مصر وفرنسا يتفقان على تعزيز التعاون العسكري والأمني في مواجهة الإرهاب

مقتل شخص وإصابة 6 آخرين في انفجار بشمال سيناء

مصر وفرنسا يتفقان على تعزيز التعاون العسكري والأمني في مواجهة الإرهاب
TT

مصر وفرنسا يتفقان على تعزيز التعاون العسكري والأمني في مواجهة الإرهاب

مصر وفرنسا يتفقان على تعزيز التعاون العسكري والأمني في مواجهة الإرهاب

اتفقت مصر وفرنسا أمس على تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الجانبين، بما يمكنهما من مواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها خطر الإرهاب. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان في القاهرة، والذي بدوره أشاد بحجم التعاون المشترك خلال العامين الماضيين، واصفًا صفقات التسليح الفرنسية لمصر بـ«النقلة النوعية».
وتشهد العلاقات المصرية - الفرنسية تعاونًا ملحوظًا منذ وصول السيسي للحكم قبل عامين، خاصة على الصعيد العسكري. توج بتسلم مصر فرقاطة فرنسية من طراز فريم في إطار صفقة تسليح قيمتها (5.2 مليار يورو) لشراء 24 طائرة رافال مقاتلة. كما حصلت مصر قبل أيام على حاملة مروحيات من طراز «ميسترال»، هي الثانية من نوعها، خلال ثلاثة أشهر.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أمس إن السيسي رحب خلال اللقاء بما وصل إليه مستوى العلاقات بين البلدين من شراكة استراتيجية على كل الأصعدة، ولا سيما في المجال العسكري، مشيدًا بتسلم مصر حاملة المروحيات الثانية «ميسترال» والتعاون الوثيق القائم في هذا المجال.
وتعرف الميسترال في أوساط البحرية الفرنسية باسم السكين السويسري، في إشارة إلى الاستخدامات المتعددة التي تتيحها، حيث يمكن للسفينة الواحدة حمل 16 طائرة هليكوبتر وألف جندي، بالإضافة لعدد من الآليات الثقيلة. وتتيح لمصر تحقيق أعلى مستوى من القدرات العسكرية ومساعدة الجيش على أداء مهامه القتالية بكفاءة عالية خارج الحدود.
وأكد الرئيس السيسي خلال لقائه الوزير الفرنسي أمس على أهمية مواصلة العمل من أجل تكثيف التنسيق والتشاور بين الجانبين بما يمكنهما من مواجهة التحديات المشتركة القائمة، وفي مقدمتها خطر الإرهاب الذي لا تقف تداعياته عند حدود منطقة الشرق الأوسط، ولكن تمتد لمناطق أخرى.
وأضاف المُتحدث الرسمي أن جان إيف لودريان، وزير الدفاع الفرنسي، أكد على أن مصر تعد أحد أهم شركاء فرنسا بالشرق الأوسط والبحر المتوسط، مؤكدًا على أن بلاده تدعم دور مصر المحوري بالمنطقة باعتبارها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار، وسعيها للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة، مشيدًا بما يشهده التعاون العسكري بين البلدين من نقلة نوعية خلال السنتين الماضيين بما يُدلل على الدرجة الرفيعة من الثقة المتبادلة بين الجانبين.
وثمن وزير دفاع فرنسا التنسيق القائم في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدًا حرص فرنسا على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي مع مصر في المجالين العسكري والأمني، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين.
وذكر السفير يوسف أنه تم خلال اللقاء التباحث حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالتعاون العسكري والأمني بين البلدين، حيث تم الاتفاق على الاستمرار في العمل على تعزيز التعاون القائم على هذا الصعيد.
كما تطرق اللقاء إلى آخر المستجدات على الساحة الإقليمية في ظل الأزمات التي تمر بها عدة دول في المنطقة، وفي مقدمتها كل من ليبيا وسوريا، حيث أكد الرئيس على أهمية تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى حلول سياسية لهذه الأزمات، صونًا لكيانات تلك الدول ووحدتها وسلامتها الإقليمية، وحفظًا على مؤسساتها الوطنية مقدرات شعوبها، فضلاً عن تهيئة البيئة المناسبة للتنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وضمان مستقبل أفضل لشعوبها وأجيالها المستقبلية.
وتسعى مصر إلى تعزيز قوتها العسكرية من أجل التصدي للهجمات الإرهابية التي تقوم بها جماعات متشددة في أنحاء متفرقة من البلاد، تزايدت وتيرتها منذ نحو عامين، خاصة في شبه جزيرة سيناء. وأفادت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية أمس بأن شخصًا قتل وأصيب 6 آخرون في انفجار عبوة ناسفة شمال سيناء. وقالت الوكالة إن عبوة ناسفة انفجرت على طريق (رفح - الشيخ زويد) ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة 6 آخرين.
ويشن الجيش المصري، بالتعاون مع قوات وزارة الداخلية، حملات أمنية موسعة في شمال سيناء لضبط عناصر جماعة مسلحة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، اعتادت على القيام بأعمال إرهابية.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».