احتفال اليوم الوطني في أربيل.. مناسبة لتأكيد عمق العلاقات الكردية ـ السعودية

رئيس إقليم كردستان وقيادات من كل المكونات شاركوا قنصل المملكة المراسم

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والقنصل العام السعودي في الإقليم عبد المنعم عبد الرحمن المحمود يقطعان كعكة خلال الاحتفال باليوم الوطني للمملكة في أربيل مساء أول من أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والقنصل العام السعودي في الإقليم عبد المنعم عبد الرحمن المحمود يقطعان كعكة خلال الاحتفال باليوم الوطني للمملكة في أربيل مساء أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

احتفال اليوم الوطني في أربيل.. مناسبة لتأكيد عمق العلاقات الكردية ـ السعودية

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والقنصل العام السعودي في الإقليم عبد المنعم عبد الرحمن المحمود يقطعان كعكة خلال الاحتفال باليوم الوطني للمملكة في أربيل مساء أول من أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والقنصل العام السعودي في الإقليم عبد المنعم عبد الرحمن المحمود يقطعان كعكة خلال الاحتفال باليوم الوطني للمملكة في أربيل مساء أول من أمس («الشرق الأوسط»)

شهدت مدينة أربيل مساء أول من أمس، ولأول مرة، احتفالا باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية نظمته القنصلية العامة للمملكة في أربيل بحضور رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والقنصل العام للمملكة في إقليم كردستان عبد المنعم عبد الرحمن المحمود، ووزراء حكومة الإقليم، وعدد كبير من مسؤولي الإقليم، والقادة السياسيين والعسكريين ممثلي القنصليات والبعثات الدبلوماسية في الإقليم والبرلمانيين.
وسلط القنصل العام للمملكة في إقليم كردستان، عبد المنعم عبد الرحمن المحمود، خلال كلمته التي استهل بها المراسم، الضوء على مسيرة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها في عام 1932 وحتى اليوم، والتطور والازدهار الذي وصلت إليه، ودور الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود في تأسيس المملكة ونقله الجزيرة العربية نقلة نوعية لتصبح واحات وسط صحاري مقفرات، ومكانة المملكة إقليميا وعالميا ودورها الاقتصادي والسياسي، والجهود الجبارة التي بذلتها المملكة في خدمة القادمين إليها لأداء مناسك الحج والعمرة، مؤكدا أن «الاحتفال باليوم الوطني هذا العام يأتي بعد إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تعتبر خريطة طريق لتحقيق أهداف المملكة الإصلاحية والتنموية، بما يحقق طموحات القيادة الرشيدة في التنمية المستدامة لتعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق الرفاهية للمواطنين والمقيمين، وستجعل المملكة في مصاف الدول الصناعة المتقدمة». كما وتطرق إلى دور المملكة المهم في الحرب ضد الإرهاب ومواجهة الإرهابيين والقضاء عليهم.
من جهته، شدد مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان (وزير خارجية الإقليم) فلاح مصطفى، في كلمة باسم حكومة الإقليم ألقاها خلال المراسم، على أن مناسبة اليوم الوطني السعودي تعتبر يوما مهما في تاريخ العلاقات الثنائية التي تربط المملكة العربية السعودية وإقليم كردستان. وأضاف: «نتشرف اليوم ولأول مرة بالاحتفال معا باليوم الوطني للمملكة في الإقليم بعد القرار المهم الذي اتخذته قيادة المملكة بافتتاح قنصلية عامة لها في أربيل عاصمة إقليم كردستان في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2015». وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال القنصل العام للمملكة إن «العيد الوطني كما تعرفون هو مناسبة ليستذكر الناس فيها بطولات للناس الأوائل الذين أسسوا هذا البلد، ونستذكر بطولات وشجاعة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (طيب الله ثراه) الذي وحّد أمة، ووحد شتات تاريخ الجزيرة العربية.. طوال التاريخ لم يستطع أحد أن يوحد هذه القبائل. ما قام به الملك عبد العزيز من عمل بطولي في القرن العشرين يعتبر بكل المعايير معجزة على مر التاريخ، لم يستطع أحد أن يوحد هذه القبائل العربية البدوية المتناحرة المتناثرة، وحدهم الملك تحت راية التوحيد، والحمد لله المملكة العربية السعودية في مصاف الدول المتقدمة جدا».
وأضاف: «بهذه المناسبة الكريمة أتشرف بأن أنقل إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أسمى آيات الشكر والعرفان والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني الكريم والنصرة الملكية الكريمة والشعب السعودي النبيل، أعاد الله هذه المناسبة على الأمة السعودية والأمة العربية والإسلامية بكل خير ونماء ورخاء وازدهار إن شاء الله».
من جهته، بين المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان، سفين دزيي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «العلاقات بين إقليم كردستان والمملكة العربية السعودية عريقة، خصوصا في عهد الزعيم الكردي الراحل مصطفى بارزاني، فقد كانت له علاقات متينة مع الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، وهذه العلاقات مستمرة، واليوم وصلت هذه العلاقات على المستوى الدبلوماسي إلى مرحلة أخرى، الآن هناك قنصلية عامة للمملكة في إقليم كردستان وتربطنا علاقات دبلوماسية متينة».
بدوره، قال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم، الوزير فلاح مصطفى: «نحن سعداء بمستوى العلاقات الموجودة الآن، خصوصا بعد قرار فتح قنصلية عامة لدى المملكة في أربيل عاصمة إقليم كردستان، ونتطلع إلى مزيد من التعاون والعمل المشترك».
من جانبه، قال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب، هيمن هورامي، إن السعودية «من أهم الدول في منطقة الشرق الأوسط، وهي مهمة لنا من الناحية الاقتصادية والسياسية والمجالات الأخرى، فبعد الزيارات التي أجراها رئيس الإقليم مسعود بارزاني للمملكة العربية السعودية، وقرار المملكة بفتح قنصليتها العامة في إقليم كردستان.. نحن نأمل أن ترتقي العلاقات الدبلوماسية المباشرة بين كردستان والسعودية لمستوى أعلى في إطار المصالح والقيم المشتركة، بحيث يمكن الاستفادة منها في استقرار الشرق الأوسط، لأن السعودية دولة مهمة ولاعبة أساسية من اللاعبين في هذه المنطقة، وكذلك إقليم كردستان يعتبر واحدا من اللاعبين الأساسيين في الحرب ضد (داعش)».
شخصيات سياسية كثيرة حضرت مراسم اليوم الوطني للمملكة، وكان ممثلو المكون المسيحي في الإقليم، من بينهم آنو جوهر عبدوكا، رئيس كيان شلاما لشؤون المسيحيين، وروميو هكاري، الأمين العام لحزب بيت نهرين الديمقراطي المسيحي، مشاركين في الاحتفال.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».