النظام يتراجع عن خطوط دفاعه في ريف حماه.. وهجمات تقترب من معاقله

خسر 30 بلدة وقرية خلال أقل من شهر.. وحصار المدينة مطروح

النظام يتراجع عن خطوط دفاعه في ريف حماه.. وهجمات تقترب من معاقله
TT

النظام يتراجع عن خطوط دفاعه في ريف حماه.. وهجمات تقترب من معاقله

النظام يتراجع عن خطوط دفاعه في ريف حماه.. وهجمات تقترب من معاقله

وسعت قوات المعارضة السورية وحلفاؤها نطاق سيطرتها في شمال غربي البلاد، حيث باتت تسيطر على 30 قرية وبلدة في ريف حماه الشمالي، لتربطها بمناطق سيطرتها في محافظة إدلب، وذلك خلال عمليات عسكرية متواصلة منذ أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي، أحرزت فيها تقدما ملموسا، كان أهمه أمس.
وسيطرت قوات المعارضة السورية على خطوط الدفاع الرئيسية لقوات النظام المحاذية للقرى العلوية التي تسكنها الحاضنة الشعبية له، في هجوم يرى المعارضون أنه «لن يتوقف على ما يبدو»، بحسب ما يقول مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مشيرا إلى أنه «توسعة لمناطق سيطرة المعارضة وحلفائها في الكتائب الإسلامية، وصولا إلى تخوم مدينة حماه».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن فصائل المعارضة السورية تواصل تقدمها في ريف حماه بعد سيطرتها على نحو 30 منطقة وبلدة وقرية. وقال المرصد في بيان إن الاشتباكات لا تزال مستمرة على أشدها بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وفصائل المعارضة المقاتلة وتنظيم جند الأقصى من جانب آخر، في محاور بريف حماه الشمالي الشرقي.
واقتربت القوات المعارضة للنظام السوري من 3 معاقل أساسية للنظام في محافظة حماه، هي منطقة جبل زين العابدين في شمال غربي حماه، وقمحانة التي باتت على وشك الحصار، إضافة إلى مطار حماه العسكري، وهو ما يعد تقدما استراتيجيا لقوات المعارضة في ظل التراجع أمام الضربات الجوية الروسية والسورية المكثفة في مدينة حلب.
وقال الخبير العسكري القريب من الجيش الحر العميد أحمد رحال، إن المعارضة «تحاول تضييق الخناق على حماه والاقتراب من المعاقل الأساسية للنظام في المنطقة»، وذلك بهدف «محاولة حصار المدينة رغم أن الثوار قالوا إنهم قد لا يدخلونها بل سيعمدون إلى محاصرتها».
وتضم مدينة حماه في وسط سوريا، أكثر من مليوني مدني، ازدادوا على عدد سكانها الأصليين بفعل النزوح الكثيف الذي شهدته من حمص وحلب في وقت سابق. ويعتبر مطارها العسكري أبرز المطارات العسكرية السورية التي تنطلق منها مروحيات النظام المحملة بالبراميل المتفجرة لتقصف حلب والريف الشمالي لسوريا.
وقال رحال إن التقدم الأخير «ليس طارئا، بل هو استكمال لمعركة مفتوحة منذ أكثر من عشرين يوما، سيطرت خلالها المعارضة على قرى وبلدات مهمة مثل معان وطيبة الإمام والقاهرة، واليوم تستكمل المعركة في هذا الاتجاه»، مضيفا: «المناطق التي يقاتل فيها المعارضون، تخضع لنفوذ روسي أيضا لجهة قربها من جبال اللاذقية الشرقية المطلة على الساحل، فضلا عن أن الروس لهم فيها منطقة نفوذ أهمها نادي الفروسية».
وأشار رحال إلى أن الهدف من المعركة «توجيه رسالة للنظام بأنه يمنع تقسيم سوريا» في إشارة إلى ترجيحات المعارضة إلى أن النظام قد يضطر للسيطرة على سوريا المفيدة التي تضم حماه وريفها ضمن خرائطها، مضيفا: «كما تهدف لتخفيف الوطأة عن حلب، وإحراج النظام وإظهار عجزه عن حماية بيئته الحاضنة في غرب حماه، والضغط عليها، إضافة إلى زيادة رقعة سيطرة الثوار».
ويتصدر «جيش الفتح» المقاتلين الذين يخوضون معارك حماه، إذ أعلن السيطرة أمس على قرية القاهرة في ريف حماه، قرية الشعثة في ريف حماه الشرقي بعد معارك مع قوات النظام وقرية الطليسية في ريف حماه الشمالي الشرقي.
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن المعارك «لا تزال متواصلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل وجند الأقصى من طرف آخر في عدة محاور بريف حماه الشمالي، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين في محور الثعفي – الزغبي – الطليسية بريف حماه الشمالي، وسط استهداف الطائرات الحربية لمناطق الاشتباك ومناطق في قريتي عطشان وأم حارتين بريف حماه الشمالي الشرقي، ومناطق أخرى في بلدات معان واللطامنة وكفرزيتا وقرية كوكب بريف حماه الشمالي»، فيما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة حربنفسة في ريف حماه الجنوبي، ما أسفر عن إصابة عدة أشخاص بجراح. كما تواصلت المعارك في محور قرية رأس العين بريف حماه الشمالي الشرقي، فيما واصلت الفصائل محاولات توسيع نطاق سيطرتها.
وقال مصطفى أبو عرب المتحدث باسم «مركز حماه الإعلامي» المعارض، إن المواجهات المستمرة أدت إلى مقتل أكثر من 20 عنصرا وجرح آخرين من القوات النظامية، في حين لقي خمسة مقاتلين معارضين مصرعهم وأصيب آخرون، كما دمرت الفصائل دبابة وقاعدتي إطلاق صواريخ كورنيت وسيارتي دفع رباعي نوع «بيك آب»، عبر استهدافهم بصواريخ مضادة للدروع، أدت إلى مقتل طواقمهم أيضا.
وأشار أبو عرب، في تصريحات لـ«مكتب أخبار سوريا»، إلى أن مقاتلي المعارضة لا يزالون يستهدفون بعشرات قذائف المدفعية والهاون والصواريخ تجمعات القوات النظامية في قرية الطليسية في عملية تمهيد للسيطرة عليها، وذلك بغية تأمين المناطق التي سيطروا عليها حديثا، إذ تعد قرى معان والكبارية والشعثة والقاهرة خط الدفاع الأول عن القرى التي يقطنها موالون للنظام السوري.
وعلى خط مواز للمعارك بريف حماه الشمالي، استهدف الطيران الحربي بعدة غارات مناطق في مدينة تلبيسة وريفها، بريف حمص الشمالي، بينما استهدفت الطائرات الحربية مناطق في مدينة الرستن وقرية الفرحانية بريف حمص الشمالي.
والى الغرب من حماه، جددت قوات النظام قصفها المكثف لمناطق في عدة محاور بجبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الشمالي، والذي شهد اشتباكات متواصلة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في عدة محاور بالمنطقة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».