حكومة الملقي الثانية ضمت معظم الطاقم الوزاري السابق.. ولا تغيير في الوزارات السيادية

حكومة الملقي الثانية ضمت معظم الطاقم الوزاري السابق.. ولا تغيير في الوزارات السيادية
TT

حكومة الملقي الثانية ضمت معظم الطاقم الوزاري السابق.. ولا تغيير في الوزارات السيادية

حكومة الملقي الثانية ضمت معظم الطاقم الوزاري السابق.. ولا تغيير في الوزارات السيادية

أدت الحكومة الأردنية الجديدة (29 وزيرا)، ورئيسها الدكتور هاني الملقي، اليمن الدستورية أمام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس. وضم التشكيل الجديد معظم الطاقم الوزاري في الحكومة السابقة، ولم يطرأ أي تغيير على الوزارات السيادية، وهي الداخلية، والخارجية، والمالية، والتربية، والتعليم.
وشملت الحكومة تغيير وزارة الزراعة التي أسندت إلى خالد الحنيفات، والتعليم العالي وترأسها عادل الطويسي، وتطوير القطاع العام وأسندت إلى مجد شويكة. وجميعهم كانوا أعضاء في الحكومة السابقة. أما الوزراء الجدد فهم: نبيه شقم وزير الثقافة، ووجيه عزايزة وزير التنمية الاجتماعية، ويوسف محمد ذيب منصور وزير دولة للشؤون الاقتصادية، وبشر الخصاونة وزير دولة للشؤون الخارجية، ويعرب القضاة وزير الصناعة والتجارة والتموين، وعوض أبو جراد مشاقبة وزير العدل، ومالك بولس حداد وزير النقل.
وجرى استحداث منصب وزير الدولة للشؤون الاقتصادية، وانفصلت وزارة الصناعة والتجارة والتموين عن نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وجرى إسنادها إلى وزير جدي. أما الوزراء الذين لم يطلهم التغيير، فهم: جواد العناني نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ومحمد ذنيبات نائبا لرئيس الوزراء لشؤون الخدمات ووزيرا للتربية والتعليم، ومحمد ناصر جودة نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية وشؤون المغتربين، وسلامة حماد للداخلية، وحازم الناصر للمياه والري، وموسى حابس المعايطة للشؤون السياسية والبرلمانية، وعماد نجيب فاخوري وزيرا للتخطيط والتعاون الدولي، وعلي ظاهر الغزاوي لوزارة العمل، ومحمود الشياب للصحة، وياسين الخياط للبيئة، ووليد المصري للشؤون البلدية، وإبراهيم سيف للطاقة والثروة المعدنية، ومحمد المومني لشؤون الإعلام، وسامي هلسة لوزارة الأشغال العامة والإسكان، وعمر ملحس للمالية، ورامي وريكات للشباب، وفواز إرشيدات لشؤون رئاسة الوزراء، ووائل عربيات للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ولينا عناب للسياحة والآثار.
وتعهد الملقي أمام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بمواصلة حكومته دعم جهود محاربة الإرهاب على مختلف الصعد، وتنفيذ استراتيجيات وخطط وطنية تحارب كل مظاهر الغلو والتطرف. وأكد الملقي في رده على كتاب التكليف، مواصلة توفير جميع الإمكانات اللازمة لدعم القوات المسلحة ومختلف الأجهزة الأمنية.
كما تعهد بمواصلة الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وبذل مساعٍ كبيرة في سبيل تعزيز العمل العربي المشترك، وبناء ثقل عربي إقليمي «يعزز مستقبل الأمة ويحقق مصالحها المشتركة، ويسهم في حفظ الأمن والسلم الدوليين».
وتأكيد موقف الحكومة في دعم جهود الحل السياسي لمختلف القضايا الإقليمية والدولية.
في الشأن المحلي، أكد رئيس الحكومة الالتزام بتجسيد العلاقة مع مجلس الأمة، على قاعدة التشاركية والتكاملية في العمل، ومواصلة العمل لإنجاز استحقاق الانتخابات البلدية، وانتخابات مجالس المحافظات خلال العام المقبل، استكمالا لمسيرة الإصلاح الديمقراطية، ولتمكين الأردنيين من مزيد من المشاركة والتأثير في صنع القرار، وإفراز مزيد من القيادات الاجتماعية والسياسية، وتجديد النخب، وتجويد القرارات والخدمات، وتحديد الأولويات التنموية من الميدان، وضمان توزيع مكتسبات التنمية بعدالة، وتنفيذ البرامج والخطط الكفيلة بدعم فئة الشباب ورعايتها، وتحصينها من مخاطر التطرف والغلو والتعصب والانغلاق، التي غزت العالم بأسره، والعمل على الاستمرار في دعم البرامج والسياسات التي من شأنها الارتقاء بمستوى مشاركة المرأة في الحياة العامة.
كما تعهد الملقي بإجراء إصلاحات إدارية تستند إلى معايير الكفاءة والجدارة والنزاهة، ومحاربة مظاهر الواسطة والمحسوبية التي تقوض فرص العدالة والمساواة، وتستفز الأردنيين، وتوسع الفجوة بينهم وبين مؤسساتهم، مؤكدا استكمال خطوات تطوير أداء الجهاز الحكومي، وتحسين جودة العمل وسرعته وكفاءته، واستكمال تنفيذ برنامج الحكومة الإلكترونية.
كما أكد سعى الحكومة للنهوض بمعدلات النمو للناتج المحلي الإجمالي، وخفض نسب المديونية، وتحسين واقع الاقتصاد الوطني، ورفع مستوى تنافسيته، وتطوير بيئة الأعمال، وإيجاد فرص عمل للأردنيين، وتطبيق حزمة توصيات مجلس السياسات الاقتصادية ومواجهة الآثار المترتبة على اللجوء السوري. وكذلك عزم الحكومة على تطوير قطاعي التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، بما ينعكس إيجابا على مخرجات التعليم وسمعته في مختلف مراحله، والعمل على تنفيذ توصيات اللجنة الملكية لتنمية الموارد البشرية، التي عرفت حجم التحدي بوضوح وعلمية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.