القرن الأفريقي، وإما مُرَحَّلين على متن القوارب. وتم الإبلاغ عن 462 حالة وفاة واختفاء (على الأقل) بين المهاجرين أثناء عبورهم البحر بين جيبوتي واليمن في 2024.

المهاجرون من القرن الأفريقي عرضة للاستغلال وسوء المعاملة من المهربين (الأمم المتحدة)

ووثقت المنظمة الأممية 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على طول الطريق الشرقي في العام ذاته، وقالت إنه من المرجح أن يكون عدد المفقودين وغير الموثقين أكثر من ذلك بكثير.

وبينت أنها ومن خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة، تعمل على تقديم الخدمات على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات التي تقدم للمهاجرين ما بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود، تقول الأمم المتحدة إن فجوات كبيرة في الخدمات لا تزال قائمة في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.